الفريق قايد صالح يؤكد على حتمية تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي للقوات المسلحة

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش  الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، هذا  الثلاثاء خلال زيارة عمل وتفقد  للناحية العسكرية الثالثة،على أهمية وحتمية تحسين مستوى التكوين والتحضير  القتالي للقوات المسلحة بكافة مكوناته.

 وقال الفريق قايد صالح خلال هذه الزيارة المندرجة في اطار برنامج التحضير  القتالي 2016/2017 من خلال تمارين تكتيكية بيانية، إنه "حرصا على تثبيت عرى مثل هذه السلوكات المهنية الشديدة الحيوية بين بين صفوف الجيش الوطني الشعبي،سليل جيش التحرير الوطني، فإنني لم أمل إطلاقا من التذكير وإعادة التذكير  بأهمية بل وحتمية تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي بما يكفل لقواتنا  المسلحة بكافة مكوناتها بلوغ المراتب التي تليق بتاريخ الأسلاف الصناديد من أبناء جيش التحرير الوطني الذين أفنوا زهرة شبابهم وفدوا وطنهم الجزائر  بأغلى ما يملكون ومنحوا لمعاني الواجب الوطني مدلولاته الحقيقية".

وقد استهلت هذه الزيارة من القاعدة الجوية رقان، إذ بعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية العسكرية الثالثة، تابع الفريق قايد صالح عرضا شاملا حول هذه القاعدة قدمه قائدها، ليتفقد بعدها مختلف المرافق الإدارية والبيداغوجية بالقاعدة ويلتقي بإطاراتها وأفرادها الذين هنأهم بهذا الإنجاز العسكري الهام،حاثا إياهم على الحفاظ على هذا المكسب الحيوي الذي تدعمت به قواتنا الجوية".

 وقال في هذا الشأن: "يطيب لي أن ألتقي بكم اليوم, في رحاب هذا الإنجاز  العسكري الهام، الذي تم تحويله، بمقتضى المرسوم الرئاسي الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، من قاعدة انتشار إلى قاعدة جوية"، مضيفا أن "هذه القاعدة الجوية لرقان تمثل  إنجازا معتبرا تتدعم به قدرات قواتنا الجوية".

وفي هذا الإطار --يضيف الفريق قايد صالح-- فقد "حرصنا دوما على أن تتوفر  قواعدنا الجوية على المحيط الملائم للعمل السليم والمثمر الذي يكفل لها أداء  المهام المنوطة بها بالجودة المطلوبة".

واستطرد قائلا: "ولا شك أن حمل هذه القاعدة الجوية الجديدة لاسم الشهيد +زاوي  علي+ هي دلالة شديدة التأكيد على مدى الرعاية التي نوليها في الجيش الوطني  الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني  لموروثنا التاريخي ولثورتنا التحريرية المباركة،التي تبقى دائما وأبدا تمثل لنا مصدر إلهام ومنبعا متميزا من منابع  أخذ العبر واستقاء الدروس".

 وقد انتقل الفريق قايد صالح بعد ذلك إلى القطاع العملياتي جنوب تندوف، حيث التقى بإطارات وأفراد وحدات القطاع وممثلي مختلف المصالح الأمنية وألقى كلمة  توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الناحية العسكرية الثالثة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد من خلالها على "أهمية التحسين المستمر للتكوين والتحضير  القتالي بما يكفل لقواتنا المسلحة بلوغ المراتب العليا".

 وأوضح في هذا الاطار أن "من أهم متطلبات شعور الفرد العسكري بحجم المسؤولية  الملقاة على عاتقه هو إدراكه ادراكا صحيحا لطبيعة وضخامة التحديات التي تحيط  بوطنه ووعيه بحتمية مواجهتها ورفعها في اي وقت وحين", مضيفا بالقول: "وهنا  تبرز جليا بصمة الجهد الاعدادي والتحضيري والتكويني والتحسيسي وأثره على  بناء  شخصية الفرد العسكري، وفقا لما تستوجبه الحياة المهنية من ضوابط خاصة ومعايير  محددة ومتميزة".

 كما دعا الفريق قايد صالح الجميع إلى "التحلي بروح المسؤولية العالية وأن  يجعلوا منها مبدأ منهجيا نبيلا يستحق التوقير والتبجيل", حيث قال: "لهذا فإنني  أعود مرة أخرى لأذكر بحتمية التحلي, بل التمسك, بروح المسؤولية التي يتعين أن يحرص الجميع، كل في مجال عمله ونطاق صلاحياته، على أن يجعل منها مبدأ منهجيا  نبيلا يستحق التوقير والتبجيل ويستوجب التطبيق الكامل والوافي".

 وتابع قائلا: "لا شك أن ذلك لن يتحقق إلا إذا نظر الفرد إلى تحمل المسؤولية  على أنها وسيلة من وسائل تمكين الفرد العسكري, مهما كانت وظيفته ورتبته  وفئته, من المساهمة في بناء قدرات جيشه وتمكينه من أن يكون جاهزا دوما  للتصدي لأي طارئ".

 وفي هذا الاطار، أكد الفريق قايد صالح قائلا: "لقد أكدت مرارا وتكرارا على  أن نجاح الأفراد العسكريين في حياتهم المهنية يبقى مرتبطا أشد الارتباط  بمدى احترام, بل التقيد الصارم بالضوابط الخاصة والطابع المتميز الذي تفرضه  الحياة العسكرية بكافة مقتضياتها المهنية والسلوكية، وهي خصال تتولى الجوانب  التكوينية والإعدادية والتحضيرية والتحسيسية واجب ترسيخها في عقول  الأفراد، وهنا يبرز بجلاء ترابط الجهد المهني الميداني مع الجهود التعليمية والتحضيرية، ويبرز أيضا مدى تأثيرها على حاضر ومستقبل الفرد العسكري".

كما حرص الفريق قايد صالح في كلمته على تقديم "الشكر والتقدير والعرفان  لأفراد الجيش الوطني الشعبي المرابطين في كافة ثغور الوطن, العازمين دوما على  حفظ سيادة الجزائر من أي خطر مهما كان مصدره  ومهما كانت طبيعته".

 وقال بهذا الخصوص إنه "في ظل هذه الاندفاعة المهنية المثمرة والمخلصة  والطموحة, لاسيما ونحن لا نزال نعيش نفحات احتفال الجزائر بكثير من الفخر  بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد استقلالها الوطني, فإنه حري بي أن أجدد التأكيد مرة أخرى على أن المحافظة على هذا المكسب التاريخي العزيز على قلوبنا جميعا  الذي استرجعه شعبنا بالحديد والنار وبعد تضحيات جسام, هو أمانة غالية ونفيسة  يتعهد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني, في ظل قيادة وتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير  الدفاع الوطني، بأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بفضل ما يتمتع به هذا الكنز  المسترجع، ألا وهو الاستقلال الوطني, من قيمة وطنية عالية المقام لدى كافة  أفراد الجيش الوطني الشعبي".

 وتابع قائلا "هؤلاء الذين يستحقون مني اليوم بكل فئاتهم ومستوياتهم  القيادية, كل التقدير والعرفان والإجلال, لأنهم برهنوا بمرابطتهم العازمة  والدائمة في كافة ثغور الوطن, أنهم أبناء بررة لوطنهم, وأن الجزائر بهم ومعهم  لن تطالها أيادي الغدر وستبقى محفوظة بحفظ الله جل وعلا, وستبقى محروسة  برجالها الذين تشرفوا بحمل رسالة أسلافهم الميامين واعتزوا باستكمال مسيرتهم  الغراء في ظل حضن شعبهم الحر الأبي الواحد الموحد".

 وبعد هذا التدخل, استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات وانشغالات أفراد  الناحية وممثلي مختلف الأسلاك الأمنية الذين جددوا "استعدادهم الدائم والمستمر  لمواجهة كل الشرور التي قد تحدق بالجزائر وشعبها".

الجزائر