المصالحة الفلسطينية : مشاورات جديدة بالقاهرة بين "فتح" و"حماس" هذا الثلاثاء

بعد أزيد من عام عن أخر لقاء لهما بالدوحة  سيتجدد هذا الثلاثاء بالقاهرة اجتماع وفدا حركتي التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" والمقاومة الإسلامية "حماس" لاستكمال مشاورتهما بشأن ترسيخ المصالحة  الوطنية التي استبشر المجتمع الدولي بالظروف الايجابية الجارية في ظلها وأكد  الفلسطينيون انفسهم أنها هي أول الطريق الصحيح لاسترداد حقوقه .

وعكست التطورات الاخيرة في ملف المصالحة الفلسطينية من إعلان "حماس" في 17  سبتمبر الماضي من القاهرة، حل لجنتها الإدارية في غزة وتنقل  حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله ووزرائه إلى قطاع غزة مؤخرا  وعقد اجتماع فيه لأول مرة منذ أكتوبر العام 2014 ي رغبة حقيقية لدى الساسة   والشعب الفلسطيني في الوصول بالمصالحة الى بر الامان .

ويتهيأ وفدان من "فتح" و"حماس" لعقد سلسلة اجتماعات بدءا من نهار غد الثلاثاء  بهدف بحث تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية المبرم بين الحركتين في  ماي 2011 والمضي في تنفيذ تفاهماتها وتمكين حكومة الوفاق من استلام مهامها  كاملة في قطاع غزة.

ويرى مسؤولون فلسطينيون ان الاجتماع سيعمل على تعزيز دور حكومة الوفاق على  الارض لتمكينها من تنفيذ مهامها وبالخصوص اخراج قطاع غزة من حالته الراهنة بما  يضمن حماية المشروع الوطني الفلسطيني ووحدة الشعب بكافة مؤسساته .

وفي تصريحات ادلى بها بخصوص اجتماعات القاهرة اوضح رامي الحمد الله بالقول  "لا نريد أن يحدث أي خللي نريد للفصائل كافة أن تكون متفقه على كل شيء حتى  تبدأ الحكومة بالتنفيذي والحكومة لن تكون إلا عاملا مساعدا وإيجابيا لتنفيذ كل  ما يتفق عليه".

ورعت مصر مؤخرا تفاهمات جديدة للمصالحة الفلسطينية أدت إلى وصول حكومة الوفاق  يوم الاثنين الماضي إلى قطاع غزة لأول مرة منذ أكتوبر عام 2014.

من جهته اوضح أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني اليوم الاثنين  أن "جميع الملفات التي تضمنها اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه في  القاهرة منتصف عام 2011 ، ستكون مطروحة للبحث مع وفد حماس".

وذكر الفتياني أن المباحثات "ستركز في البداية على الاتفاق على آليات سريعة  لبدء تنفيذ التفاهمات الخاصة بإنهاء الانقسام على الأرض بغرض تهيئة الأجواء  لتحقيق المصالحة  وتأكيد جدية كافة الأطراف للمضي في ذلك".

كما شدد على أنه  "لا يوجد سقف زمني محدد لحوارات القاهرة , لكنها على الأغلب ستستمر عدة أيام"  

لافتا الى أن "الانقسام الداخلي مستمر منذ 10 أعوام,  وبالتالي هو بحاجة للوقت  لضمان النجاح في إنهائه".

وستكون هذه أول جولة مباحثات بين حركتي "فتح" و"حماس"  منذ عقدهما لقاءات  مماثلة في العاصمة القطرية الدوحة في يونيو عام 2016 ، من دون تحقيق اختراق  جدي لتحقيق المصالحة بينهما.

واعتبر الرئيس عباس موافقة حركة "حماس" على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها  في قطاع غزة وذهاب حكومة الوفاق الوطني إلى القطاع والموافقة على إجراء  الانتخابات العامة تعتبر الطريق الصحيح لتحقيق الوحدة الوطنية التي لا غنى  للفلسطينيين عنهاي باعتبارها الأساس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة  وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 .

محاولات اسرائيل نسف المصالحة الفلسطينية

 لم يكن من الغريب أن تشن اسرائيل كل ما قامت به من تصرفات على الميدان وما  اصدرته من تصريحات لضرب التطور الايجابي الحاصل في البيت الفلسطيني الا ان ذلك  لم يعكر البثة عزم الفلسطينيين في المضي قدما نحو مبتغامهم في نبذ الانقسام  والتشتت الذي يلعب الاحتلال على وتره للاستمرار في احتلاله للارض الفلسطينية  وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني.

وفي تصريحات ادلى بها مؤخرا اكد رئيس الوزراء الفلسطيني ان القيادة  الفلسطينية لن تلتفت إلى مواقف إسرائيل المعارضة لتحقيق المصالحة الداخلية  وشدد على أن "تحقيق المصالحة مصلحة وطنية وموضوع فلسطيني داخلي".

وقال "لن نلتفت يمينا أو شمالا لأي تصريحات تعارض مساعينا لتحقيق المصالحة  لأنه من غير وحدة  لا يوجد قضية فلسطينية ولا مشروع وطنيي ولا دولة فلسطينية  من دون قطاع غزة".

وأضاف أن رئيس وزراء حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "كان يسوق  حججا مع من يتفاوض مع غزة أم الضفة الغربيةي وهي حجة واهية بالتالي نحن سنكون  موحدون وثابتون خلف قيادة شرعية واحدة وحكومة واحدة وأمن واحد".

من جهته وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات  اصابع الاتهام لكل من إسرائيل والولايات المتحدة بالسعي "لإحباط" جهود تحقيق  المصالحة الفلسطينية حيث اعرب عن استهجانه لمطالبة أوساط سياسية في إسرائيل  وواشنطن أي حكومة وحدة فلسطينية مقبلة بالاعتراف بإسرائيلي وطالبها أولا  بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو "السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق  نهائي تعيش بموجبه دولة إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطين بأمن  وسلام".

المصدر: الأذاعة الجزائرية/وكالات

العالم, الشرق الأوسط