ترامب يرفض الاقرار بالتزام ايران بالاتفاق النووي والانتقادات الدولية تتوالى

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة أنه لا يقر بالتزام إيران بالاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل  إليه عام 2015

وقال ترامب - خلال خطاب له حول الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران - إنه أصدر  أوامر  لإدارته بالعمل بشكل وثيق مع الكونغرس وحلفاء بلاده من أجل التعامل مع  ما وصفه "العيوب الخطيرة  للاتفاق ".

وأضاف أن واشنطن "ستفرض عقوبات إضافية على طهران"ي مبينا أنه أمر عند توليه  منصبه في يناير الماضي "بمراجعة سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران"ي وهي  المراجعة التي أعلن عن اكتمالها اليوم

واتهم إيران "بالإخلال بالاتفاق النووي".  

وأشار ترامب أنه سيقوم اليوم بالإعلان عن  الاستراتيجية الأمريكية مع اتخاذ  العديد من الخطوات الكبيرة من أجل ضمان أن إيران لن تحصل على سلاح نووي.

ويحدد الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تم التفاوض عليه مع إيران من قبل إدارة  الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما  إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا  وألمانيا وروسيا  ضوابط صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع  العقوبات الاقتصادية. 

وقد انتقد الرئيس دونالد ترامب الاتفاق منذ حملته الرئاسية العام الماضي  ووصفه بأنه اسوأ صفقة وافقت عليها الولايات المتحدة. وعلى الرغم من موقفه هذا فقد اختلف معه علنا وزيرا الخارجية والدفاع ريكس تيلرسون وجيمس ماتيس اللذين  دافعا عن الاتفاق.

ويتوقع أن يضيف الكونغرس اختبارات الصواريخ الباليستية  إلى الأسباب التي قد  يعتمد عليها لفرض عقوباته  على الرغم من أنها ليست جزءا من الاتفاق النووي  

كما أن إعادة فرض العقوبات الأمريكية لن تؤثر على عقوبات الأمم المتحدة التي  لا يمكن إعادة فرضها إذا استخدم حق النقض من قبل الأعضاء الدائمين الآخرين  الذين يؤيدون الاتفاق.

وكانت إيران قد أعلنت أنها ستواصل الالتزام بالاتفاق رغم استمرار الولايات  المتحدة في معارضته.

 

وبعيد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن فيه عدم المصادقة على إلتزام إيران بالاتفاق النووي، ملوحا بإلغائه، توالت ردود الفعل الدولية، بين مؤدية ومعارضة.

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أول من تحدث بعد دقائق من انتهاء خطاب الرئيس الأمريكي، حيث أكدت أنه "لا يحق لأي دولة إنهاء الاتفاق النووي الإيراني".

ودعت موغيريني في مؤتمر صحفي إلى العمل بصورة جماعية للحفاظ على الاتفاق النووي.

وقالت بعد دقائق من كلمة للرئيس الأمريكي "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بوصفنا مجتمعا دوليا، واوروبا بالتأكيد، بتفكيك اتفاق يعمل ويؤتي ثماره".

إسرائيل والسعودية تؤيدان استراتيجية ترامب إزاء إيران

من جانبها، سارعت إسرائيل على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الترحيب بما وصفه "القرار الجرئ" الذي اتخذه الرئيس الأمريكي.

وقال نتانياهو في شريط مصور بالإنكليزية بث بعيد خطاب الرئيس الأمريكي "أهنىء الرئيس ترامب بقراره الجريء بمواجهة النظام الإرهابي الإيراني".

من جهتها، أعربت المملكة العربية السعودية عن تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية "الحازمة" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، الخصم اللدود للرياض.

وقالت الحكومة السعودية في بيان إنها "تبدي تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها (...) ترامب تجاه إيران ونهجها العدواني".

قلق فرنسي ألماني بريطاني

وأعربت باريس وبرلين ولندن مساء الجمعة عن "قلقها حيال تداعيات" قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي.

 

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك "نحن رؤساء الدولة والحكومة في كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، نأخذ علما بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بعدم الإقرار أمام الكونغرس باحترام إيران" للاتفاق و"نحن قلقون حيال التداعيات التي يمكن أن تنجم عنه".

وشددت الدول الثلاث على "تمسكها الحازم" بالاتفاق الموقع في 2015 والتي التزمت بموجبه إيران عدم تطوير سلاح نووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

موسكو تنتقد

من جانبها، نددت وزارة الخارجية الروسية الجمعة باستراتيجية ترامب حيال إيران ووصفتها ب"الخطاب العدائي والمهدد"، مؤكدة أن الاتفاق مع طهران حول النووي لا يزال سليما.

واعتبرت الوزارة في بيان أن رفض ترامب الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 "لن يكون له تأثير مباشر على تطبيق" النص، لكنه يشكل "أحد عوامل النقاش الداخلي" في الولايات المتحدة.

المصدر : الإذاعة الجزائرية/وكالات

العالم, أمريكا