تكنولوجيات الإعلام و الاتصال : استثمار وتعاون بين الجزائر والمجر

استعرضت الجزائر و المجر هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة فرص و محاور التعاون في مجال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و ذلك بمناسبة تنظيم الدورة الثانية من المنتدى الجزائري المجري الذي ضم خمسين مؤسسة جزائرية و اثني عشر أخرى مجرية.

و سيسمح اللقاء الذي سيدوم يومين -حسب توضيحات الجانبين- لهؤلاء باستكشاف الفرص و المحاور الاخرى من التعاون و الاستثمارات و المبادلات في قطاع التزمت فيه حكومتي البلدين بترقيته اكثر.

وفي هذا الصدد أكد المدير العام لترقية الحضائر التكنولوجية وتطويرها بوزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال  بن صاول عبد الحكيم بأن الأمر يتعلق بتجسيد الإستراتيجية الجديدة المحددة لسنوات 2018-2020 وما تتضمنه من تحديات أساسية مثل تحسين نوعية الخدمات و كذا وضع قوانين مطمئنة للمستثمرين، و ذكر في معرض تفصيله لمراحل تطور القطاع في الجزائر بان البلاد قد انتقلت من المرتبة الـ114 عالميا في سنة 2012 الى المركز الـ103 في نهاية 2016 في مجال مؤشر تطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال فيما انتقل عدد المشتركين في الانترنت خلال ذات الفترة المرجعية الى حوالي 29 مليون و تسجيل 1182 موزعا للخدمات الالكترونية.

كما تطرق ذات المسؤول الى "المنعرج الجديد" الذي جاء مع القانون الجديد الذي صدر في سنة 2000 الذي وضع حدا لاحتكار الدولة في مجال تكنولوجيات الاعلام و الاتصال قبل ان يتناول الاستراتيجية الخماسية التي وضعها مختصون في سنة 2008 و التي شملت ما لا يقل عن 1000 عملا و كلفت حوالي 4 مليار دولار من الاستثمارات المالية.

و اضاف يقول ان "هذه الإستراتيجية لم يتم تجسيدها بالشكل اللائق سيما بسبب عدم الاخذ بالحسبان الارتباطات المتصلة و عدم تخصيص الموارد المالية لبعض الجوانب مما يتطلب وضع مقاربة جديدة من شانها توفير فرص اكيدة للمستثمرين المجريين".

من جانبها صرحت سفيرة المجر بالجزائر هيلغا بريتز عند افتتاح هذا اللقاء التي اعتبرته دليل على التزام الحكومتين بتطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال في كلا البلدين ان "التعاون الجزائري المجري في مجال تكنولوجيات  الاعلام و الاتصال بدأت تظهر معالمه شيئا فشيئا و ان الحوار بين الحكومتين في هذا الموضوع بدا يفرض نفسه".

  كما أشارت الى ان المجريين على استعداد "لتقاسم و تبادل" التجارب في هذا القطاع المستقبلي مؤكدة ان هذه المسالة ستشكل محور الدورة الثانية للجنة  لاقتصادية المختلطة الجزائرية المجرية المزمع تنظيمها في شهر ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة قبل ان تعرب عن "ارتياحها" للنجاح الكبير الذي توج الدورة الأولى من هذا المنتدى.

و اكدت في ذات السياق على الطموحات و التطورات الكبيرة التي عرفتها الجزائر في مجال تكنولوجيات الاعلام و الاتصال مشيرة الى اهمية التقاء مؤسسات البلدين مشجعة هؤلاء على الاستفادة من هذا اللقاء الى اقصى حد.و خلصت السفيرة المجرية في الأخير الى التأكيد بان حكومة المجر تخصص سنويا مائة (100) منحة دراسية للطلبة الجزائريين مشيرة الى ان غالبية هؤلاء اصبحوا شيئا فشيئا يختارون فرع تكنولوجيات الاعلام و الاتصال للحصول على شهادة الماستر او رسالات الدكتوراه كما تقوم سفارة بلادها بأعمال تسمح للطلبة بالالتقاء بالمؤسسات المعنية بإقامة تعاون ثنائي من كلا الجانبين بشكل يمكنهم من الاندماج في برامج بحث و تطوير.

للتذكير انه بعد عقد الدورة الأولى التي جرت في سنة 2015 و التي اعتبرها الجانبين "ايجابية" تم تنظيم المنتدى الجزائري المجري حول تكنولوجيات الإعلام و الاتصال خلال هذه السنة حول موضوع الحكامة الالكترونية و جاء في شكل ملتقيات و لقاءات بمشاركة خمسين شركة جزائرية و اثني عشر أخرى مجرية تنشط جميعها في مختلف تخصصات قطاع تكنولوجيات الاعلام و الاتصال.

اقتصاد