الجــزائر تحيي الذكرى الـ 165 لجريمة إبادة سكان مدينة الأغواط بغاز الكلوروفورم المحظور دوليا

أحيا المتحف الوطني للمجاهد أمس الاثنين الذكرى الـ 165 لقصف مدينة الأغواط بالأسلحة الكيميائية من طرف القوات الاستدمارية الفرنسية، أو ما يعرف بعام "الخلية" .

ويشكل الـ 4 ديسمبر من العام 1852 تاريخا لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الوطنية ولسكان مدينة الأغواط التي عاشت جريمة فرنسية انسانية بكل المقاييس ، حيث عمد المحتل الفرنسي  بعدما تعذر عليه احتلال بوابة الصحراء الجزائرية، إلى استخدام المدفعيات المحشوة بمادة الكلورفوروم ،التي أدت إلى تنويم الناس وشل أعضائهم بتأثيره على نشاط الدماغ، ثم وضع ما يقارب  2500 شهيدا من بينهم أطفال ورضع في أكياس وحرقهم أحياءً وهم مخدرين.

وأوضح الباحث عمار منصوري المختص في الهندسة النووية خلال الندوة التي نظمها متحف المجاهد، أن القوات الاستعمارية الفرنسية استعملت الغاز الكيميائي الكلوروفوم المحظور دوليا لأول مرة خلال هجومها على مدينة الأغواط مما أدى إلى استشهاد ثلي سكان المدينة ، مضيفا أن هذا الهجوم كان على ثلاث جبهات بقيادة جنرالات فرنسييين منهم بيليسي وبوسكارين الذين أرادوا ان تكون هاته الابادة الشنيعة عبرة للجزائريين وثنيهم عن مقاومة الغزاة في مناطق أخرى.

ومما يذكره المؤرخون عن هذه الابادة أو المحرقة التي تعرضت له مدينة الأغواط، أنها كانت عصية على الاحتلال الفرنسي الذي أرسل في بادئ الأمر حامية كانت تضم 1700 مقاتل أبادتها المقاومة عن بكرة أبيها  في ماي 1844 فقرر الحاكم العام التدخل عسكريا لضرب الأغواط وإخضاعها للاستعمار الفرنسي، بتوجيه حملة تأديبية يقودها الجنرال “بليسييه” المدعو إبليس، والجنرال ماريموش والجنرال جوزيف، من مختلف مناطق الوطن، وبتعداد عسكري هام مدعم بمختلف الأسلحة، لاسيما المدفعية والسلاح الكيماوي الذي استعمل لأول مرة نظرا للمقاومة الشديدة من طرف السكان، إذ كان يحيط بمدينة الأغواط سور طوله 3 كم، تتلوه قلاع البرج الشرقي والغربي وقلعة سيدي عبد الله، وعرض السور متر ونصف بارتفاع 4 أمتار و4 أبواب و800 فتحة على امتداده جعلت للأغراض العسكرية.

وقد استعدت فرنسا جيدا لضرب الأغواط بقيادة بوسكارين ولادمير وماريموش وجوزيف برايسي وسقطت المدينة في 4 ديسمبر 1852 باستشهاد حوالي ثلثي السكان، قرابة 2500 شهيد من أصل 3500 ساكن كان يقطنها، وقتل الجنرال بوسكارين والرائد موران و10 من كبار الضباط الفرنسيين الذين لقوا حتفهم على أسوار المدينة التي بقي منها 400 ساكن، بعدما هجرها البقية إثر محاولة الفرنسيين حرق المدينة وإبادة البقية

المصدر : الإذاعــة الجزائرية

الجزائر, ثقافة وفنون