حقوقيون يردون على ماكرون: من لا ماضي له لا مستقبل له !

رد حقوقيون ونشطاء مهتمون بتاريخ الجزائر على  دعوة الرئيس الفرنسي للجزائريين بتجاوز الماضي لبناء مستقبل أفضل بين الجزائر وفرنسا مؤكدين أن " من لا يعرف ماضيه لا يعيش مستقبله".

وخلال برنامج "ساعة نقاش" للقناة الإذاعية الأولى الذي تناول هذا الأحد ملف الذاكرة الذي تم إحياؤه خلال زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للجزائر في السادس ديسمبر الجاري، وعشية الإحتفالات بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، أكدت المهتمة بتاريخ الجزائر االمحامية فاطمة الزهراء بن براهم  ردا على تصريحات ماكرون أنه " بينما تقوم فرنسا و الدول الأوربية الأخرى العودة لماضيها وتدريسه لأبنائها والمنتسبين إليها مقابل تهميش الحضارة الإسلامية في الأندلس التي كانت الرافد الأساسي لنهضتها من سباتها ويطالبوننا أن ننسى ماضينا"، مشددة على أنه " من لا يعرف ماضيه لا يعيش مستقبله".
وأضافت :" منذ 2001 وهم يسعون لمحو الماضي وبناء علاقات بناء على  المستقبل كما يدعون، لكني أقول له (ماكرون) إن تاريخ الجزائر  يمتد لأكثر من 3 آلاف سنة أي أكثر من بلادك".

من جانبه أوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق بمجلس الأمة بوجمعة صويلح أنه " لا يمكن أن تجد جزائريا ينسى ماضيه، و لا يحق أصلا أن بطرح مثل هكذا سؤال على الجزائري. الجيل الجديد لديه جذور وتاريخ يحركه. عيب أن يخاطبني بهذا الخطاب في بلدي".

وأضاف: "كلمة ننسى لا نفكر فيها أبدا. تاريخي وتاريخ بلادي وأجدادي لا يمكن أن ننساه بجرة قلم، إذا أردنا اليوم التأسيس لشراكة دولية ليس هناك قاسم مشترك مع عدو الأمس. القاسم هو ثورة ضد الكولونيالية برصيد ضخم من الشهداء".

أما الحقوقي عامر رخيلة فرأى أنه حين " يتحدث ماكرون عن العلاقات الجزائرية الفرنسية يتحدث من منطلق كأن المسألة شخصية بحتة. لذلك أرى أن الدعوة لقطع العلاقة مع التاريخ خطأ، إذ أن الشعب الجزائري لا يمكنه أن ينسى مجازر فرنسا في الجزائر التي تسببت في استشهاد ما لا يقل عن 8 ملايين شهيد في 132 سنة من الاحتلال. كما أنهم لا يمكنهم أن ينسوا محاولتها في إبادة الشعب الجزائري. فعند دخول المستعمر في 1830 كان عدد الجزائريين على أقل تقدير 5 ملايين نسمة لينخفض العدد إلى 2 مليون في 1871 ما يعني أنه لولا المقاومة الإجتماعية للشعب الجزائري الذي سعى للحفاظ على نسله لكنا اليوم من بين الشعوب التي تعرضت للإبادة نهائيا وإحلال جنس آخر محله، وهو هدف الإستعمر الفرنسي".

وأنهى كلامه قائلا:" كلام ماكرون عن نسيان الماضي لبناء المستقبل ليس الأول من نوعه من مسؤول فرنسي بل سبقه ساركوزي . أنا على يقين من أن العلاقات الجزائرية الفرنسية أكبر من أن تتأثر بمواقف ظرفية لأنها متشابكة بجميع المجالات".

الجزائر