الجـــزائر تحـيي هــذا الاثــنين الذكــرى الـ 57 لمـظــاهــرات 11 ديــسـمـبــر 1960

أحيت الجزائر هذا الاثنين الذكرى الـ 57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعد من بين المحطات و الانجازات الحاسمة في عمر الثورة الجزائرية المجيدة ، وقد يشرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني على الاحتفالات الرسمية من أقصى الجنوب الجزائري بإليزي.

و بينت  مظاهرت 11 ديسمبر 1960 مدى عزم الشعب في الاستقلال و الحرية و عكس جميع مخططات المستعمر، حيث بعثرت أوراق ديغول و أفشلت مخططاته التي أتى بها متواريا خلف شعار الجزائر جزائرية من اجل كسب صمت الشعب الجزائري الذي رد عليه بمظاهرات أثبتت رفضه لأن يكون فرنسا  .

وشهدت مختلف المدن الجزائرية مظاهر متنوعة من الاحتفالات بالذكرى الـ 57 ، بينما احتضنت  اليزي الاحتفالات الرسمية نظرا لبعدها التاريخي ، حيث تعد معقلا و خزانا حقيقيا للثورة كما قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني ، مضيفا أن اختيار إليزي ومرتفعات الطاسيلي أزجر يعد وفاء لوصية  المجاهدين و الشهداء لتنمية المنطقة  النائية وتمكين أبنائها من الإنارة و الماء و التكوين و التعليم .

زيتوني: الدولة الجزائرية تعمل على استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية

وبالمناسبة أكد وزير المجاهدين عبر أثير إذاعة الجزائر من إليزي أن الجزائر تعمل على استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية  ودفنها بأرض الوطن.

وأضاف الوزير في الحصة الإذاعية وفي ختام زيارته للولاية أن ملف استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية ''يحظى  باهتمام كبير باعتباره أحد الملفات العالقة بين الطرفيين الجزائري والفرنسي,  حيث تبذل مجهودات كبيرة لطي هذا الملف نهائيا.''

وأكد زيتوني أن الجزائر تؤدي دورا هاما في هذا المجال و ذلك من خلال  سلسلة اللقاءات التي تم تنظيمها في السابق مع الطرف الفرنسي وآخرها الزيارة  التي قام بها الوزير الأول أحمد أويحيى إلى فرنسا حيث كان ضمن الوفد الأمين  العام لوزارة المجاهدين الذي تباحث مع المكلفين بالأرشيف والمكلفين بجماجم  شهداء المقاومة الجزائرية عن الجانب الفرنسي.

وفي هذا الإطار أشار الوزير أن "هناك قانون فرنسي يدرج هذه الجماجم ضمن  التراث الفرنسي" مما يستوجب -- كما أضاف-- إصدار قانون آخر لهذا القانون وهو  ما يعمل عليه الطرف الفرنسي من أجل استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية  ودفنها بأرض الوطن.

كما تم التطرق - حسبما ذكر الطيب زيتوني- خلال اللقاء الأخير الذي جمع رئيس  الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته  الأسبوع الماضي للجزائري إلى ملف الذاكرة الذي يعتبر أحد الملفات العالقة في  العلاقات الجزائرية-الفرنسية حيث تم إبداء نية الطرفين بالتكفل بهذا الملف.

'' تتميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية بكونها علاقات خاصة نظرا للماضي  المشترك الذي يعتبر ماضي أليم للشعب الجزائري والذي دفع ثمنه مليون ونصف مليون  شهيد, إلا أن هذه العلاقات ستعرف انفراجا من خلال تكثيف العمل المشترك  لاسترجاع الأرشيف الوطني وجماجم الشهداء وتعويضات ضحايا التفجيرات النووية في  الصحراء الجزائرية وملف المفقودين''ي يضيف وزير المجاهدين.

وجدد الطيب زيتوني تأكيده ''أن هذه الملفات لا يمكن بأي حال من الأحوال  التنازل عنها ولا جدال فيها باعتبارها أمانة الشهداء التي لا يمكن خيانتها ولا  السكوت عنها لأن الأمر يتعلق بمصير وذاكرة شعب قدم النفس والنفيس لاسترجاع  سيادته الوطنية''.

وبالمناسبة أثنى وزير المجاهدين على دور وحدات الجيش الوطني الشعبي في تفكيك  القنابل الاستعمارية المزروعة بخطي شارل وموريس بالمناطق الحدودية.

المظاهرات كانت جد حساسة في تاريخ الثورة

هذا وأوضح الدكتور والباحث لزهر بالديبة  أن المظاهرات كانت جد حساسة في تاريخ الثورة التي اشتد عليها الخناق جراء مخطط شال العسكري  وتزامنت مع  بداية المفاوضات التي حاول من خلالها ديغول القضاء على الثورة من الداخل والخارج،  وجاءت هذه المظاهرات بإفشال مخططات ديغول السياسية والعسكرية.

من جانبه أوضح المجاهد محمد بن طالب الذي عاش المظاهرات و هو لم يتعدى 13 عام، بان المظاهرات أفشلت جميع مخططات ديغول وبينت للعالم أن الثورة يقودها شعب يرفض جميع أنواع المساومات و الأساليب الاغرائية.

ونتج عن هذه المظاهرات إدراج القضية الجزائرية في المحافل الدولية كهيئة الأمم المتحدة .

المصدر : أغيلاس مقراني/ الاذاعة الجزائرية         

الجزائر