رئيس الجمهورية يكرم الفنان المصري محمد فوزي بوسام استحقاق وطني بدرجة "عهيد"

أسدى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سهرة أمس  الأحد الفنان المصري ملحن النشيد الوطني الجزائري محمد فوزي (1918- 1966) وسام  استحقاق وطني من مصف "عهيد" عرفانا لوقوفه إلى جانب الثورة التحريرية وتقديرا  لتميزه في إبداع هذا اللحن الأصيل والخالد.                                   

 وأشرف عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وممثل رئيس الجمهورية على  منح الوسام لعائلة الراحل ممثلة في حفيده عمر منير محمد فوزي وهذا بحضور وزير  الثقافة عزالدين ميهوبي ووزير المجاهدين الطيب زيتوني وأعضاء من الحكومة  بالإضافة إلى الأمين العام لمصف الاستحقاق الوطني محمد الصالح عكة وممثل عن  أسرة الشاعر ومؤلف هذا النشيد مفدي زكريا وكذا العديد من المثقفين والإعلاميين  من الجزائر ومصر.                                                                                                                                   

وقال ميهوبي  إن تكريم رئيس الجمهورية لمحمد فوزي يعبر عن "أرقى وأنبل مشاعر العرفان  والامتنان والشكر لهذا الفنان القامة ومن خلاله لكل من ساهم من قريب أو بعيد  في دعم الشعب الجزائري في نضاله وكفاحه" ضد الاستعمار الفرنسي مؤكدا أن الثورة التحريرية "لم تكن حكرا على الجزائريين فحسب بل كانت ولا تزال موروثا إنسانيا  عظيما استدعت شرفاء العالم للوقوف من حولها".  

وأشار من جهته محمد الصالح عكة إلى أن هذا التكريم يأتي "تقديرا لهذا الموسيقار الكبير نظير تميزه في إبداع لحن  أصيل وخالد ..".   

أما عمرو منير محمد حفيد الملحن والموسيقار الراحل، فقال إن لحن النشيد الجزائري  قسما أبرز وجها آخر من شخصية العملاق  محمد فوزي .                                                   

وتم في بداية الحفل عزف السلام الوطني الجزائري من طرف الفرقة النحاسية للحرس  الجمهوري التي أدت أيضا الأغنيتين الثوريتين "جزائرنا" و"من جبالنا" ليعرض  بعدها شريط قصير حول تاريخ هذا النشيد قبل أن يمتع جوق فني الحضور بمجموعة من  الأغاني التي عرف بها محمد فوزي على غرار "أحببتك يا بلدي" و"الشوق حيرني"  و"مصطفى يا مصطفى" وكذا "مال القمر مالو" و"حبيبي وعينيا" بالإضافة إلى  إفريقيا شعبك حر".                                                                                                                                     

وكان رئيس الجمهورية قد أمر بتكريم محمد فوزي بإطلاق اسمه على المعهد ومنحه  وسام الاستحقاق الوطني من مصف "عهيد" حيث يأتي هذا الاحتفاء في إطار تخليد  ذكرى مرور 60 عاما على تأليف نشيد "قسما" (1956).         

يذكر أن وزير  الثقافة قد أشرف صباح أمس على إطلاق اسم الفنان المصري على المعهد الوطني  العالي للموسيقى الواقع بساحة الشهداء بالعاصمة وهذا بحضور عدد من الشخصيات  السياسية والوجوه الثقافية بينهم أفراد من عائلتي الشاعر مفدي زكريا والملحن  هارون الرشيد الذي شارك أيضا في تلحين نشيد "قسما" بإضافة الموسيقى الإيقاعية  العسكرية.                                                                        

و بهذه المناسبة قال الوزير"نحن سعداء بأن يكون هذا اليوم تاريخي، وهو اليوم  الذي يطلق فيه اسم الفنان الكبير الراحل محمد فوزي على مؤسسة من مؤسسات الفن و الإبداع و هو المعهد الوطني العالي للموسيقى".

و قال ميهوبي "إن هذا القرار- قرارفخامة رئيس الجمهورية - النابع من وفاء و عرفان الشعب الجزائري تجاه هذا الفنان المبدع الذي قدم للجزائر و العالم أروع  لحن لنشيد وطني معروف في العالم و هو "قسما" و الذي يزيد عمره عن ستين سنة".

و أضاف "اليوم يتوج بهذا العرفان الكبير و هو إطلاق إسم محمد فوزي  على المعهد الوطني  العالي للموسيقى و كذا توشيح روح الراحل بوسام الاستحقاق الوطني تجسيدا لقيمة الوفاء التي عرف بها الشعب الجزائري".

ويعتبر المغني والملحن وكاتب الكلمات والممثل محمد فوزي  (1918- 1966) أحد أبرز الفنانين المصريين في القرن العشرين حيث غنى ولحن وكتب  قرابة 400 أغنية منها حوالي 300 أغنية في أفلامه.

وُلد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية في عام 1918، نال الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931، ومال إلى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يد محمد الخربتلي وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح. تأثّر بأغاني محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما للجمهور في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، وغنى العديد من الأغاني ضمن أفلام كثيرة وكانت كلها من ألحانه، كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبدالمطلب وليلى مراد وهدى سلطان أخته، وغيرهم الكثير.   

المصدر:الإذاعة الجزائرية  

 

الجزائر, ثقافة وفنون