المغرب: استمرار موجة الاحتجاجات الشعبية في مدينة جرادة تنديدا ب"الوضع الكارثي" الذي تعيشه

خرج الآلاف من المحتجين إلى شوارع جرادة شرق المغرب من جديد لاستئناف احتجاجاتهم التي بدأت قبل شهر ونصف تقريبا من وفاة شقيقين في بئر لاستخراج الفم الحجري، تنديدا بعجز السلطات المغربية عن توفير الحماية لشباب المدينة و "الوضع الكارثي" الذي تعيشه، حسب ما أوردته مصادر إعلامية محلية اليوم الأربعاء.

و حسب يومية الصباح المحلية فقد انضم الأطفال أيضا إلى المحتجين، نساء ورجالا قدموا من مختلف أنحاء الإقليم، رافعين شعارات كتب عليها: "كلمة واحدة الدولة فاسدة" و "حرية كرامة عدالة اجتماعية".

و طالب هؤلاء ب"تحقيق الملف المطلبي"، الذي يلخصونه في "ثلاث خطوط عريضة هي البديل الاقتصادي وحل مشكل فواتير الماء والكهرباء" التي لا يؤدونها منذ ثلاثة أشهر"، و كذا "محاسبة المسؤولين عن الوضع الكارثي" الذي تعيشه المدينة.       كما رفع المحتجون، حسب نفس المصادر، شعارات ضد مجلس المدينة والمجلس الإقليمي، وحكومة سعد الدين العثماني، والوزيرين عزيز أخنوش وعزيز رباح، اللذين قدما عرضا حكوميا لحل بعض المشاكل المطروحة، والتي رفضها السكان، معتبرين إياها حلولا بعيدة المدى.

وأظهر فيديو بثه نشطاء حراك جرادة، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جانبا للمسيرة الحاشدة التي شارك فيها الآلاف من الغاضبين من سكان جرادة للتعبير عن امتعاضهم لغياب حلول ناجعة لمشكل الآبار لاستخراج الفحم وللمطالبة ببديل اقتصادي.

وردد المتظاهرون شعارات مستوحاة من تلك التي كان يرددها نشطاء حراك الحسيمة "المخزن يقمع فينا..هذا عار ..وجرادة في خطر".

وتعيش جرادة على وقع احتجاجات متقطعة منذ 22 ديسمبر الماضي، عقب مصرع شابين شقيقين، ثم مصرع شخص ثالث، الأسبوع الماضي، في مناجم للفحم الحجري.

و قد شهد يوم السبت الماضي مسيرات احتجاجية ضخمة جابت شوارع المدينة تنديدا بعجز السلطات المغربية عن توفير الحماية لشباب المدينة الذين لقي عدد منهم مصرعه خلال عمليات التنقيب على مادة الفحم في محاولة لكسب قوت يومهم في ظل غياب برامج التنمية.

و جاءت المسيرة بعد دفن أهالي جرادة ظهر يوم السبت ضحية ثالثة من هؤلاء الشباب الذي توفي خلال عملية تنقيب كان يقوم بها بآبار الفحم بمنطقة حاسي بلاب بالمدينة.

وحسب مجلة "ميم المغربية" على موقعها على الانترنيت فانه " ليست المرة الأولى التي تنتفض فيها مدينة جرادة"، فقبل أسابيع شهدت المدينة غليانا بسبب ارتفاع فواتير الماء والكهرباء، إذ رفض عدد كبير من السكان أداء فواتير الكهرباء ردا على ارتفاع الاسعار، لكن بعد وفاة الشقيقين وهما يحاولان استخراج الفحم من أحد الآبار، تأجج غضب أبناء المدينة، ودعوا إلى اضراب مفتوح إلى أن تتحقق مطالبهم الاجتماعية.

وأضاف الموقع أن المجتمع المدني استجاب لدعوات الغضب بما في ذلك المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي صرح رئيسه عبد الإله الخضري ضمن حديثه ل "مجلة ميم" إنها " ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة جرادة غضبا شعبيا، فالمدينة تعيش وضعا اجتماعيا مزريا، ويمكن أن نقول إنها منطقة جرداء اقتصاديا على الرغم من أنها تتمتع بثروات طبيعية هامة من بينها مخزونها من المياه الجوفية".

العالم