الفريق قايد صالح يترأس الاجتماع السنوي لإطارات التكوين بالجيش الوطني الشعبي

ترأس نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان  الجيش الوطني الشعبي,الفريق أحمد قايد صالح , هذا الثلاثاء بالمدرسة  العسكرية متعددة التقنيات ببرج البحري بالجزائر العاصمة,الاجتماع السنوي  للإطارات المكلفين بالتكوين بالجيش الوطني الشعبي, أكد خلاله على الرعاية التي  يوليها للعنصر البشري بصفته حجر الزاوية لأي مسعى عملي ناجح- حسب ما أفاد به  بيان لوزارة الدفاع الوطني.

و أوضح البيان أنه "بهدف تقييم منظومة التكوين والتعليم ترأس الفريق أحمد  قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الاجتماع  السنوي للإطارات المكلفين بالتكوين بالجيش الوطني الشعبي,وذلك بحضور رئيس  دائرة الاستعمال والتحضير, رؤساء أركان قيادات القوات, قادة مؤسسات التكوين  العسكرية والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح  المركزية".

وقبل ترأسه هذا الاجتماع, أشرف قايد صالح في بداية زيارته "على مراسم تسمية  المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات باسم الشهيد عبد الرحمان طالبي وذلك بحضور  أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم بالمناسبة."            

وأكد في كلمته الافتتاحية لهذا الاجتماع السنوي والتي بثت إلى كافة مؤسسات  التكوين العسكرية باستعمال نظام التحاضر عن بعد, وبحضور طلبة المدرسة العسكرية  متعددة التقنيات، والمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس وشبلات وأشبال  مدرسة أشبال الأمة بالبليدة, "على أهمية هذا الاجتماع السنوي التقييمي الذي  يتزامن مع احتفال الشعب الجزائري بواحدة من أغلى ذكريات تاريخه الوطني المجيد،  والمتمثلة في يوم الشهيد، مشيدا ومنوها بما جاء في رسالة فخامة السيد رئيس  الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني بهذه المناسبة  التاريخية الخالدة:

وقال في هذا الصدد, " يعز علي أن أستهل هذه المداخلة, دون أن أستحضر وإياكم  معاني محطة تاريخية مجيدة وعظيمة في تاريخ وطننا, محطة من أوفى وأسمى معانيها،  أنها صنعت كبرياء الجزائر وعزتها ورسمت مكانتها العالية بين الأمم, إنه يوم  الشهيد, الذي يمنح العز الأبدي للذين استشهدوا في ساحة الشرف, من أجل جزائر  مستقلة وآمنة ومتآخية, إنها المناسبة التي استحسن إبانها الجيش الوطني الشعبي،  سليل جيش التحرير الوطني تلك اللفتة الكريمة التي أولاها إياه المجاهد فخامة  السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزيـر الدفاع الوطني،  الــذي أكـــد أنه:            " بفضل الوئام والمصالحة الوطنية، وكذا بفضل تضحيات  عزيمة الجيش الوطني الشعبي الباسل، سليل جيش التحرير الوطني, أصبح الأمن اليوم  معززا ومنتشرا في جميع ربوع وطننا، بالرغم من أننا نعيش في محيط متأزم وخطير  جراء الأزمات والنزاعات القائمة بجوارنا".

و تابع يقول "إننا نحمد الله تعالى كثيرا ونشكر فضله على هذا الأمن المستتب  في بلادنا, هذا الأمن المعزز والمنتشر في جميع ربوع الجزائر, هو نتاج لحكمة  فخامة رئيس الجمهورية ورشاد، بصيرته وحسن تدبيره التي تجلت في مبادرته  التاريخية التي تبناها الشعب الجزائري برمته وزكاها وجعلت من المصالحة الوطنية  في بلادنا ركنا ركينا استند إليه الجيش الوطني الشعبي لبناء هذا الصرح الأمني  الراسخ الجذور, وهو يعمل دون هوادة, وسيبقى يعمل دون كلل ولا ملل، إن شاء الله  تعالى وقوته، ليل نهار، بحس عالي من المسؤولية والاحترافية، من أجل استدامة  أجواء السكينة والاطمئنان التي أصبح ينعم بها مواطنونا عبر كافة أرجاء التراب  الوطني، وذلك بفضل الإستراتيجية التي تم تصورها وتفعيلها، والتي بات جليا أنها  ذات فعالية تكفل مواصلة تثبيت دعائم أسس هذه الجائزة الربانية المحمودة".

وفي سياق متصل, ذكر بالجهود التي بذلت من أجل تطوير منظومة التكوين في الجيش  الوطني الشعبي، والحرص الشديد الذي ما فتئت القيادة العليا تبديه من أجل أن  تتولى نخبة من المؤطرين والمكونين والمسيرين، من ذوي التأهيل العالي، مقاليد  السهر على الجانب التكويني المثمر النتائج والواعد النجاح".

وأبرز في هذا الصدد, "أن المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي قد استطاعت  ,بفضل الرعاية الشديدة التي نوليها لقطاع التعليم والتكويني أن تقطع خطوات  عديدة ومديدة في السنوات الأخيرة، ولا شك أن خير شاهد على ذلك، هو تلك النتائج  الجيدة بل المعتبرة المحققة في الميدان على أكثر من صعيدي وإننا نعتبر ذلك  بمثابة الأشواط الأخرى التي نكمل بها مسافة سيرنا في اتجاه تطوير الجيش الوطني  الشعبي، وتحديث قدراته القتالية بما يتماشى وعظمة الجزائر ويتوافق مع العديد  من التحديات المختلفة الأبعاد والمقاصد".

واعتبر هذا الاجتماع السنوي بمثابة مناسبة متجددة أكد من خلالها مرة أخرى على  مدى الرعاية" التي يوليها باستمرار للعنصر البشري "الذي يعتبره "ودون سواه  بمثابة حجر الزاوية لأي مسعى عملي ناجح ومثمر وفعال بل وجاد", مضيفا بالقول  "فجدية الأعمال وطموح المساعي, هي مواصفات محمودة نسعى بمثابرة شديدة إلى  إصباغها على سلوكيات كافة المستخدمين العسكريين".

و استطرد قائلا : "فمن أجل تخريج نخب ذات تأهيل عالي ووعي كامل بثقل  المسؤولية المستقبلية الموضوعة على عاتقها، فإنه مطلوب منكم بأن تعملوا على أن  يكون هذا اللقاء السنوي التقييم، الذي يجمع كافة القائمين على الشأن التعليمي  والتكويني في الجيش الوطني الشعبي، بمثابة منصة انطلاق أخرى نحو بلوغ محطات  تكوينية وتعليمية رفيعة المستوى، تستجيب فعلا للاحتياجات الوظيفية للجيش  الوطني الشعبي، وتتوافق مع وتيرة التقدم والتطور المنشودين على مستوى كافة  مكونات قواتنا المسلحة".

من جهة أخرى, أكد الفريق قايد صالح "على أن رسالة المنظومة التكوينية للجيش  الوطني الشعبي، لا تقتصر على الجوانب التأهيلية وغرس المهارات وترسيخ المعارف  والعلوم العسكرية فحسبي بل تهدف إلى تكوين الإنسان الملتزم بتعهداته حيال جيشه  ووطنه، إنسان من ذوي الأفكار الغزيرة والمتوازنة، محيط بأهمية المرجعية  التاريخية، وواعي بدورها في تعزيز عوامل تقوية حس الواجب لديه: " فيوم الشهيد وشهر الشهداء وعيد النصر وغيرها من الذكريات العطرة، هي كلها  محطات تاريخية بارزة يحتضنها شهرا فبراير ومارس الحالي والمقبل، ذكريات يتعين  على المنظومة التكوينية أن لا تفوت فرصة تلقين دروسها التاريخية للأجيال  الشابة، فالشهيد هو من استرخص روحه ودمه في سبيل شعبه ووطنه وهو من ضحى بريعان  شبابه من أجل الجزائري هو من كتب تاريخ وطنه بدمه وليس بمادة أخرى، وهناك  حقيقة على الأجيال أن تعيها دوما وهو أن كل مجاهد في الثورة التحريرية  المباركة كان مشروع شهيدي كان مستعدا ومهيأن في كل وقت وحين، لنيل الشهادة، لم  يكن أمامهم من خيار إلا خيارين اثنين لا ثالث لهما، وهما إما الشهادة أو  النصر، نيل إحدى الحسنيين".

و أضاف قائلا :" فالجزائر أيها الشباب لم تنل استقلالها بسهولة، فلولا هؤلاء  الطينة من الرجال، ما كان للجزائر أن تتحرر وما كان لها أن تتنسم عبير  الاستقلال والحرية، فلا يحق لأي جيل من أجيال الجزائر المستقلة أن ينسى هذه  التضحيات وأن ينسى بأن من دفع روحه ودمه كان هو أيضا شابا وكان يحق له هو أيضا  أن يعيش شبابه، فقد رفض أن يعيش حرية زائفة،  ووطنه مقيد بنير الاستعماري  فتلكم هي الدروس التي لا ينبغي عليكم أن تنسوها فذلكم هو الدافع المهني القوي،  الذي لن يجد الإنسان الجزائري محفزا أكثر منهي فمن يتمعن في نبل هذا العمق  التاريخي ويستحضر عمق مآثره المتمثل في انتصار قوة الحق وإرادته، على إرادة  الباطل وقوة الظلم الاستعماري المتغول، فمن يتمعن مليا في ذلك، لن يكون إلا  وطنيا مخلصا ووفيا لجيشه وشعبه ووطنه، وستكون الجزائري بإذن الله تعالى وقوته،  آمنة الحاضر ومطمئنة على مستقبلها".

الفريق قايد صالح استمع عقب ذلك إلى "تدخلات المتربصين والطلبة الضباط  والأشبال، الذين أشادوا بالمستوى الرفيع من التكوين الراقي الذي يتلقونه  بالمؤسسات التكوينية العسكرية الرائدة.

و بعد ذلك "ترأس الفريق اجتماعا ثانيا ضم رؤساء أركان قيادات القوات، قادة  المدارس العسكرية والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات  والمصالح المركزية، أسدى خلاله توصيات وتعليمات, حث من خلالها على ضرورة تركيز  الجهود حول كل ما من شأنه أن يسهم  باستمرار في ترقية أداء المنظومة التكوينية  في الجيش الوطني الشعبي والرفع من مستوى منتسبيها".

وبالمناسبة , تابع السيد الفريق عرضا شاملا حول التكوين بالجيش الوطني الشعبي  قدّمه رئيس مكتب التعليم العسكري،  فضلا عن عروض قادة المؤسسات التكوينية  والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية.

"وعلى هامش الاجتماع -يضيف المصدر- قام الفريق بتدشين بعض المرافق  الإدارية والبيداغوجية بالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات، على غرار بعض  المدرجات والمخابر".

الجزائر