انطلاق فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ42 لإعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية

انطلقت هذا الأحد في مدينة السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ42 لإعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،التي تمكنت طيلة هذه السنين من قطع خطوات معتبرة في مسار إستكمال بناء أركانها وهياكلها ،السياسية الأمنية وكذا الادارية.
وستعرف التظاهرة التي تجري على مدى ثلاثة أيام (25-26-27فيفري) مشاركة أزيد من 50 منظمة صحراوية ودولية في الندوة حول "المقاومة المدنية السلمية ضد الاحتلال المغربي" والتي تهدف بالأساس إلى "تحديد استراتيجية جديدة للمقاومة المدنية السلمية من أجل انتزاع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال" حيث من المنتظر ان تتمخض اشغال اللقاء بإطلاق نداء دولي من أجل العمل المشترك لإنهاء الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية.

وستعرف التظاهرة - حسب المنظمين - حضور تاريخي لمئات النشطاء الحقوقيين والخبراء اللذين سيعكفون على إعداد حملة سلمية فاعلة وشاملة ترتكز على رؤية مشتركة لكل المنظمات المتضامنة مع الشعب الصحراوي والتي ستسمح بتعزيز وتنظيم الحركة التضامنية بين الشعب الصحراوي والفاعلين الدوليين.
وسيطبع هذه الندوة إلقاء محاضرات وعمل ورشات لإعداد خطة عمل مشتركة لتفعيل المقاومة المدنية السلمية ضد الاحتلال المغربي حيث سيحضرها خبراء من مختلف دول العالم من بينهم دولة فلسطين وجنوب إفريقيا وسويسرا واسبانيا والسويد ودول أخرى.
كما سيعكف المشاركون على تبادل الخبرات والمعارف مع الصحراويين حيث ستدرس الندوة ثلاثة محاور أساسية أهمها شروط نجاح المقاومة المدنية السلمية الى جانب عرض أمثلة دولية عن المقاومة المدنية السلمية كحالات من النضال الفلسطيني أو كالاستراتيجية التي طبقت ضد نظام الميز العنصري (الابارتايد) بجنوب إفريقيا بالإضافة الى إعداد استراتيجية جديدة للمقاومة المدنية السلمية ضد الاحتلال المغربي.
وتأتي الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 42 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الوقت الذي يعرف فيه الملف الصحراوي حراكا  ديبلوماسيا مكثفا لكسر جمود عملية السلام و تسوية النزاع في المنطقة سواء على المستوى القاري حيث شكل القرار الاخير الذي صادقت عليه القمة الـ 30 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي تأكيدا على دعم المنظمة الافريقية للقضية الصحراوية  من خلال دعوته جبهة البوليساريو والمغرب للدخول في مفاوضات مباشرة بهدف إيجاد حل دائم للقضية الصحراوية وذلك بالموازاة مع دعوة الامم المتحدة إجراء مشاورات ثنائية بين طرفي النزاع تطبيقا لقرارات مجلس الامن الدولي من اجل  
انهاء احتلال آخر مستعمرة في إفريقا.
 
 دعم لمسار التسوية على خلفية تسطير استراتيجية للمقاومة السلمية
كما تعمل من جهتها الأمم المتحدة مع مجيء أمينها العام الجديد انطونيو غوتيريس على مرافقة الجهود الدولية و مساندتها لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية حيث كان غوتيريس قد أكد أن "الخيارات المتاحة أمام أعضاء المجلس الامن الدولي للمساهمة في حلحلة النزاع منحصرة بين استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين بحسن نية، أو ذهاب المنطقة إلى خيار حرب بين المغرب والبوليساريو،لا سيما وأن التوتر قد بدأ في منطقة الكركرات نهاية أغسطس الماضي بعد أن قررت السلطات المغربية بناء طريق يساهم في  تهريب انشطتها التجارية غير المشروعة."   
وزادت بوادر التفاؤل بإمكانية اعادة بعث المفاوضات لتسوية الملف الصحراوي مع مجيئ المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة الالماني هورست كوهلر الذي باشر تحركات ديبلوماسية من اجل تهيئة أرضية المحادثات المباشرة من اجل حل الخلاف الدائم منذ 42 سنة.

و هذا من خلال توسيع دائرة التشاور بإشراكه الجهات الدولية الفاعلة على رأسها الاتحاد الافريقي و جلب طرفي النزاع و قناعهما بالجلوس معا بهدف الخروج بحل سياسي ينهي الوضع ويصل الى تصفية الاستعمار في  
الصحراء الغربية.
ويستعيد الصحراويون ممن شاركوا في وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية ذات الـ27 فيفري 1976، هذه الذكرى بكل فخر وإعتزاز، خاصة و أن الإعلان عن تأسيس الجمهورية الصحراوية من طرف جبهة البوليساريو ببئر لحلو (الأراضي المحررة) غداة مغادرة آخر جندي إسباني للتراب الصحراوي ومع بداية حرب تحريرية جديدة ضد  المحتل المغربي انتهت ميدانيا بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس  
مخطط التسوية السلمي الأممي-الإفريقي.
  

العالم, افريقيا