قمة الاتحاد الافريقي:اويحيى يوقع في كيغالي على الاتفاق المتعلق بإطلاق منطقة التبادل الحر

وقع الوزير الأول أحمد أويحيى الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال القمة الاستثنائية  للاتحاد الافريقيالتي انطلقت هذا الأربعاء في كيغالي على الاتفاق المتعلق بإطلاق مسار منطقة التبادل الحر وعلى بروتكول استحداث المجموعة الاقتصادية الافريقية المتعلقة بالتنقل الحر للأشخاص.  

ووقع على هذا الاتفاق حوالي اربعين رئيس دولة و حكومة للاتحاد الافريقي خلال  أشغال هذه القمة الاستثنائية التي يترأسها الرئيس الرواندي بول كاغامي الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي.  

ويشكل وضع منطقة التبادل الحر احد المحاور ذات الاولوية لأجندة 2063 للاتحاد الافريقي الذي وضع رؤية جديدة لتنمية القارة خلال العقود الخمسة المقبلة عبر نمو شامل و تنمية مستدامة.  

ومن المرتقب ان تشمل منطقة التبادل الحر السوق المشتركة لشرق و جنوب افريقيا  (كوميسا) ومجموعة شرق افريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا واتحاد المغرب العربي و مجموعة دول الساحل والصحراء.

وأوضح مدير المركز العربي الافرقي للاستثمار والتطوير محمد أمين بوطالبي، أن الاتفاقية ستمكن الجزائر من إدخال بضائعها إلى كل موانئ دول الساحل مقابل رسوم جمركية منخفضة ، إضافة إلى الأولوية في البيع والشراء ، فضلا عن زيادة التبادل التجاري البيني بين الدول الافريقية كخطوة عملاقة  في سبيل تحرر أفريقيا من السوقين الأاوربية والأمريكية.

الجزائر بلد رائد ومشيّد نشيط في مسار بناء وحدة و تكامل افريقيا

ولدى تناوله الكلمة خلال الجلسة المغلقة لهذه القمة الاستثنائية المخصصة للإطلاق الرسمي لمنطقة التبادل الحر، قال أويحيى أن الجزائر و منذ كفاحها من أجل التحرير الوطني كانت دائما حاضرة و مناضلة و ملتزمة في جميع المبادرات الرامية لبناء الوحدة الافريقية" موضحا أنه انطلاقا من الندوة الافريقية التاريخية المنعقدة بالدار البيضاء الى الجلسات التأسيسية للاتحاد الافريقي في دوربان، كانت الجزائر دائما بلدا رائدا و مشيدا نشيطا لمسار بناء وحدة و تكامل قارتنا".

وأضاف السيد أويحيى أن "الجزائر وانطلاقا من نفس الايمان بالمصير المشترك للشعوب الافريقية تنضم الى هذه المنطقة التي سيكون لها لا محالة عدة انعكاسات ايجابية" مضيفا أن هذا الانجاز الجديد "سيعزز عبر القارة فعالية التنمية التي تعد حجر الزاوية للسلم و الأمن و تدعم كذلك مكانة و ثقل القارة في المفاوضات حول التجارة الدولية التي لا تأخذ قواعدها بعين الاعتبار مصالح الأفارقة و حقوقهم".

واعتبر السيد أويحيى ان المنطقة الافريقية للتبادل الحر و البروتوكولات المتعلقة بالتنقل الحر للأشخاص و السوق الموحدة للنقل الجوي في افريقيا ستشكل أيضا "خطوات حاسمة نحو تكريس المجموعة الاقتصادية الافريقية المقررة في أبوجا سنة 1991".

كما أضاف أويحيى قائلا "ان ايماننا في وحدة و تكامل قارتنا و احترامنا الكبير لأسرتنا الافريقية يجعل من واجبنا أن نطرح هنا بعض الصعوبات الوطنية والاقليمية التي وفي إطارها تسعى الجزائر الى الإنجازات الافريقية الكبيرة التي تستعد منظمتنا الى انشائها".

وواصل السيد أويحيى يقول على الصعيد الوطني فان مسارنا التنموي الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ قرابة عشريتين في اطار السلم و المصالحة المستعاذين و الذي أعطى نتائج معتبرة يواجه منذ سنة 2014 انهيارا كبيرا لأسعار البترول مشيرا الى أن ميزان المدفوعات الخارجية للجزائر "يسجل عجزا متكررا منذ ثلاث سنوات".

إقرأ أيضا: أويحيى : الجزائر أجلت التوقيع على بروتوكول حرية تنقل الأشخاص حتى لا تفتح المجال أمام الهجرة غير الشرعية 

وفي هذا الاطار، ذكر أويحيى ب "الاجراءات الانتقالية الوقائية ذات البعد العالمي التي اتخذتها الجزائر و الرامية الى تقليص عجز ميزانها التجاري وميزان مدفوعاتها الخارجية و مواصلة تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية و الحفاظ على استقلاليتها المالية".

وعلى الصعيد الاقليمي، تطرق الوزير الأول الى بروز الارهاب و الجريمة العابرة للأوطان و الهجرة غير الشرعية والتي "تشكل جميعها عراقيل أمام التنقل الحر للأشخاص" حسب قوله.

وأمام هذا الوضع، يقول السيد أويحيى، "فان الجزائر لا تذخر جهودها و لا وسائلها من أجل أن تقدم مباشرة لجيرانها بمنطقة الساحل مساعدتها المتعددة الأشكال من أجل استتباب السلم و الامن بهذه المنطقة" مؤكدا الجزائر "ستستمر في حماية نفسها من الهجرة غير الشرعية من خلال التعامل مع هذه الظاهرة بإنسانية و بالتشاور مع البلدان الأصلية".

واعتبر الوزير الأول أن الصعوبات الاقليمية و الوطنية المذكورة "لا تقلل من شيء من حماس بلدي في أن تكون من الموقعين الأصليين على الوثائق المتعلقة بمنطقة التبادل الحر و تحرير ولوج أسواق النقل الجوي في افريقيا".

واختتم يقول أن الجزائر "ترحب بهذه الانجازات الجديدة انطلاقا من التزامها الافريقي المكرس في دستورها الخاص و تنظم الى هذا التقدم اقتناعا منها بأن هذا التقدم ستكون له على المدى المتوسط انعكاسات ايجابية على اقتصادها الخاص الذي يشهد مرحلة تدعيم و تنويع واعدين بفضل المؤهلات العديدة التي يزخر بها وطني الذي سيكون غدا طرفا فاعلا  في التبادلات الافريقية".

المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج

 

الجزائر, سياسة