المجتمع الدولي يدين العدوان الثلاثي على سوريا ويعتبره "انتهاك سافر للقانون الدولي"

أدان المجتمع الدولي ،الغارات التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي استهدفت مواقع في سوريا على غرار مركزا للبحث قرب العاصمة دمشق و موقعين عسكريين قرب حمص، فجر اليوم السبت، واعتبرته "انتهاك سافر للقانون الدولي" وتعديا على سيادة ووحدة الأراضي السورية واستقلالها.

وذكر بيان القيادة العامة للجيش السوري، إن "عدوانا ثلاثيا غادرا نفذته في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و فرنسا، عبر إطلاق حوالي مائة و عشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها".

وعلى خلفية هذه الغارات، أكد  الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، أن هذه الغارات، "لن تزيد سوريا و شعبها إلا تصميما على الاستمرار في محاربة و سحق الإرهاب"، مؤكدا أن العدوان على سوريا، "جاء نتيجة لشعور القوى الغربية الداعمة للإرهاب بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها، وأمام العالم، و لفشل الإرهابيين بتحقيق أهداف تلك الدول  التي زجت بنفسها في الحرب على سوريا".

وأدان المجتمع الدولي هذه الغارات على سوريا واعتبرته "خرقا للقانون الدولي"، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى "ضبط النفس" والامتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا.

وقال الكرملين في بيان له في وقت سابق اليوم ان "روسيا دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الامن، لبحث في الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها".

كما أكد كونستانتين كوساشيف، رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الرد الروسي على الهجوم الثلاثي على سوريا يجب أن يكون "قانونيا و ليس عسكريا"، موضحا أن الغارات "مادامت لم تصب المواقع والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا، فيجب أن يكون الرد عليها قانونيا وليس عسكريا".

وأكدت الصين من جانبها معارضتها لأي استخدام للقوة في العلاقات الدولية ومطالبتها باحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأخرى.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ خلال مؤتمر صحفي تعليقا على الغارات التي استهدفت سوريا  "إن أي إجراء عسكري أحادي الجانب يتجاوز مجلس الأمن يتعارض مع غرض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وينتهك مبادئ القانون الدولي والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية" وسيزيد من تعقيد الأزمة في سوريا.

و أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة ما يحدث في سوريا على يد التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وقالت الوزارة في بيان لها، أن هذا الهجوم يعد "انتهاكا واضحا للقوانين الدولية ويقوض سيادة ووحدة سوريا"، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها هاجموا سوريا "دون دليل على استخدام أسلحة كيميائية، وهم مسؤولون عن مغامرتهم".

ومن جهته، اعتبر العراق أن ما حدث في سوريا "تصرف خطير، من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة".

وذكرت وزارة الخارجية العراقية أنها "تعرب عن قلقها من الضربة الجوية التي استهدفت الجارة سوريا"، وتعتبر هذا "التصرف أمرا خطيرا جدا  لما له من تداعيات على المواطنين الابرياء.

و حذرت الوزارة من ان "عملا كهذا من شأنه أن يجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح إلارهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا".

كما جدد الأردن اليوم، تأكيده على ان الحل السياسي هو "السبيل والمخرج الوحيد للازمة في سوريا، وبما يضمن استقرار ووحدة أراضيها وأمن شعبها".

كما أعربت مصر عن قلقها البالغ على سوريا لما "ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها".

وعبرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن "تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه من خلال توافق سياسي جامع لكل المكونات السياسية  السورية".

وبدوره أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن الوضع في سوريا، يضع المنطقة في وضع مأزوم، مشيرا إلى أن هذا العدوان "لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا التي دخلت عامها الثامن بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري".

وجدد عون التأكيد على أن لبنان يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية موضحا أنه "يرى في التطورات الأخيرة جنوحا إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة التي تشهدها سوريا مع ما يتركه ذلك من تداعيات على الأوضاع في المنطقة".

المصدر: الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط