مقهى القنطرة الثقافي بالموصل.. فضاء للتعايش السلمي

في قلب الموصل ومن شرفة في الطابق الأول تطل على الطريق العام تنبعث ألحان ومواويل عراقية شجية، تعيد بشجنها طعم زمن المذياع ومواويل ناضم الغزالي، وشيء من الحنين الى الطرب الأصيل، تقاوم به المدينة فداحة ما خلفته الحرب من دمار.
تطل شرفات مقهى القنطرة الثقافي على الشارع الكبير صادحة بألحان شجية، مغنية للسلام، فاتحة أحضانها لكل للتنوع والاختلاف والتعدد الاثني والطائفي الذي تتشكل منه المدينة العريقة، بتاريخها وبالحضارات التي تعاقبت عليها.
يقول عضو مجلس إدارة المقهى يونس شلاش، إنه من الذين كانوا بالموصل  أثناء احتلالها من قبل داعش، حيث بدأ رفقة مجموعة من الشباب التأسيس لفكرة إعادة اعتمار المدينة ثقافيا، مؤكدا أن الدمار الذي حل بالمدينة، من بعض أسبابه دمار الإنسان الذي لم يتشبع بالثقافة.


ويضيف شلاش أن فكرة المشروع بدأت عام 2017، باقامة مهرجان القراءة بالموصل ثم حملة التعايش السلمي بمدينة النجف، ليحصل مشروعهم على تمويل من منظمة (IMS) الدانماركية، استطاع هؤلاء الشباب من خلاله ترميم المكان، وتأثيثه، بديكور يحاكي مدينة الموصل، اذ يضم الفضاء فُرشا ريفية، في زاوية منه، وديكورا بطراز حديث بعض الشيء ، اضافة الى مكتبة.
وحول تسمية مقهى القنطرة الذي افتتح(9-3-2018 ) يقول يونس الشلال إن المقهى أريد له أن يحاكي مدينة الموصل المشهورة بجسورها وأن يكون قنطرة وجسرا بين كل مكونات الشعب العراقي، لأنه يقوم على فكرة التعايش السلمي بين كل الطوائف، والأعراق والديانات من عرب ومسلمين(سنة وشيعة) ومسيحيين وتركمان ايزيديين واشوريين وغيرهم من مكونات الشعب العراقي، مؤكدا أن المكان يحاول أن يبعث صورة للتعايش السلمي تحت شعار " المكان يتسع للجميع".


ويقوم فضاء القنطرة الثقافي على التعايش والمساواة ، إذ خلافا للفضاءات الاخرى بالموصل التي تخصص جناحا للعائلات، وجناحا للشباب تستقبل القنطرة العائلات الموصلية في فضاء واحد مشترك يتسع للجميع، اذ ترتاده كل فئات المجتمع رجالا ونساء وأطفالا، ويشهد اقبالا كبيرا ، يجعله يضيق بمرتاديه في بعض السهرات الفنية التي يقيمها المقهى في غالب الاحيان بفنانين متطوعين، تماما كالمشتغلين فيه من شباب متطوع .
وحول مداخيل المقهى يقول الشلال إن الفضاء حاليا استطاع ان يغطي تكاليفه ونحن عازمون إذا زادت مداخيله عن التكاليف أن نخصصها لإعادة اعتمار المدينة القديمة.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية/ناصر باكرية

ثقافة وفنون