مهماه بوزيان للإذاعة : مشاريع سوناطراك في التكرير والبتروكيماويات ستوفر على الجزائر 4 ملايير دولار

نوه الخبير الطاقوي بوزيان مهماه بمشاريع شركة سوناطراك  الأخيرة التي أفضت إلى شراء محطة صقلية للتكرير  و تنشيط الصناعات البتروكيماوية في أرزيو،  مؤكدا أنها مشاريع ذات جدوى اقتصادية هامة وستوفر على الجزائر مبلغ 4 ملايير دولار سنويا.

وأكد مهماه في برنامج "ضيف الظهيرة" للقناة الأولى ، اليوم الأربعاء، أن " التنويع الإقتصادي في الجزائر يمر حتما عبر التنويع الطاقوي والتنويع في الصناعات البتروكيماوية . وأشيد بمجهود سوناطراك الذي أفضى لشراء وينبغي الرفع من معنويات إطارات الشركة التي اشتغلت على هذه الملفات".

وأوضح:" أعتقد أنه يتوجب على بلادنا الذهاب بالسرعة القصوى نحو تثمين مواردنا الطاقوية وعدم الإبقاء على تصدير النفط كخام بل عليها لصناعة البتروكيماوية وصناعة التكرير لأنها مهمة جدا، لأن الجزائر تدفع سنويا 2  مليار دولار من أجل استيراد الوقود، واليوم توجد ضمن مخطط سوناطراك إنجاز 3 محطات للتكرير (بسكرة وتيارت وحاسي مسعود) بطموح بلوغ إنتاج 41 مليون طن ما يسمح حتى بالتصدير للخارج بعد إستيفاء الحاجيات الوطنية".

وأضاف: " للأسف هذه المحطات لن تدخل حيز الخدمة قبل خمس سنوات من الآن ، لذلك لجأت سوناطراك إلى اقتناء محطة هي الأضخم من نوعها في أوربا، وهي محطة التكرير لصقلية بإيطاليا والتي تنتج حوالي 10 مليون طن ما يمثل مجموع ما ستنتجه محطتا بسكرة وحاسي مسعود بعد الإنتهاء من أشغال انجازهما، لذلك يجب أن نثمن الجهد الوطني الذي تقوم به شركة سوناطراك لأنها تبقى اللاعب الأساسي في الإقتصاد الوطني" .

وبشأن الجدال الدائر حول السعر الحقيقي للمحطة الإيطالية التي يعتقد البعض أنها بحدود 2.1 مليار دولار، قال الخبير الطاقوي مهماه بوزيان:" لو افترضنا أنها كانت بسعر 2.1 مليار دولار كما جاء في بعض وسائل التواصل الإجتماعي، وليس 700 مليون كما قال الرئيس المدير العام للشركة النفطية، فإن الأمر يجب أن يقرأ من الجانب الإقتصادي".

ومضى موضحا :" الجزائر تستورد حاليا حوالي 2 مليار دولار من الوقود، والمحطات الثلاثة لن تنجز قبل 5 سنوات، وفي حال استمرت الجزائر في سياسة شراء الوقود من الخارج (2 مليار دولار سنويا) فإننا سنضيع حوالي 10 ملايير دولار خلال هذه المدة، وهو المبلغ نفسه الذي نتوقع أن تحصل عليه الجزائر كإضافة لمداخيلها السنوية من النفط في حال استمرار سعر الخام بـ80 دولار للبرميل، وعليه لماذا لا نستفيد هذا المبلغ (10 ملايير دولار) في مجالات أخرى وندعه يضيع هباء؟ لذلك أرى أن خيار سوناطراك اللجوء لشراء هذه المحطة، مهما كان ثمنها الحقيقي، خيار إيجابي جدا ومدروس لأنه يوفر للجزائر 10 ملايير دولار إضافية يمكن استغلالها في جوانب أخرى في الميزانية العامة. ثم أين العيب في أن تستثمر سوناطرك في محطة تحوز على جميع المواصفات العالمية وشهادات المطابقة والسلامة؟".

ورأى المتحدث أن سوناطراك "مضت في مقاربة ذكية وسلسلة من أجل الولوج للفضاء الطاقوي العالمي وتنويع استثماراتها في الخارج بمباشرة تجربة جديدة والإستفادة من الأوضاع الدولية لبعض الشركات أو المحطات الدولية والدخول في شراكات معها "رابح رابح" أو اقتنائها كلية".

ويعتقد ضيف القناة الأولى أن سوناطراك أثبتت أنها لم تبق كشركة لتسويق المحروقات والخام فقط بل باشرت تجربة جديدة في البتروكيماويات لم نشهدها منذ السبعينات، وذلك من خلال الإتفاقية التي وقعتها مؤخرا مع شركة توتال الفرنسية بغية إنجاز وتطوير و استغلال مركب  لإزالة الهيدروجين من البروبان وانتاج بوليبروبيلين  بمنطقة أرزيو ،  " وهو أمر جدا سيوفر للجزائر موارد مالية هامة من خلال إنتاج المواد التي تصنع من البوليبروبيلين. علما أن استخدام هذه المادة يدخل في العديد من المجالات مثل النسيج والتعليب و صناعة السيارات و الصناعة البحرية و المائية و البناء و النقل و في المجال  الصيدلاني".

وأضاف:" إذا استطعنا أن نوفر 2 مليار دولار سنويا في مجال التكرير ، و 2 مليار دولار في الصناعات البتروكيمياوية خصوصا في مجال البلاستيك، فإن ذلك يعني أن سوناطراك ستوفر للجزائر 4 ملايير دولار  سنويا".

 

الجزائر, اقتصاد