البروفيسور سليم نفطي للإذاعة : 15% من الأطفال يدخنون.. و 14% يستنشقونه في المنازل

اعترف رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي البروفيسور سليم  نفطي بفشل السياسة الوطنية الوقائية في مكافحة ظاهرة التدخين خصوصا لدى الأطفال مؤكدا أن " نسبة الأطفال الأقل من 15 سنة المدخنين ارتفع إلى 16 بالمائة".

أوضح نفطي في برنامج "ضيف الظهيرة" للقناة الأولى أنه "خلال الثمانينات تم إحصاء أزيد من 60 بالمائة من المدخنين ذكور و 13 بالمائة إناث،  و5 بالمائة من الأطفال أقل من 15 سنة. خلال التسعينات انخفض عدد الذكور المدخنين إلى 45 بالمائة فقط مقابل 9 بالمائة لدى الإناث، فيما ارتفع عدد الأطفال المدخنين إلى 9 بالمائة. و في سنة 2015 انخفضت نسبة الذكور المدخنين إلى 25 بالمائة فقط مقابل 9 بالمائة لدى الإناث، وهو أمر مهم جدا، لكن بالمقابل ارتفع نسبة الأطفال المدخنين أقل من 15 سنة إلى 16 بالمائة".

ووصف البروفيسور نفطي الأمر بأنه " كارثي"، وذلك في ظل تزايد ظاهرة التدخين لدى الأطفال الأمر الذي يدعو لدق ناقوس الخطر حسب تعبيره.

وأضاف :" أعتقد أن سياستنا الوقائية في هذا الميدان فشلت لأن الخطأ المرتكب هي خصر مهمة توعية المدخن بين الطبيب وجعلها مسؤوليته وحده فقط مسؤولية الطبيب فقط، بينما الواقع يؤكد أنها مسؤولية الجميع من البيت إلى الشارع والمدرسة والمسجد والشرطة وغيرها".

وشدد المتحدث إلى خطورة الظاهرة وضرورة التعجيل في معالجتها ومكافحتها " لأن هذه الأرقام غير مشجعة وغير مقنعة، وهدفنا الوصول إلى صفر طفل مدخن لكن بتظافر الجهود والتوعية بالدرجة الأولى".

وأضاف:" القانون وحده لا يكفي. في 1985 تم اعتماد قانون يمنع التدخين في الأماكن العمومية، لكن حدث اليوم أن التدخين موجود في المستشفيات والمدارس والحدائق العامة وفي المقاهي وفي كل مكان عام. يجب أن يعلم المدخن أننا عندما نمنع التدخين فلنحمي غير المدخن خصوصا الأطفال الذين يتعرضون للخطر، والإحصائيات تكشف أن 14 بالمائة من الأطفال في المنازل يستنشقون دخان أبائهم يوميا، وهو ما يسبب لهم أمراضا قد يكون بعضها مزمنة".

وأبرز ضيف القناة الأولى أن ظاهرة التدخين يتعاطاها نحو مليار شخص يوميا يموت منهم 10 ملايين شخص يوميا ويتوقع أن يصل عدد حالات الوفيات إلى 30 مليون في 2030.

ورأى أن مكافحة التدخين لدى فئة الأطفال يجنبهم التعرض لأمراض خطيرة أو حتى الوقوع في مشاكل أخرى تتعلق أساسا بتناول المخدارت التي باتت مرادفة للتدخين حسب تعبيره.

واشار إلى أن أزيد من 50 بالمائة من الرجال الذين يدخلون مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا يعترفون، حسبه، بأنهم تناولوا المخدرات ولو مرة واحدة لأنها أضحت متوفرة في كل مكان والحصول عليها أصبح سهلا جدا وبأسعار معقولة على حد تعبيره.

وختم بالقول :" دراسة في الثمانينات كشفت أن 50 بالمائة من الأطفال أقل من 18 سنة، من بينهم 19 بالمائة إناث، تناولوا المخدرات، وأنا على يقين أن الرقم مضاعف اليوم مرتين على الأقل. ولذلك أنا أطالب باتخاذ إجراءات مستعجلة لمواجهة الآفة".

الجزائر