البوليساريو جاهزة للذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع المغرب على نحو ما دعا إليه مجلس الأمن

أكدت جبهة البوليساريو  جهوزيتها ورغبتها للذهاب الى مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية, على النحو  الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير 2414, وذلك عقب الإحاطة التي  قدمها الأربعاء, هورست كوهلر, المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة,  أونطونيو غوتيريش, أمام مجلس الأمن, حول زيارته الأخيرة للمنطقة أنها.

ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية (وأص) الخميس, عن بيان لتمثيلية جبهة  البوليساريو بالأمم المتحدة, أن المبعوث الشخصي للصحراء الغربية, هورست كولر,  قام باطلاع مجلس الأمن الدولي على زيارته الأخيرة للمنطقة والخطوات القادمة  التي ينوي القيام بها, وعليه تعيد الجبهة, الممثل الوحيد و الشرعي للشعب  الصحراوي, التأكيد على التزامها بالتعاون الكامل مع المبعوث الشخصي في إطار  العملية السياسية للأمم المتحدة, وهي على استعداد للانخراط في عملية التفاوض  على نحو ما دعا إليه مجلس الأمن.

وعليه ترى الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب, في بيانها,  الجهود التي يقوم بها المبعوث الاممي منذ توليه منصبه "عاملا مشجعا", داعية  "الأمم المتحدة ولا سيما أعضاء مجلس الأمن إلى الوفاء بمسؤوليتهم بما يتماشى  مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومع الاحترام الكامل لحق شعب الصحراء  الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال".

وصرح سيدي محمد عمار, ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة, في ذات السياق  قائلا: "لا تزال جبهة البوليساريو ترى في الجهود التي يبذلها كولر عاملا  مشجعا, وهي تؤيد تلك الجهود لإعادة إطلاق عملية الأمم المتحدة للسلام المتوقفة  منذ فترة طويلة", مضيفا  "إن شعب الصحراء الغربية, الذي ما زال يعاني من أهوال  الاحتلال المغربي لأرضه, قد انتظر بصبر لفترة طويلة جداً لممارسة حقه غير  القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال, و إن جبهة البوليساريو مستعدة  وراغبة في الذهاب إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل عادل وسلمي ودائم لنزاع  الصحراء الغربية بما يكفل حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف".

الاجتماع الثاني لكوهلر مع مجلس الأمن 

وكان المبعوث الاممي للصحراء الغربية قد عقد الأربعاء, اجتماعا بمجلس  الأمن الدولي حول جولته الإقليمية الأخيرة الرامية إلى بعث المفاوضات بين جبهة  البوليساريو و المغرب المتوقفة منذ سنة 2012, وهو الاجتماع الثاني لكوهلر منذ  تعيينه كمبعوث شخصي للأمين العام الاممي للصحراء الغربية و الذي يأتي أيضا في  اقل من شهرين بعد جولته إلى المنطقة حيث أجرى محادثات مع طرفي النزاع إلا وهما  جبهة البوليساريو و المغرب و كذا مع البلدين الملاحظين موريتانيا و الجزائر.

و كان الرئيس الألماني الأسبق, قد حدد بوضوح في الاجتماع الذي عقده في شهر  مارس الأخير, مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الاممي و المتمثلة في "إيجاد  طريق مستقبلي" على أساس حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي و رؤيته لمسار  السلام, موضحا أن هدفه يتمثل في بعث المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع,   المغرب و جبهة البوليساريو, خلال سنة 2018.

ومن جهته, كان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية, إبراهيم غالي, قد دعا إلى  "ضرورة الإسراع في إنهاء الاحتلال المغربي لأجزاء من الجمهورية العربية  الصحراوية", مؤكدا "استعداده التام للتعاون" مع الأمين العام للأمم المتحدة و  مبعوثه الشخصي لاستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

كما شدد غالي على ضرورة التطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي 2414 و  القاضي بالشروع في مفاوضات مباشرة بين الطرفين الصحراوي و المغربي بحسن نية و  بدون شروط مسبقة للتوصل إلى حل نزاع الصحراء الغربية في انسجام مع ميثاق و  قرارات الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير  المصير.

وتعود آخر جلسة مفاوضات بين جبهة البوليساريو و المغرب, إلى شهر مارس 2012  بمانهاست بالولايات المتحدة, و منذ ذلك الحين أصبح مسار السلام الذي بادرت به  الأمم المتحدة يوجد في "مأزق" بسبب العوائق التي يقيمها المغرب للحيلولة دون  تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حق شعب الصحراوي  في  تقرير المصير.

و بعد أن استنفذ المغرب كل أوراقه, أصبح اليوم مطالبا بالعودة وبدون تأخير  إلى طاولة المفاوضات حيث كان مجلس الأمن في شهر ابريل الماضي قد حدد شهر  أكتوبر المقبل كموعد لتقييم تقدم المسار, مشيرا في هذا الصدد إلى مسار جديد  يهدف إلى حمل أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات في اجل ستة أشهر.

العالم