الإعلامي اللبناني سامي كليب للإذاعة: الجزائر "الظهير المشرف" للقضايا العربية

قال الإعلامي  اللبناني سامي كليب "إن الوطن العربي لم يحسن استخدام وسائل التواصل الذكية من أجل تفعيل قضايانا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية جوهرة القضايا على وجه الخصوص، بالمقابل تجد الكيان الصهيوني يجند فرقة خاصة تدعى "الهاسبارا" مؤلفة من مجموعة من الطلاب تنشر أعلى قدر من الإمكان معلومات تدعم الكيان الإسرائيلي وتكذب كل الروايات العربية والكلام الذي لايخدمهم في وسائل التواصل الاجتماعي".

ووصف كليب الذي حل ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى للإذاعة هذا الأحد، وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي بوسائل التباغض الاجتماعي، والتنافر والتشاتم الاجتماعي أكثر من كونها تخدم القضايا العربية، كما يرى بأن جل الجدل القائم على منصات التواصل الاجتماعي العربي غير مشرف، فعمليا "ترى بأنهم بدأوا يروجون لفكرة أن دولة الاحتلال لم تعد دولة عـدوة، ويجب أن ننتهي من هذه القضية الفلسطينية ونركز على قضايانا الداخلية، والعدو الأول هي إيران، فلنترك جانبا (إسرائيل) ولنتفاهم معها، وبعد ها نرى ماذا سيحصل"، مؤكدا بأنه يوجد في العديد من البلدان العربية من لا يحسن أو حتى لا يريد الحديث عن فلسطين.

كذبة الربيع العربي تمهيد لصفقة القرن 

وقال كليب بأنه ومن خلال جس النبض عبر متتبعيه على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يصلون المليون متابع، "أتفاجأ بأن الداعمين التقليديين للقضية الفلسطينية لم يعودوا كذلك، وهناك دول عربية تخلت عنها، بينما أجد لأمر مختلف تماما بالنسبة للمغرب العربي والجزائر على وجه الخصوص التي هي "ظهيرنا المشرف" على حد وصفه .

وعن ما شاهدته وتشهده الكثير من البلدان العربية من أزمات وحروب، قال الإعلامي اللبناني بأن كذبة ما يسمى بالربيع العربي بدأت بتدمير الدول العربية، وهي في طور الانتهاء بتقديم صفقة اسمها صفقة القرن ومن الواضح أن تلك الأسباب ستؤدي إلى نفس التدمير ممنهج نتائج.

تدمير ممنهج للدول العربية المركزية ..والجزائر ظهيرنا المشرف

ويعتقد كليب بأن "التدمير الممنهج يستهدف الدول العربية، خصوصا الكبيرة منها والمركزية، وقد بدأت محاولة التدمير في الجزائر في العشرية السوداء وكان أحد الأهداف الكبرى هي إشغال الجيش الجزائري بالوضع الداخلي، وإخراج الجزائر من منظومة الدعم العربي للقضية الفلسطينية خصوصا، وقد كان أول اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر وكذا دعم الحركة الوطنية اللبنانية ودعم منظمة التحرير الفلسطينية من قبل الجزائر، و"منه يمكن عمليا رؤية الدول التي دُمرت وهي تشبه بعضها في دعمها للقضية الفلسطينية، ففي الأول تم ضرب واجتياح لبنان من قبل دولة الاحتلال، لأنها كانت منطلقا للعمل الفدائي الفلسطيني، ثم العراق الذي دُمر واجتيح، بسبب التطور العلمي والعسكري وأصبح وفق التقارير الدولية رابع جيش في العالم وكان عمليا مهددا للإسرائيلين، أيضا سوريا التي تعتبر مقرا وممرا لدعم المقاومة الفلسطينية، وقد تلقت سوريا تهديدات من طرف الولايات المتحدة الأمريكية من طرف وزير خارجيتها الأسبق كولن باول في قوله لبشار الأسد حين جاء مهددا متوعدا: إذا أردت أن تكون صديقا وشريكا لنا، فعليك بالابتعاد عن إيران وحزب الله وإقامة علاقة مع إسرائيل، ثم غلق المكاتب الفلسطينية وطرد قادة المنظمات الفلسطينية، فكان جواب بشار الأسد : كيف لي أن أطرد قادة المقاومة إلى غير بلادهم، ساعدونا لنجد حلا للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، فكان مصير سورية الدمار كليا، واليوم –يضيف كليب- تخرج سوريا  تدريجيا رابحة بإذن الله هي وحلفاؤها"

وأضاف الإعلامي والناشط السياسي اللبناني أنه "كذلك الشأن بالنسبة لليبيا حيث كان العقيد معمر القذافي رحمه الله أكثر الذين دعموا الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية. واليمن،  والسودان هي الأخرى معاقل لتدريب بعض التنظيمات الفلسطينية، وبالتالي هذه الدول العربية المركزية دمرت لماذا هي؟ ولم يدمر غيرها، وخرجنا بمنظومة ذات طرفين، طرف يؤيد فلسطين وفي مقدمة هؤلاء الجزائر وسوريا، وذهب اتجاه آخر بالترويج لفكرة جديدة وهي يجب أن نكون حلفاء لحلف شمال الأطلسي وتكون القضية الفلسطينية خلف ظهورنا ويتم بكل ذل وبثمن رخيص تمرير قضية فلسطين".

               

                                      

الجزائر, سياسة