وزير الشؤون الدينية: جزائر الاسلام لا تقصي أحدا ولا تحاور الا من أجل السلام ومن أجل العيش معا

قال وزير الشؤون الدينية والاوقاف، محمد عيسى، الاثنين بوهران، إن "جزائر الاسلام لا تقصي الآخرين ولا تحاور إلا من أجل السلام ومن أجل العيش معا".

وأبرز محمد عيسى في تصريح صحفي، على هامش زيارته لحصن "سانتاكروز" بأعالي جبل مرجاجو بمدينة وهران التي ستحتضن مراسم تطويب الرهبان في 8 ديسمبر الجاري، أن "الجزائر تسهل للكنسية الكاثوليكية هذه المراسم والمبادرة الدينية المسيحية التي تحترم قوانين الجمهورية. وسيكون دليل إضافي على أن جزائر الإسلام لا تقصي الأخرين ولا تحاور إلا من أجل السلام ومن أجل العيش معا".

وأضاف أن "الجزائر كانت ومازالت وستبقى أرض الحوار والتعاون والعيش معا في سلام"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد في قوانين الجمهورية عداوة ضد الآخر بل هناك إرادة قوية بأن يحترم القانون من طرف المسلمين وغير المسلمين".

وأوضح الوزير أن "الجزائر أكدت إلتزامها بالتسامح الديني بالتعديل الدستوري ل 2016 حيث أن المادة 47 التي كانت منذ البداية تضمن حرية المعتقد أصبحت تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين"، معتبرا بأن هذا "المبدأ الدستوري هو الذي تعمل الادارة والحكومة الجزائرية على تجسيده".

وقال محمد عيسى أن "المعاني الحقيقية من تنظيم تطويب رجال ونساء الدين المسيحي الذي سقطوا في أرض الجزائر بولايات تيزي وزو والمدية والجزائر ووهران في أيام الارهاب، إلى جانب 114 إماما وقوات الجيش والأمن ستظهر بأن المسلمين والمسيحيين في أرض الجزائر يدافعون عنها ويخدمونها".

وأبرز الوزير أنه تم تفويض الكاردينال ديشو بدرجة وزير ليمثل بابا الفاتيكان في تطويب الرهبان يوم 8 ديسمبر القادم:

وكان وزير الشؤون الدينية قرأ في افتتاح الأسبوع الوطني العشرين للقرآن الكريم المنظم بوهران، اليوم الأثنين، رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، للمشاركين في الأسبوع، والتي أكد فيها رئيس الجمهورية ان قوة الامة تقاس بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخها، محذرا من الابتعاد عن المرجعية الدينية للأسلاف المبنية على الوسطية والاعتدال وتجدد الاجتهاد.

وقال الرئيس بوتفليقة في الرسالة بأن "قوة الامة تقاس بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخيها بينما يكمن ضعفها في تنكرها لماضيها ونفورها من تراثها ونسيانها تاريخها والاستهتار بتعلمه"، مضيفا بان هوية الجزائر "مستمدة من ماضيها الامازيغي التليد ومن تاريخها العربي العريق ومن تراثها العربي الاسلامي الاصيل والوفاء لهذه الثوابت هو وفاء للوطن ذاته".

وشدد بالمناسبة على انه "لا يصح اليوم ان تتسبب النقاشات الجوفاء والتشكيك الممنهج في نكران ابنائنا لتاريخهم وفي تنكرهم لأسلافهم وفي انكفائهم عن ثوابت هويتهم"، لافتا في ذات السياق الى ان الوفاء للتاريخ والاسلاف مع التطلع الى افاق العصر الحديث والتفاعل الجاد مع الواقع "هو الذي يعلي للجزائر شأوها ويرفع شانها".

وحذر رئيس الدولة في رسالته من ان "نتسبب اليوم في انكفاء ابنائنا عن اسلافهم العلماء الذين أسسوا في هذا الوطن لمرجعية دينية قويمة تنهل من الكتاب والسنة وتقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال وتتجدد بالاجتهاد لان ذلك --كما قال-- سيزعزع ثقتهم فيما بين ايديهم من الفهوم وسيجعلهم عرضة لفتك التيارات الفكرية الدخيلة والمذهبيات المنحرفة والحركات الاستغلالية التي استعملت الاسلام لتمزيق المجتمعات واضعاف الاوطان وبث الكراهية فيها والضغينة والبغضاء".

ولدى تطرقه الى ضرورة التخلق بالوفاء باعتباره "الضمانة الحقيقية" للصدق في حب الوطن والذود عن حياضه، شدد رئيس الجمهورية على ان هذا الوفاء "باعتباره قيمة اساسية مضافا الى القيم النبيلة التي تشكل سلم القيم الوطنية هو جدار الصد الاقوى ضد كافة محاولات النيل من هويتنا ومن وسطيتنا ومن وحدتنا الدينية والوطنية".

الجزائر, مجتمع