موسكو تعتبر قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا عودة واشنطن إلى أحكام القانون الدولي

اعتبرت روسيا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يعني عودة واشنطن إلى أحكام القانون الدولي و يفتح أفاقا للتسوية السياسية في سوريا .

و أعربت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عن قناعة موسكو بأن القرار الأمريكي بسحب القوات سيؤثر إيجابا على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وإيجابا أيضا على الوضع في منطقة التنف الحدودية. بين سوريا والأردن.

وبحسب الخارجية الروسية، فإن الولايات المتحدة بدأت تدرك بأن معارضتها للجهود التي تبذلها الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا، تركيا، إيران) في سوريا تضر بالمصالح الأمريكية عينها.

وذكرت زاخاروفا أن مباحثات وزراء خارجية (روسيا وإيران وتركيا) التي جرت في جنيف، أمس الأول الثلاثاء أسفرت عن صدور بيان وتقديم قائمة بأسماء الأشخاص المرشحين لتشكيلة اللجنة الدستورية السورية. ولفتت المتحدثة الروسية إلى أن التصريحات الواردة من البيت الأبيض حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، تعطي "فرصا لا بأس بها" لهذه المبادرة، التي أصبح تنفيذها يعود إلى موظفي الأمم المتحدة.

من ناحيته حذر فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي (الدوما) ، من "الاسترخاء" بعد تقارير عن توجيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالبدء في سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقال : "هناك مثل يقول: نعيش أطول ونرى أكثر، وذلك أن الأمريكيين لا ينسحبون أبدا من مواقع سبق أن احتلوها، ويبتكرون حيلا ما للبقاء".

وأشار شامانوف إلى أنه، "من الناحية الجيوستراتيجية فإن خطط الولايات المتحدة والتحالف باءت بالفشل، والفضل الأول في ذلك يعود إلى جهود القوات الجوفضائية الروسية وقيادتنا السياسية في التعاون مع تركيا وإيران"، مضيفا: "أما الآن فقرروا (الأمريكيون) اللجوء إلى هذه الحيلة، لتجنب نهاية مخزية".

من جانبه، لم يستبعد قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) أن تواصل الولايات المتحدة نشاطاتها في سوريا، بعد سحب عسكرييها من هذا البلد، عبر حلفائها.

وافترض كوساتشوف، أن الولايات المتحدة، بعد سحب قواتها من سوريا، قد تعول على إمكانية مواصلة نشاطاتها في سوريا عبر "حلفائها، بمن فيهم حلفاء غير رسميين ومريبين".

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت الليلة الماضية أنها بدأت سحب قواتها المنتشرة في سوريا من أراضي البلاد، مشيرة إلى انتقال الحملة الأمريكية هناك إلى مرحلة جديدة. وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن القوات الأمريكية هزمت تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك كان الهدف الوحيد لوجود العسكريين الأمريكيين في هذا البلد.

العالم