العملية السياسية تتعقد من جديد بعد مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية في اليمن

عادت أجواء التشاؤم لتخيم على أوضاع اليمن, بعد أسابيع من الآمال بإحداث اختراق في الأزمة التي طال أمدها, وذلك عقب وفاة رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع في الجيش اليمني محمد صالح طماح الأحد متأثرا بإصابته في هجوم شنته جماعة أنصار الله المسلحة (الحوثيون) على قاعدة "العند" الجوية بمحافظة لحج جنوب شرق صنعاء, مما أثار غضبا دوليا واسعا, وسط انتقادات لسعي الحوثيون الدائم لخرق اتفاق ستكهولم.

وشن الحوثيون الخميس الماضي هجوما بطائرة مسيرة من دون طيار على قاعدة العند -أكبر قاعدة عسكرية يمنية, تتخذ منها القوات الحكومية وقوات التحالف العربي, مركزا لإدارة العمليات العسكرية في معاركها ضد الحوثيين- وذلك خلال عرض عسكري كان يحضره قيادات الصف الأول بالجيش الوطني اليمني, بمناسبة تدشين هيئة الأركان العامة في الجيش, العام التدريبي الجديد 2019. وقد أسفر الهجوم عن سقوط ستة قتلى وأكثر من 20 مصابا, من بينهم قيادات عسكرية بارزة في الجيش الوطني اليمني.

وتوفي رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش اليمني, اللواء محمد صالح طماح, متأثرا بإصابته في الهجوم الذي يعد الأول من نوعه على القاعدة الجوية منذ تحريرها من قبضة الحوثيين في أوت 2015, بعد نحو أربعة أشهر من سيطرة الجماعة عليها. 

وقالت جماعة الحوثي أنها شنت الهجوم, "ردا على استمرار الغارات الجوية والتصعيد العسكري للقوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية في مختلف الجبهات". 

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي بعد يوم من مطالبة المبعوث الأممي مارتن غريفيث طرفي النزاع في اليمن بالعمل على تحقيق "تقدم كبير" بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الطرفين في ديسمبر بالسويد.

وقال غريفيث في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي إنه لا بد من إحراز "تقدم كبير" قبل جولة مفاوضات جديدة.

ورغم الهدنة الهشة في مدينة الحديدة الإستراتيجية اندلعت تجددت الاشتباكات, بين الجيش الوطني اليمني و عناصر جماعة "انصار الله" الحوثي, جنوبي محافظة "الحديدة" شمال غربي اليمن.

وقالت مصادر عسكرية في الجيش الوطني, إن الاشتباكات "تركزت في محيط جامعة "الحديدة" ومحيط المطار, وإن عناصر جماعة الحوثي  تواصل إرسال تعزيزات عسكرية واستقدام مسلحين جدد إلى منطقة "السويق والجبلية", جنوب مديرية "التحيتا",  موضحة أن "من ضمن التعزيزات أسلحة ثقيلة ودبابات ومدفعية".

وكان طرفا الأزمة اليمنية قد اتفاقا بالسويد في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب اليمن, وسحب قواتهما منها, تمهيدا لهدنة أشمل ووضع إطار لمفاوضات سياسية, وشكلت الحديدة أبرز نقاط المفاوضات التي جرت في السويد, وكانت على مدى أشهر الجبهة الأبرز في الحرب باليمن, غير أن المدينة يسودها هدوء حذر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي.

العالم