اليونيسكو تحذر من ظاهرة العنف و المضايقات في المدرسة

أكّدت اليونسكو في تقرير جديد لها نشر اليوم  الثلاثاء بباريس أنّ العنف والمضايقات أو تسلط الأقران في المدارس يمثلان مشكلة عالمية ضخمة. حيث اُفاد التقرير بأنّ الشهر الماضي شهد تعرّض طالب واحد تقريباً من بين ثلاثة طلاب (أي 32%) للمضايقات من قبل أقرانه في المدرسة، أو للعنف البدني، وذلك بمعدل مرة واحدة على الأقل.

وقد جاء ذلك في منشور اليونيسكو الجديد الموسوم ب"ما يكمن وراء الأرقام: القضاء على العنف والتسلط في المدارس" والذي قدم خلال المنتدى العالمي للتعليم لعام 2019 المنعقد في لندن (المملكة المتحدة).

ويُفيد التقرير ب"أنّ الشهر الماضي شهد تعرّض طالب واحد تقريباً من بين ثلاثة طلاب (أي 32%) للمضايقات من قبل أقرانه في المدرسة، أو للعنف البدني، وذلك بمعدل مرة واحدة على الأقل" مضيفا ان التسلط البدني يعد "أكثر أنواع المضايقات انتشارا"ً في العديد من المناطق، باستثناء أمريكا الشمالية وأوروبا، إذ يعدّ التسلط النفسي "أكثر شيوعا"ً في هذه المناطق.

و اضافت تقرير ذات الهيئة الاممية الذي شمل 144 بلدا "انّ العنف الجنسي هو ثاني أكثر أشكال التسلط انتشاراً في العديد من المناطق. ويطال العنف والتسلط في المدارس الذكور والإناث على حد سواء. تعدّ المضايقات الجسديّة أكثر شيوعاً بين الفتيان في حين أن الفتيات أكثر عرضة للمضايقات النفسية. ويُظهر أيضاً تزايداً في المضايقات التي تنشأ عبر الإنترنت والهواتف المحمولة".

وتشير الوثيقة من جانب اخر الى ان الأطفال المختلفين عن غيرهم بأي شكل من الأشكال "أكثر عرضة لتسلط الأقران"، فإنّ المظهر الخارجي هو السبب "الأكثر شيوعا"ً لهذه الظاهرة. في حين أنّ ثاني أكثر الأسباب شيوعاً وفقاً للطلاب أنفسهم قائم على العرق والجنسية واللون.

ويقدم التقرير أحدث الأدلة الشاملة على ظاهرة العنف والتسلط في المدارس، لتحليل مدى انتشار هذه الظاهرة واتجاهاتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما يؤكد بان هذه الظاهرة مهمّة وينبغي الانتباه إليها، لأنّ التسلط يترك أثراً "سلبياً للغاية" على الصحة العقلية للأطفال، ونوعية المعيشة، والتحصيل الأكاديمي. فإن معدّل الشعور بعدم الانتماء للمدرسة يكون أعلى بمقدار ثلاثة أمثال عند الأطفال الذين يتعرضون للمضايقات بكثرة مقارنة بأقرانهم، وإنّ احتمال تغيبهم عن المدرسة يفوق احتمال تغيب أقرانهم بأكثر من الضعف، ناهيك عن تدنّي تحصيلهم الدراسي مقارنة بأقرانهم. وتعدّ هذه الفئة أكثر عرضة لعدم مواصلة تعليمهم النظامي بعد إنهاء المرحلة الثانوية.

و لمواجهة ذلك يقدّم التقرير عدداً من التدابير التي ثبتت فعاليتها في القضاء على مشكلة العنف والتسلط في المدارس أو الحد من انتشارها منها التزام سياسي رفيع المستوى من البلدان المعنية و وضع اطر قانونية و سياسية قوية للحد من انتشار العنف و التسلط في المدارس.

في هذا السياق، قالت ستيفانيا جيانيني، مساعدة المديرة العامة لليونسكو بشأن التعليم "يحدونا قدر كبير من التفاؤل إذ أنّ قرابة نصف البلدان التي تتوافر بشأنها البيانات اللازمة، نجحت في تقليل معدلات العنف والتسلط في المدارس".

ويبيّن لنا هذا التقدّم أنّه يمكننا، إذا اجتمعت القيادة السياسية القوية مع غيرها من العوامل مثل توفير التدريب اللازم والتعاون والإبلاغ عن مثل هذه الظاهرة ورصدها، تقليل الشعور بالخوف جراء التسلط في المدارس والتعرض للعنف.

فإنّ جميع الأطفال والشباب لهم الحق في بيئة تعليمية آمنة، وشاملة وفعالة."

مجتمع