فرنسيون يدعون فرنسا لتؤدي دورا إيجابيا في نزاع الصحراء الغربية

دعا متضامنون فرنسيون مشاركون في لقاء حول "مسؤولية و دور فرنسا في تسوية نزاع الصحراء الغربية" نظم اليوم الخميس بالشهيد الحافظ بمخيمات اللاجئين الصحراويين إلى "ضرورة أن تؤدي فرنسا دورا إيجابيا" في نزاع الصحراء الغربية "بدلا من أن تكون جزءا من المشكلة".

وأجمع هؤلاء المتضامنون في هذا اللقاء على "الدور السلبي للدولة الفرنسية إزاء القضية الصحراوية ومسارها على مستوى الأمم المتحدة، و أيضا إثر تصويت البرلمان الأوروبي على الاتفاقيات غير الشرعية مع المغرب، مطالبين بالتوقف عن الدعم الأعمى للمغرب".

وقدمت الحقوقية الفرنسية، كلود مانجين، -عقيلة المعتقل السياسي الصحراوي المسجون بالمغرب النعمة أسفاري- في هذا اللقاء شهادتها الحية عن تجربتها مع المنع من زيارة زوجها من طرف السلطات المغربية، معربة عن "استغرابها تجنيد الدولة الفرنسية لأجهزتها الدبلوماسية من أجل الدفاع عن المغرب".

وبدورها أعربت ممثلة الجمعية الفرنسية " شاحنات صهريج"، جويل توتان، في مداخلة لها عن استنكارها "الموقف السلبي الفرنسي الداعم للمملكة المغربية و الذي يزيد من معاناة الشعب الصحراوي و من تردي الوضع الإنساني داخل مخيمات العزة و الكرامة و بالمناطق المحتلة"، مجددة دعم جمعيتها لنضال الشعب الصحراوي من أجل حريته و استقلاله.

ومن جهته ذكر السفير بوزارة الخارجية الصحراوية، لكحل ماء العينين، في تدخله بالخلفية التاريخية للاستعمار بالمنطقة وكذا "التدخل الفرنسي الإسباني لترسيم حدود الصحراء الغربية و التدخل العسكري المباشر الذي حاولت من خلاله فرنسا التدخل ضد جبهة البوليساريو دعما لموريتانيا والمغرب آنذاك وتوالي الدعم في مجلس الأمن و في الاتحاد الأوروبي مؤخرا من خلال تجديد اتفاقيات لا شرعية بين المغرب و أوروبا لنهب ثروات الصحراء الغربية " .

وتساءل الدبلوماسي الصحراوي عن من "المستفيد الحقيقي من هذا الدور السلبي لفرنسا إزاء النزاع بالصحراء الغربية وتناقض الدولة الفرنسية مع مبادئ حقوق الإنسان و الحريات التي تنشدها".

وأكد بدوره رئيس الجمعية الصحراوية لأولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، عبد السلام عمار، أن مشكل الصحراء الغربية "لا يمكن أن يحل دون إنهاء جرائم الحرب و الإبادة التي يتعرض لها الصحراويون العزل بالمناطق المحتلة، و دون إنهاء كل المناورات التي تقوم بها بالخصوص دولة فرنسا في مساعدة المملكة المغربية في مواصلة الاحتلال و نهب الثروات الطبيعية الصحراوية من خلال إبرام الاتفاقيات اللاشرعية مع الاتحاد الأوروبي."

ودعا ماء العينين الأمم المتحدة من أجل "أن تقوم بعثة المينورسو بدور إيجابي في مسألة حقوق الإنسان، باعتبارها البعثة الوحيدة الموكل لها هذه المهمة في المنظومة الدولية".

ووجه الأمين العام للجمعية الصحراوية للتبادل الثقافي في الفضاء الفرانكفوني، محمد محمود، نداء إلى الحكومة الفرنسية من أجل مراجعة مواقفها مع الشعب الصحراوي.

وتضمن البيان الختامي للملتقى مجموعة من القرارات التي تقر ب"بطلان أي اتفاق يمس ثروات الصحراء الغربية دون موافقة الشعب الصحراوي عبر ممثله الشرعي جبهة البوليساريو"، منددين بـ "التقاعس و التناقض وفي  بعض الأحيان التآمر ضد الممارسات الميدانية للإتحاد لأوروبي " .

وأكد المشاركون أنه "آن الأوان لأن تؤدي فرنسا دورا إيجابيا و مهما في مجلس الأمن و إنهاء الاحتلال من آخر مستعمرة في إفريقيا" و أن "ترافق فرنسا الديناميكية الجديدة التي جاء بها المبعوث الشخصي للأمم المتحدة هورست كوهلر و التي تدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير".

العالم, افريقيا