الجزائر تدعو كافة الأطراف الليبية إلى " التعقل " والجنوح الى الحل السياسي التفاوضي

تتابع الجزائر "ببالغ الانشغال" آخر التطورات الحاصلة في ليبيا و تدعو كافة الأطراف إلى "التعقل", معتبرا أن أي "تصعيد عسكري قد يعيق الجهود الجارية", حسبما أفاد به اليوم الجمعة بيان لوزارة الشؤون الخارجية.و أوضح البيان أن  : "الجزائر تتابع ببالغ الانشغال آخر التطورات الحاصلة في ليبيا و تدعو كافة الأطراف إلى التعقل", معتبرا أن "أي تصعيد عسكري قد يعيق الجهود الجارية و يعرقل مسار تسوية الأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق و المجاور".

و أكد ذات المصدر أنّ : "الجزائر التي ما فتئت تدعو إلى حوار شامل بين كافة الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة و بعيدا عن أن تدخل أجنبي" تبقى "على يقين من أن الحل السياسي التفاوضي و المقبول من قبل كافة أطراف النزاع وحده الكفيل بضمان السلم و الاستقرار المستدامين و الحفاظ على المصالح العليا للشعب الليبي الشقيق".

بعد أن جددت دعوتها لكافة الفاعلين من أجل تفادي "أي شكل من أشكال العنف أو التصعيد" تحث الجزائر كافة الأطراف الليبية على العمل على انجاح الندوة الوطنية المقررة بغدامس من خلال مخطط العمل و التي تحظى بدعم المجتمع الدولي و تقدم إطارا "ملائما" من أجل البحث عن "الحلول الوسطى من أجل تكريس الاتفاقات و بناء السلم في هذا البلد الشقيق و المجاور".

 اشتباكات عنيفة بضواحي العاصمة طرابلس بين الجيش الليبي وقوات الوفاق الوطني

 أما على الصعيد الميداني ، فقد أفاد مصدر محلي في طرابلس الليبية ، اليوم  ، باندلاع اشتباكات عنيفة الآن بين القوات المسلحة الليبية (الشرق الليبي) و قوات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق (الغرب الليبي) جنوب العاصمة طرابلس.

وقال مصدر محلي لوكالة "سبوتنيك" إن "اشتباكات عنيفة الآن تشهدها مناطق سوق الخميس أمسيحل واسبيعة بين كتيبة 22 القادمة من ترهونة والتابعة لقوات الجيش الليبي مع قوات حكومة الوفاق في طرابلس", مضيفاً أن "هذه المناطق تقع جنوب طرابلس وبمسافة حوالي 30 كم".

وشهدت مناطق غرب ليبيا تطورا سريعا الأربعاء , بعدما أعلنت قوات الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر تقدم وحداتها صوب المنطقة الغربية ، ووصلت بعض منها بالقرب من غريان (80 كلم) جنوب العاصمة طرابلس التي يستعد الجيش للتحرك إليها.

ودعا هذا التطور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى إعلان حالة "النفير العام" لقواتها للتصدي لهذه التحركات العسكرية, التي تأتي قبل أقل من أسبوعين على انعقاد "المؤتمر الجامع" برعاية الأمم المتحدة.و كان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلن أمس الخميس عن إطلاق هجمة عسكرية على العاصمة طرابلس.

 الأمم المتجدة  : " لا حل في ليبيا الّا الحل  السياسي "   

من جهته ، قال الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيرس ،  اليوم الجمعة , إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية و"إنما حل سياسي فقط".وقال غوتيرس في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر", أوردها راديو "سوا" الأمريكي  "لا يزال عندي الهدف ذاته وهو تفادي المواجهة العسكرية ، وأؤكد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية بل حل سياسي فقط".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد توجه ، اليوم الجمعة ،  إلى شرق ليبيا للاجتماع مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر الذي بدأت قواته أمس هجوما لانتزاع السيطرة على العاصمة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني.وأعلن حفتر أمس انطلاق عملية عسكرية لدخول العاصمة , ما أثار ردود فعل دولية دعت إلى وقف التصعيد بين الفرقاء, وسط تأكيد حكومة الوفاق رفضها للحل العسكري وتصميمها الدفاع عن العاصمة.

في سياق متصل, قال علي التكبالي -عضو مجلس الدفاع والأمن في مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق)-, أن الجيش حاول تجنب الحل العسكري , إلا أن ما فعلته  المجموعات المسلحة أجبرته على التحرك لفرض الأمن للتمهيد إلى الانتخابات.

وأضاف التكبالي - في تصريح صحفي , "لقد حرص الجيش على عدم الدخول في معركة ولكننا لن نترك البلاد للمجموعات المسلحة ليتحكموا بها , حيث أن هذه المجموعات وبشهادة المنظمات الدولية قد ارتكبت العديد من جرائم القتل والسرقة والفساد في الأراضي الليبية".

وحدات الجيش الوطني تسيطر على العاصمة طرابلس و مطارها    

وفي تسارع للاحداث أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة  ، المشير خليفة حفتر ، دخول قواته العاصمة طرابلس من جميع المحاور , وفرض سيطرته الكاملة على مطار طرابلس الدولي .

وذكر الإعلام الحربي للجيش ، وفقا لما افادت به "سكاي نيوز" الفضائية ، اليوم, أنّ قوات الجيش "بسطت سيطرتها على مناطق قصر بن غشير و وادي الربيع و سوق الخميس" بالعاصمة ضمن عملية "الفتح المبين".

وقال المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي إن : "معارك عنيفة تدور في ضواحي طرابلس مع الجماعات المسلحة" , وأضاف أن وحدات عسكرية سيطرت على قرية "سوق الخميس" التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي طرابلس .

الجزائر