قصة مأساة مسلمي الروهينغا كما يرويها الطبيب الجزائري ياسين عبد الجبار للإذاعة

يعد الطبيب الشاب ياسين عبد الجبار من ولاية تيارت، أول طبيب جزائري يصل إلى مخيمات الروهينغا الأقلية المسلمة على الحدود بين بنغلاداش ومينمار إلى هذه الرقعة الجغرافية أين تحتضر البشرية في صمت، من تيارت إلى أكبر مخيم يشهد اشد معاناة إنسانية على وجه الأرض " مخيم كوتي بالونغ" على الحدود بين بنغلاداش وبورما حيث يفر المسلمين من الموت حرقا بحثا عن النجاة .

وفي تفاصيل ذلك يقول الطبيب ياسين عبد الجبار بعد الثناء على الله  وحمده - أول طبيب جزائري يصل إلى مخيمات الروهينغا الأقلية المسلمة: " كان في نيتي الوصول إلى عين المكان( الذهاب إلى بورما لمعايشة معاناة مسلمي الروهينغا) مهما كلفني الأمر  متكلا على الله حتى وان كان الموت مصيري فهي موتة استحسنها ما دامت في سبيل الله ".

غير أن عائلة الطبيب ، ياسين جبار، لم تتقبل الفكرة وهي على دراية أن المكان ليس فيه مكان للأحياء أو بعبارة أخرى في مكان لا يجد المرء في انتظاره غير الموت حسب توصيف صحفي الإذاعة الجزائرية( القناة الأولى ) نعمان بن سراي، لكن إصرار ياسين وحلمه حملاه للمضي في تجسيد فكرته الإنسانية النبيلة التي حقّ لعائلته أن تفتخر بها وعن ذلك يقول الطبيب ياسين  :" منذ سنوات خلت كان حلمي الأكبر أن ازور إخواننا في بورما ،  ويوم قررت الرحيل والهجرة لنصرة إخواني تركت من خلفي أما ( الوالدة ) غارقة في دموعها مستأنسة بالدعاء الشافي لحرقتها والمانع لي لأي مكروه مستمسكة بالقول :" اللهم وفق ولدي في هذا الأمر وكن له عونا ".

وصل الطبيب ياسين عبد الجبار إلى مطار العاصمة دكا لبنغلاداش وسط استغراب الشرطة البنغلادشية لمغامرة هذا الطبيب الشاب وفي عز شهر رمضان المعظم ، فما كان منه إلى أن قص عليهم الطبيب الجزائري قصة تمويهية مفادها " أنه يعشق طبيعة  هذا البلد " وقلبه ألم  يعتصره وفي خلده معاناة أطفال يبحث النازلون فيه فقط عن النجاة .

ثم ليرتحل بعدها إلى جنوب شرق بنغلاداش مستقلا طائرة على الخطوط الداخلية لينزل بمخيم كوتي بانولغ حيث الوقوف على المأساة وهذا أحد مشاهدها المروية على لسان الطبيب الشاب التي تستفز مشاعر حتى الموتى . وعن ذلك يقص علينا أبشع القصص هذا نصها :" أول لقاءاتي كانت مع شيخ قصّ عليّ كيف اغتصبت زوجته وبناته أمام مرأى عينيه ، ثم تمّ حرقهنّ جميعا . ممّا فجر من أعيننا انهارا من الدموع الحارقة أنا ومرافقي ، فبكى الرجل وبكينا كعضو واحد من جسد واحد .

وصل الطبيب الجزائري ياسين إلى حيث تحتضر الإنسانية جسده، في  حوار مع القناة الأولى الإذاعية يروي ياسين مشهدا آخر أكثر إيلاما بطله طفل روهينغي صغير يشخص حال الإسلام هناك وكيف يرون المكان والألم جنة.  

المصدر: الإذاعة الجزائرية     

العالم, آسيا