للجمعة الرابعة عشر: مسيرات مطالبة بالتغيير الجذري تتواصل عبر ولايات الوطـن

في الجمعة 14 من الحراك السلمي والثالثة من رمضان ، لم تثن حرارة الطقس المسجلة وتعب الصيام من عزيمة المتظاهرين الذين بالجزائر العاصمة كاملة وعديد ولايات الوطن للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام و الذهاب نحو بناء جزائر قوية ، رافعين شعارات ومطالب رافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع يوليو التي ستنتهي آجال إيداع ملفات الراغبين في الترشح لها على مستوى المجلس الدستوري غدا السبت.

كما طالبوا أيضا برحيل الباءات الثلاثة (بن صالح، بدوي، بوشارب) وجميع رموز النظام، الى جانب محاسبة الضالعين في قضايا الفساد وتبديد المال العام وكذا إرساء دعائم جمهورية جديدة ترتكز على العدالة والقانون.

وقد تم خلال مسيرات هذه الجمعة تزامنا مع إدراك الحراك الشعبي شهره الثالث، غلق ساحة البريد المركزي أمام المتظاهرين جراء التصدعات التي لحقت بسلالم هذا المرفق.

وكانت مصالح ولاية الجزائر قد حذرت من خطر انهيار سلالم البريد المركزي وقررت منع استعماله على ضوء الخبرة التقنية لمصالح الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات التي أظهرت وجود "تشققات واهتراءات".

والى جانب ذلك، تواصل غلق النفق الجامعي من طرف عناصر الامن على مستوى ساحة موريس أودان تفاديا لأي انزلاقات،علاوة على سد المنافذ المؤدية الى قصر الحكومة على مستوى شارع الدكتور سعدان، الامر الذي دفع بالمتظاهرين الى التجمع بالقرب من محيط البريد المركزي ونهج باستور وشارع حسين عسلة، فيما توجهت مجموعات أخرى صوب ساحة الشهداء مرورا بشارعي شي غيفارا وزيغود يوسف.

جدير بالكر، لم تمنع درجات الحرارة المرتفعة في بعض الولايات و السماء المغشاة في الأخرى مواطني ولايات شرق البلاد من الخروج للجمعة ال14 على التوالي من أجل مواصلة حراكهم الشعبي الذي شرعوا فيه يوم 22 فبراير المنصرم.

فبولاية قسنطينة وحتى وإن كان عدد المتظاهرين أقل من الجمعات السابقة ، حيث تجمعوا بوسط المدينة وهتفوا"صيام أو لا ستتواصل المسيرات إلى غاية تغيير النظام" و"لا لانتخابات تحت إشراف بدوي و بن صالح" و"جيش شعب خاوة خاوة".

وبأم البواقي و سكيكدة سار آلاف المواطنين الذين كان من بينهم عديد العائلات من أجل تجديد تأكيد عزمهم على مواصلة كفاحهم السلمي إلى غاية تلبية مطلبهم الأساسي و هو"تغيير جذري للنظام السياسي الحالي".

وتحت هتافات "الجزائر حرة ديمقراطية"و"سلمية سلمية" جدد المتظاهرون بمدينتي باتنة وقالمة مناداتهم برحيل "الباءات الثلاثة" (بن صالح و بدوي و بوشارب).

وبخنشلة كان عدد المتظاهرين كبيرا ، حيث جابوا مختلف أحياء المدينة والمناطق العمرانية المجاورة و رددوا أناشيد وطنية و هتفوا بشعارات "لا لانتخابات 4 يوليو" و "يسقط حكم العصابة" وأعربوا عن دعمهم للجيش الشعبي الوطني.

وبولاية ميلة كان المتظاهرون في الموعد على غرار الجمعات السابقة حيث تحدوا حرارة الجو وجابوا أهم شوارع المدينة معبرين عن رفضهم لانتخابات 4 يوليو المقبل ومنادين ب"حكومة ومرحلة انتقالية".

وتواصلت عبر مختلف ولايات الوسط المسيرات السلمية المطالبة ب"رحيل جميع رموز النظام القديم" وتأجيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم ال4 يونيو المقبل إلا أن لوحظ تراجع في أعداد المشاركين مقارنة بالأسابيع الفارطة عبر عدد منها.

فبكل من ولايات الشلف سعيدة والمدية وعين الدفلى خرج الآلاف من المواطنين ، مؤكدين تمسكهم بمواصلة هذا الحراك السلمي إلى غاية تلبية جميع مطالبهم التي رفعوها منذ تاريخ 22 فبراير المنصرم و التي يتصدرها "رحيل جميع رموز النظام القديم"،غير أنه لوحظ تراجع ملحوظ في أعداد المحتجين بكل من ولايتي البليدة وتيبازة.

ومن بين المطالب التي تكررت عبر مختلف ولايات الوسط مطلب تأجيل الإنتخابات الرئاسية، مؤكدين في نفس الوقت على العلاقة القوية التي تجمع الشعب بالمؤسسة العسكرية فيما عبر المحتجون الذين لوحظ تزايد عددهم بولاية المدية عن دعمهم لرسالة وزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي.

بدورها عاشت كل من ولايات تيزي وزو والبويرة و بومرداس هي الأخرى اليوم على وقع المسيرات السلمية المنادية برحيل النظام تمهيدا لإقرار دولة القانون والديمقراطية بحيث رفع المحتجون عدة شعارات تصب في هذا السياق أبرزها "يتنحاو قاع"و"سلمية سلمية"و"الجزائر حرة ديمقراطية"و"الجيش والشعب خاوة خاوة".

وتميزت أجواء الحراك بولاية تيزي وزو بإنزال تيفو بساحة مبارك أيت منقلات مكان نهاية هذه المظاهرات والتي بادر إلى إنجازه شباب من مدينة ذراع بن خدة، بحيث تضمن شعارات ورسوم تدعو إلى تأسيس جزائر الغد الديمقراطية.

كما شارك المئات من المواطنين بمختلف ولايات غرب الوطن في مسيرات سلمية رافعين شعارات ضد "رجال ورموز النظام" مع المطالبة برحيلهم معبرين عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية في تاريخ 4 يوليو.

وبوهران تجمع المتظاهرون على مستوى محور الدوران لجسر "زبانة" بأعداد كانت أقل مقارنة بالأسابيع الماضية. وقد أكدوا تمسكهم بالوحدة الوطنية ، حيث رددوا شعر "وحدة-وحدة وطني-وطني مع التأكيد على مدنية الدولة.

وقد توافد المواطنين من عدة أحياء من مدينة وهران بشكل تدريجي قبل أن يتجمعوا بساحة "1نوفمبر" ثم التوجه إلى محور الدوران لجسر "زبانة"وقد أكدوا رفضهم إجراء الانتخابات يوم 4 يوليو ومواصلة التعبئة الشعبية.

وبمستغانم تجمع المواطنون بعد صلاة الجمعة بساحة الاستقلال مقابل مقر البلدية قبل أن ينطلقوا في مسيرة باتجاه نهج محمد خميستي ثم مقر ولاية مستغانم ، حيث كانت التعبئة هذا الأسبوع أكبر مقارنة مع الجمعتين الماضيتين.

وردد المتظاهرون من مختلف فئات المجتمع وخصوصا النساء والشباب عدة شعارات منها "الجزائر حرة ديمقراطية"و"ارحل" و"يتنحاو قاع" (يذهبون جميعا)، كما أعربوا عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية في 4 يوليو. كما أصروا على الطابع الجمهوري والمدني للدولة ومؤكدين على مواصلة الحراك حتى تتحقق جميع مطالبه.

وفضل بعض النساء وكبار السن التجمع بساحتي الاستقلال والشهيد بوجمعة محمد بوسط المدينة بدل المشاركة مع المسيرة التي قطعت عدة كيلومترات بالرغم من الصيام.

كما شهدت باقي ولايات غرب البلاد أيضا مسيرات مماثلة على غرار غليزان ومعسكر وسعيدة وتلمسان وسيدي بلعباس والبيض وعين تموشنت وتيارت ، حيث جاب مئات المواطنين الشوارع الرئيسية لعواصم الولايات وبعض المدن الكبرى.

وقد رفع المتظاهرون شعارات تدعوا الى التغيير الجذري للنظام ورحيل كل رموزه ومحاسبة الفاسدين والتأكيد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وسلمية المظاهرات وعلاقة الأخوة بين الجيش والشعب.

وستقام المسيرات بجنوب الوطن قبل الافطار بالنسبة لبعض المناطق كالوادي و الأغواط و خلال السهرة عقب صلاة التراويح بجهات أخرى كورقلة و غرداية و تندوف.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المسيرات جرت في جو من الهدوء و وسط تعزيزات أمنية مكثفة.

وسوم:

الجزائر