كأس إفريقيا للأمم 2019: أرض الفراعنة تتزين بألوان إفريقيا و تحتضن العرس القاري

تعيش ارض الفراعنة، مصر، ابتداء من سهرة اليوم الجمعة إلى غاية 19 جويلية، على وقع ألوان و أهازيج الكرة الإفريقية، بمناسبة احتضانها لفعاليات الطبعة ال32 من كأس أمم إفريقيا التي تنشط لأول مرة من قبل 24 تشكيلة وطنية.

فبعد قرار رفع عدد الفرق من 16 إلى 24، وزعت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المنتخبات المشاركة على ست مجموعات من أربع فرق متأهلة إلى هذه النهائيات التي ستجرى لأول مرة في موسم الحر بعد أن أقيمت جل الدورات السابقة في فصل الشتاء بين جانفي و فيفري.

وقد سخرت مصر التي تستضيف العرس القاري للمرة الخامسة في تاريخها بعد دورات 1959، 1974، 1986 و 2006، كل الإمكانيات الضرورية من أجل إنجاح المنافسة، مثل ما أكده بشكل واضح رئيس الاتحادية المحلية لكرة القدم، هاني ابو ريدة، مباشرة بعد إسناد شرف تنظيم "الكان" لبلده، حيث قال بصريح العبارة : "مصر ستكون جاهزة للحدث و سترفع التحدي بنجاح سنوظف كل الإمكانيات المتاحة من أجل الخروج بدورة استثنائية تبلغ مصاف الامتياز من ناحية التنظيم".

ومعلوم أن مصر كانت قد اختيرت يوم الثامن يناير المنصرم لاحتضان فعاليات الطبعة الـ32 من البطولة الإفريقية التي سحبتها الكونفدرالية الإفريقية من الكاميرون بسبب التأخر المسجل على مستوى انجاز و تهيئة الملاعب المخصصة للمنافسة.

وقد تفوقت مصر في سباق خلافة الكاميرون في التنظيم على جنوب إفريقيا التي احتضنت دورتي 1996 و 2013.

وقد اتخذ هذا القرار خلال اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة الكروية الإفريقية بدكار (السنغال)، أين أفرزت عملية التصويت على فوز مصر بأغلبية الاصوات، من خلال حصولها على مجموع 16 صوتا مقابل صوت واحد لجنوب افريقيا و صوت واحد غير معبر عنه.

وتعدّ كأس أمم افريقيا 2019 النسخة الرابعة على التوالي التي يغير فيها البلد المضيف، حيث تم اسناد التنظيم في دروة 2013 لجنوب افريقيا بعد أن كانت مقررة بليبيا و سحبت منها بسبب الاوضاع الامنية، علما ان جنوب افريقيا كانت معينة آنذاك لاحتضان دورة 2017. بعدها رفض المغرب احتضان نسخة 2015 بسبب "انتشار فيروس إيبولا"، لتسند بعدها الدورة لغينيا الاستوائية، فيما اقيمت كان-2017 التي كانت مقررة بجنوب افريقيا ثم ليبيا، في نهاية المطاف بالغابون.

         استعمال تقنية الفيديو ابتداء من ربع النهائي

تتسم كأس افريقيا 2019 باستعمال تقنية فيديو الحكم المساعد المعروفة بـ"الفار"، وذلك بداية من الدور ربع النهائي، علما أن اغلبية المنتخبات ال24 المنشطة للمنافسة كانت قد ابدت رغبتها في الاستعانة بها خلال ورشة العمل التي احتضنتها القاهرة، قبيل عملية سحب قرعة المرحلة النهائية من "الكان".

وبالرغم من أنّ هذه التقنية اعتمدت اساسا لإزالة اللبس في بعض الحالات، الا ان تطبيقها في بطولة امم افريقيا المقبلة يثير حفيظة بعض القائمين على الكرة الافريقية المتخوفين من انعكاساتها على مجريات الدورة، مثل ما كان الشأن في إياب نهائي رابطة الابطال الافريقية بين الترجي الرياضي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي يوم 31 مايو الماضي بملعب رادس بتونس.

ففي الوقت الذي كان فيه فريق الترجي التونسي متفوقا بنتيجة 1-0، لم يحتسب حكم المقابلة هدف التعادل الذي سجله الفريق المغربي بداعي وضعية تسلل، الامر الذي لم يرض الوداد الذي طالب بمراجعة اللقطة بالفيديو الا ان هذه التقنية كانت معطلة حينها.

وبعد ساعة ونصف من التوقف و المدّ و الجزر، أعلن الحكم الغامبي باكاري بابا غاساما عن انتهاء المواجهة و تتويج الترجي التونسي بلقب رابطة الابطال الافريقية.

لكن في تسارع للأحداث المرتبطة بهذه المقابلة، استدعت الكونفدرالية الافريقية ليوم 4 يونيو، لجنة الطوارئ التابعة لها و قررت خلال اجتماعها اعادة لعب المقابلة النهائية (العودة)، وهو القرار الذي وصفه اكبر المسؤولين في تونس ب"اللامسؤول" الذي يعد -حسبهم- "سابقة خطيرة في تاريخ كرة القدم الافريقية".

هذه المعطيات جعلت المتتبعين يرهنون نجاح بطولة افريقيا 2019 بمردود الحكام و أهم من ذلك مدى تحكمهم في تقنية الفيديو المساعد.

و على الصعيد الفني، ستكون كل المنتخبات الكبيرة في القارة السمراء حاضرة في موعد مصر، بما فيها منتخب نيجيريا الغائب الكبير عن الطبعتين السابقتين، و هو اكثر الفرق صعودا الى منصة التتويج (رقم قياسي بـ 14 مرة) رفع خلالها خمس مرات التاج الافريقي.

و على الأراضي المصرية، ستكون "النسور الممتازة" احد اكبر المنتخبات المرشحة للتويج النهائي الى جانب البلد المضيف، غانا، السنغال، كوت ديفوار، الكاميرون، الجزائر، تونس و المغرب.

ومعلوم ان المنافسة ستقام بأربع مدن مصرية هي العاصمة القاهرة (ثلاثة ملاعب)،الاسكندرية، السويس و الاسماعيلية.

 

 

كرة القدم