ولد السالك يندد بموجة التصعيد المغربي بالأراضي الصجراوية المحتلة

ندد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي ،محمد سالم ولد السالك، اليوم الثلاثاء، بموجة التصعيد المغربي بالأراضي الصحراوية المحتلة والتي كان أحد فصولها الدموية ما جرى مؤخرا بالعيون المحتلة حيث "استعان الاحتلال بقوات الجيش لتنفيذ جريمته الشنعاء" التي راحت ضحيتها شابة صحراوية وجرح خلالها العشرات واعتقل 140 صحراويا آخرا.

وفي ندوة صحفية نظمها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، اليوم الثلاثاء، استهل الوزير الصحراوي حديثه بتهنئة الفريق الجزائري لكرة القدم على ما حققه بمصر وتتوجيه وبجدارة بكأس إفريقيا للأمم 2019 ، قبل أن يعرب عن إستيائه الشديد إزاء ما أقدمت عليه السلطات المغربية لدى خروج الجماهير الصحراوية للاحتفال بهذا الانتصار ، كما دأبت على فعله عقب كل انتصار يحققه فريق الخضر ، بكافة المدن المحتلة و الأراضي الصحراوية  المحررة ومخيمات اللاجئين وفي مدن المغرب والمواقع الجامعية .

وأضاف أن "مساء ليلة الجمعة تاريخ الانتصار العظيم الذي حققه محاربو الصحراء شكل مناسبة للشعب الصحراوي لخروج جماعي شاركت فيه المرأة والطفل والرجل حيث عانق العلم الصحراوي العلم الجزائري في مسيرات احتفالية الى جانب ترديد الجماهير لشعارات مطالبة بتقرير المصير وغيرها من الشعارات المناهضة للاحتلال المغربي اللاشرعي".

غير أن ما وقع بالعيون المحتلة ، يضيف الوزير،  "كان أكثر من شنيع حيث أعطيت الاوامر للوحدات العسكرية للتدخل الى جانب وحدات الشرطة وكتائب المخازنية والوحدات الخاصة لتبدأ بأعمال وحشية همجية كانت العيون المحتلة مسرحا لها طيلة الليلة لتتواصل الملاحقات من ذلك اليوم الى حد الساعة".

وأكد ولد السالك أن قوات الاحتلال المغربي "استخدمت الرصاص الحي والمطاطي وخراطيم المياه والضرب المبرح وحتى الدهس بالسيارات والتي كان من نتائجه ، استشهاد الشابة  صباح عثمان أحميدة التي تعرضت للدهس العمد من طرف سيارة لقوات المخازنية كانت تلاحقها وجرح العشرات واعتقال أزيد من 140 شخص" . كما نفذت قوات الاحتلال مداهمات للمنازل وتعذيب من فيها بدون استثناء لخلق جو من الرعب والخوف.

وأشار الوزير الصحراوي في الندوة الصحفية الى ان هذه الموجة الجديدة من القمع المسلط على الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من ترابه تجري في المناخ السياسي المحيط بالقضية الصحراوية والظروف الراهنة ومنها عزل المناطق الصحراوية المحتلة عن العالم الخارجي من خلال رفض زيارة الصحافة والمراقبين الدوليين وأيضا موقف فرنسا داخل مجلس الامن الدولي ومنعها "المينورسو" من صلاحية مراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها.

وقال ان الموقف الفرنسي "أطلق العنان للمحتل المغربي بمواصلة سياسة التقتيل والتعذيب والمحاكمات الصورية في تناقض تام مع ما بنيت عليه الثورة الفرنية من مبادئ العدالة وحقوق الانسان وما يدعيه ساسة الجمهورية الفرنية الخامسة من قيم ومثل يقول الوزير الصحراوي".

للاشارة كان الرئيس الصحراوي، الامين العام لجبهة البوليساريو،  إبراهيم غالي، قد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالإسراع في إجراء تحقيق دولي مستقل للكشف عن ملابسات الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الشابة الصحراوية، صباح عثمان أحميدة، وعشرات الضحايا الصحراويين العزل.

و أثارت "جريمة اغتيال" الشابة الصحراوية ،أول أمس الجمعة دهسا بسيارة رباعية الدفع تابعة للقوات المغربية، موجة غضب شديد وتنديد واسع النطاق في صفوف أبناء الشعب الصحراوي بكل أطيافهم وكذا دوليا.

ورغم كل هاته المعاناة وهاته التجاوزات والقمع المسلط  على أبناء شعبه، شدد ولد السالك على أنه "يستحيل تجاوز حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وممارسته لذلك الحق وعدم امكانية مصادرته وفشل كل المحاولات الرامية الى ايجاد حل سلمي لا يحترم ذلك".

واستطرد يقول ان الشعب الصحراوي بعث برسالة قوية من العيون ومن كل المناطق المحتلة وهي أنه "طالب ويطاب سلميا الى حد الساعة بحقه المعترف به دوليا منذ أزيد من 28 سنة وقبل بوقف اطلاق النار مقابل قبول المغرب استفتاء تقرير المصير مساهمة منه في مجهودات المجتمع الدولي الرامية الى تجاوز العقبات والمناورات التي ما فتئ المغرب يختلقها بتأييد وتواطئ من داخل مجلس الامن .

وحذر الوزير الصحراوي من استمرار الوضع على هذا الشكل مؤكدا ان الطرف الصحراوي يحمل المحتل المغربي نتائج ما ستتمخض عن حالة الاحتقان المترتبة عن استمرار الاحتلال اللاشرعي والقمع الهمجي.

 

المصدر: الإذاعة الجزائرية

العالم, افريقيا