التراث الشاوي والراي ييميزان السهرة الرابعة لمهرجان تيمقاد

تميزت السهرة الرابعة من عمر المهرجان الثقافي الدولي لتيمقاد بباتنة في طبعته الـ41 ليلة الأربعاء الى الخميس, بفسيفساء غنائية تزاوجت فيها النغمات التراثية الأصيلة بالموسيقى العصرية والكلاسيكية.

وعلى الرغم من تأخر انطلاق السهرة الى حوالي منتصف الليل لأسباب تقنية تنظيمية إلا أن حرارة المكان والتجاوب الكبير بين الركح وعشاق تاموقادي بمدرجات مسرح الهواء الطلق المحاذي للموقع الأثري بمدينة تيمقاد امتد الى ما بعد الثانية والنصف صباحا في أجواء حماسية.

وكانت البداية بلوحات فلكلورية من التراث الأوراسي الشاوي العريق حيث متعت فرقة حمدان الشريعة الحضور بأغاني تراثية على وقع أنغام القصبة والبندير ومنها (يا عين الكرمة ) و(لزرق مقروني) فأدخلت البهجة على نفوس الحاضرين من عائلات وحتى الشباب.

ومن جهتها، حضرت النغمة الرايوية بقوة في هاته السهرة ما قبل الأخيرة من ليالي المهرجان الثقافي الدولي لتيمقاد في طبعته لسنة 2019 ليمتع الفنان بلال الصغير ابن الحي العتيق الحمري بوهران الحضور بأجمل أغانيه الشبابية ومنها (أرواحي نتحاسبو وصفي اللي بيني وبينك) و( انت القلب) و ( حلال عليا) و(هذ الدنيا قصيرة) وغيرها وسط تفاعل كبير للجمهور.

أما الفنان أحمد جميل غولي المعروف ب (جام) فألهب المدرجات بأغاني مزجت بين عدة طبوع منها الإفريقي والريقي والشعبي وتحدثت عن واقع المجتمع وخاصة الشباب الجزائري عبر (إفريقيا او ياما ) و(مريم ) و(السلام عليكم) وكذا ( برية ) و(الدينار).

وحضرت الموسيقى الكلاسيكية العالمية في هذه السهرة لتضفي لمسة خاصة على أجواء تاموقادي وتعانق أحاسيس الساهرين على وقع معزوفات أداها عمالقة هذا النوع الراقي من الموسيقى أمثال جون سيباستيان باخ وانطونيو فيفالدي لكن بأنامل شباب جزائري من خلال (أوركسترا الشباب) بقيادة المايسترو الفنان سليم داد الذين ختموا جولتهم الفنية بشرق بالبلاد من ركح تاموقادي فكانت المتعة.      

وتخلل السهرة الرابعة من عمر مهرجان تيمقاد الدولي تكريم عائلة الفنان محمد الأوراسي أحد أعمدة الأغنية بالأوراس حيث ولد في 23 أكتوبر 1923 وتوفي في 5 أفريل 1995 بعد ان قدم الكثير للأغنية الأصيلة بعد ان حمل المشعل من الفنان عيسى الجرموني وغنى للشجاعة والشهامة والوطن والحب.

يذكر ان السهرة الثالثة كانت ايضا مميزة بألمع الأصوات على الساحة الفنية المحلية والوطنية ممثلة في الطاوس والشاب وحيد وكذا ماسينيسا والشابة يمينة التي عادت الى ركح تاموقادي وجمهوره بعد غياب 7 سنوات.

ومن المنتظر أن تختتم تظاهرة مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ41 سهرة اليوم على وقع أنغام عيسى براهيمي ومليك الشاوي الى جانب لوحة فنية كوريغرافية غنائية بعنوان "همسات أجيال" وحفل موسيقي من تقديم أوركسترا المعهد الجهوي للتكوين الموسيقى بباتنة

ثقافة وفنون