الملتقى الوطني الثاني وقضايا الساعة: الاعلام الجزائري مطالب بتحرير العقول من المضامين الاعلامية الغريبة

شكل موضوع "الصورة النمطية للعرب والمسلمين في فضاء الإعلام المعاصر" محور نقاش فعاليات الملتقى الوطني الثاني للاعلام وقضايا الساعة  الذي نظم هذا الثلاثاء بجامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة تزامنا و الإحتفال باليوم الوطني للصحافة المصادف لتاريخ الـ22 أكتوبر.

وفي هذا الصدد ، أكد رئيس الملتقى الدكتور تيطاوني الحاج، أن تنظيم موضع الملتقى في طبعته الثانية جاء قصدا ليواكب هذه المناسبة لما لذلك من دلالة عن الرسالة التي يجب أن يتبناها الإعلام الجزائري، قائلا: "إن كانت الأولوية خلال  الثورة التحريرية النوفمبرية المساهمة في تحرير الوطن، فإن أولوية الإعلام في العصر الحالي هي تحرير العقول والأذهان من الصور النمطية التي يروج لها الإعلام الغربي الحامل لثقافات وقيم غريبة عن القيم العربية والإسلامية".

وأضاف الدكتور تيطاوني موضحا أن دور الصحفي والمؤسسة الإعلامية ككل في ظل هيمنة الإعلام الجديد وما يروج له من صور نمطية غريبة عن قيم المجتمعات العربية الإسلامية يتمثل أساسا في مواجهة هذا الضخ الإعلامي الوافد الذي يروج له الإعلام الغربي ويستهلكه المواطن الجزائري من عديد الأقنية الإعلامية ذات المضامين الغربية، ما يتوجب على القائمين على الإعلام العربي والجزائري خاصة سد هذا الفراغ والذي لا يكون –حسب الدكتور تيطاوني- إلا من خلال العمل على إنتاج مضامين تستمد قيمها ومضامينها من قيم المجتمع العربي الإسلامي وتمثل هويته.

وتطرق الباحثون خلال فعاليات الملتقى إلى عدد من القضايا المتعلقة بصورة المواطن العربي والإسلامي في وسائل الإعلام الغربية ومسؤولية إعلامه المحلي في الدفاع عنها، حيث حمل الباحثون "العرب والمسلمين ومنظومتهم الإعلامية جزءا من المسؤولية في بناء وتسويق هذه الصورة النمطية السلبية"، على الرغم من أن واقع وحقيقة هاته الشعوب لا تمت بأية صلة عما يُروّج عنها، كونها رمز الحضارات ومفعمة بالقيم المثلى ونموذجا للفكر المتحضر"، مستشهدين في ذلك بأمثلة مستمدة من تاريخ الحضارة الإسلامية التي قدمت للعالم نماذج إستلهم الغرب منها تطورهم في مختلف المجالات كالحضارة الأندلوسية على سبيل المثال.

كما أن "الحراك الشعبي" –يضيف باحثون- الذي تشهده الجزائر كبلد عربي مسلم، قدم صورة حضارية عن العرب والمسلمين، لما يشهده من تحضر وسليمة في طريقة إيصال صوت الشعب ومطالبهم إلى السلطات، والذي إنبهرت بمظاهره حتى الديمقراطيات الليبرالية التي تنادي بالحرية والديمقراطية التشاركية في العالم الغربي.

وخلص الملتقى إلى جملة من التوصيات من شأنها مواجهة الصورة النمطية التي يروج لها الإعلام الغربي أهمها تطوير طرق وأساليب إنتاج مضامين البرامج الإعلامية بما يتماشى وقيم المجتمع العربي والإسلامي، مع ضرورة مواكبة التطورات الرقمية واستغلال الميديا الجديدة في إنتاج محتوى يهدف إلى مواجهة الأفكار "الدوغماتية" والأحكام الجاهزة عن الإسلام، ناهيك عن تنشئة جيل مسؤول وواع يعرف كيفية التعامل مع هذه الوسائط الجديدة فيأخذ منها ما يفيده ويبتعد عن كل كما يتنافى ويتناقض مع فيم ومبادئ مجتمعاتنا العربية المسلمة.

المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية

ثقافة وفنون