سفيرة كوبا بالجزائر تجدد دعوة بلادها لرفع الحصار الامريكي

جددت سفيرة كوبا بالجزائر، كلارا ماغاريتا بوليدو اسكندل، الاثنين، دعوة بلادها بغية رفع الحصار التي فرضته الادارة الامريكية منذ اكثر من 60 سنة، واصفة اياه ب "القاسي و غير العادل".

وجاءت كلمة كلارا ماغاريتا بوليدو اسكندل خلال ندوة صحفية على مستوى مقر السفارة الكوبية قبل بضعة ايام من تقديم تقرير كوبا، الذي يحمل شعار "ضرورة رفع الحصار الاقتصادي و التجاري و المالي المفروض على كوبا من طرف الولايات المتحدة الامريكية"، أمام الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقدمت سفيرة كوبا صورة حول الأضرار الرئيسية التي خلفتها سياسة الحصار الذي أقرته "الحكومة الامريكية و ليس الشعب الامريكي"، معتبرة ان الاضرار البشرية الناجمة عن هذه العقوبات "لا تحصى كما انها غير شرعية و لا يمكن تبريرها من الناحية الاخلاقية و لم يتم رفعها ابدا".

و قالت ذات المسؤولة "يجب على الولايات المتحدة الامريكية رفع هذه السياسة كونها تسببت في معاناة الشعب الكوبي منذ قرابة 60 سنة"، مشيرة الى ان هذه العقوبات خلفت اضرارا لبلدها تقدر ب 4 مليار دولار خسائر يمكن تقييمها خلال فترة الحصار و التي تقارب 140 مليار دولار.

واضافت السيدة كلارا ماغاريتا بوليدو اسكندل  ان "السياسة التي تفرضها مختلف الادارات الامريكية تشكل العائق الاول لتنمية الاقتصاد الكوبي و للتمتع الكامل بجميع حقوق الانسان للشعب الكوبي كما انها تعرقل عملية تنفيذ برنامج الامم المتحدة في افاق 2030 و تحقيق اهدافها المتمثلة في التنمية المستدامة".

وبهذه المناسبة، نددت السفيرة الكوبية بتعزيز الحصار خلال الفترة ممتدة بين ابريل 2018 و مارس 2019، معتبرة انه يشكل "انتهاكا كبيرا و منهجيا لحقوق الانسان للشعب الكوبي".

كما عبرت السفيرة، في هذا الصدد، عن اسفها من دخول المادة الثالثة من قانون "هيلمز بورتون" حيز التنفيذ يوم 17 ابريل الفارط، بحيث اصبح من الممكن حاليا رفع دعوات قضائية امام المحاكم الامريكية ضد اشخاص اعتباريين و طبيعيين من كوبا و من البلدان الأخرى التي تربطها علاقات تجارية مع الممتلكات المؤممة بكوبا خلال السنوات الستينات".

وأسردت بالقول انه منذ تنفيذ هذا القرار، تأثرت النشاطات الاقتصادية الكوبية بشكل كبير، لا سيما عمليات التجارة الخارجية و الاستثمارات في البلد.

وفي هذا الشأن، نددت  المستشارة الاقتصادية و التجارية في السفارة الكوبية، ريبيس آلير " بالمضايقات" التي تسبب فيها هذا الحصار في عالم الأعمال الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية و بلدان اخرى لا سيما في قطاع البنوك و المالية مذكرة بالصعوبات التي تواجهها كوبا خلال الأشهر الأخيرة خاصة في مجال المحروقات.

كما نددت آلير بالممارسات المتعلقة بالحصار واصفة اياها ب"العنيفة" و "غير التقليدية" و "غير المسبوقة".

وحسب ذات المسؤولة فإن القطاعات الأكثر تضررا هي الطاقة و المناجم و الاتصالات و المعلوماتية والصحة.

أما بخصوص هذه الاخيرة ندد ممثل البعثة الطبية الكوبية في الجزائر، الدكتور أنطونيو دياز ماتشادو بالأضرار التي لحقت بمجاله المتمثلة في "صعوبات الحصول على الأدوية و المواد و الوسائل الطبية" ناهيك عن بعض الأمور الأخرى الضرورية لضمان السير الحسن للقطاع.

وأشار في ذات السياق قائلا "هذا ما يجبر بلادنا على المشاركة في صفقات بعيدة جغرافيا و في غالب الأحيان تمر عبر وسطاء"، مبرزا ان "الحصار هو مسألة تضر بنا ويجب ان نندد به و بكل أشكاله".من جهتها استنكرت الخبيرة في هندسة الري، جاكلين هيرنانديز ماريرو  تداعيات هذه العقوبات لا سيما على المشاريع المتعلقة بمجالها ومشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب.

وأشادت في هذا الإطار السفيرة كلارا مرغريتا بوليدو سانديلا بالمساندة الدولية لبلدها مذكرة بان 189 بلدا صوت ضد الحصار الأمريكي فضلا عن التأييد الذي حصلت عليه كوبا من منظمات دولية منها الاتحاد الافريقي الذي "يصادق سنويا على لائحة لصالح كوبا و القضية الفلسطينية".

وذكرت الدبلوماسية الكوبية بأن الرئيس الكوبي ميغال دياز كانيل قدم اقتراحا "مهما" خلال القمة ال18 لحركة عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الأذربيجانية باكو يدعو فيه للسلم لا الحرب و للسيادة و دمقرطة هيئة الأمم المتحدة.و أثنت السفير خلال الندوة الصحفية على موقف الجزائر الداعم لبلدها كوبا، متطرقة إلى التعاون بين البلدين لا سيما في المجال الطبي.

وجددت السيدة بوليدو موقف بلدها الداعم للشعب الصحراوي و حقه في تقرير المصير، مبرزة انها "مسألة مبدأ" بالنسبة لبلادها.

العالم