مفاوضات موسكو حول الأزمة الليبية:تقدم نحو ترسيخ وقف إطلاق النار الساري التنفيذ

أحرزت المفاوضات التي جمعت بين طرفي الازمة الليبية بموسكو للتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار تقدما يمضي نحو ترسيخ الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بفضل الجهود الفاعلة للدبلوماسية الجزائرية وذلك عشية انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا تحت مظلة الامم المتحدة.

وما تزال الجهود الدبلوماسية متواصلة من اجل تجسيد وقف اطلاق النار نهائي في ليبيا واستئناف مسار التسوية السياسية، وهي مساعي لعبت فيها الجزائر دورا محوريا، باستضافتها لوفود عدة أطراف فاعلة في الملف الليبي.

المفاوضات التي احتضنتها موسكو امس وقع خلالها وفد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على وثيقة الاتفاق ، في حين طلب المشير خليفة حفتر "مزيدا من الوقت لبحث الوثيقة"، مبديا بعض التحفظات على بعض بنود الاتفاق الا انه يرى هذه الوثيقة "بشكل ايجابي" ،حسبما اكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وحسب مصادر ليبية مقربة من المفاوضات، فان أغلب النقاط متفق عليها، ويوضح في هذا السياق وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة هذا الثلاثاء ان المشير حفتر "طلب مهلة لدراسة مسودة الاتفاق".

من جهتها،أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن موسكو، "ستواصل العمل مع طرفي الصراع في ليبيا من أجل التوصل إلى تسوية في ليبيا,،وسيتم مناقشة وثيقة تسمح بتجسيد المسائل المرتبطة بالهدنة".

وبدورها جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى إيجاد "آلية مراقبة محايدة" لوقف إطلاق النار المستمر في ليبيا ، وقالت إنها تعتبر اجتماع موسكو حول ليبيا "خطوة إيجابية".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك،إن المنظمة الدولية "لم تشارك في محادثات موسكو بشأن الأزمة الليبية، لكنها تابعت المحادثات عن كثب"، مضيفا، "نعتبر ذلك خطوة إيجابية ويحدونا الأمل أن يؤدي ذلك إلى إنجاح مؤتمر برلين المقبل".

وتنص مسودة الاتفاق بين الأطراف الليبية على أن تلتزم الأطراف بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، وأن تعمل على استقرار الوضع في طرابلس والمدن الأخرى.

كما جاء في المسودة، أن الجانبين الليبيين اتفقا على تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار.

هدنة تدخل حيز التنفيذ في ليبيا بفضل الجهود الفاعلة للدبلوماسية الجزائرية 

ويندرج دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في ليبيا في ظل الانزال الدبلوماسي الذي عرفته مؤخرا الجزائر باستضافتها لسلسلة من المشاورات مع أهم الفاعلين في الأزمة الليبية ،عشية انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا يوم ااـ 19 جانفي الجاري برعاية الامم المتحدة.

وكانت الجزائر قد دعت المجتمع الدولي وخصوصاذ مجلس الأمن الاممي إلى "فرض الوقف الفوري لإطلاق النار" في ليبيا, عقب زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى الجزائر الاسبوع الماضي.

وفي إطار دور الجزائر الفاعل في الملف الليبي، تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مساء امس الاثنين مكالمة هاتفية وجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من خلالها اليه الدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر يوم الأحد القادم في مدينة برلين برعاية الامم المتحدة ، وقبلها الرئيس تبون، حسبما اكده بيان للرئاسة.

وحرصا منها على البقاء "على مسافة متساوية" من طرفي النزاع, دعت الجزائر جميع "الاطراف الليبية من أجل العودة إلى مسار الحوار الشامل للتوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن سيادة ووحدة الشعب ويضع حدا للأزمة.

وتؤكد الجزائر بأنها ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته في كنف الأمن والاستقرار ، مرحبة بوقف إطلاق النار في ليبيا، و دعت كافة المكونات الليبية إلى الالتزام به.

 

العالم, افريقيا