استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غداة محادثات "بدون نتائج" نيويورك

جاء إعلان مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة، اليوم الاثنين، عن طلب إعفائه من منصبه ل"أسباب صحية"، غداة الجولة الأولى من اجتماع المسار السياسي للحوار الليبي التي احتضنتها العاصمة السويسرية جنيف قبل أيام، والتي انتهت "دون تحقيق نتائج".

وقال المبعوث الأممي، - في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في وقت سابق اليوم - "سعيت لعامين ونصف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد وعليّ اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد. لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار".

وقد أعلن سلامة، عن طلب الإعفاء، بعد يومين من انعقاد الجولة الأولى من اجتماع المسار السياسي للحوار الليبي في جنيف، "بدون تحقيق نتائج"، بسبب عدم مشاركة طرفي النزاع (المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج)، ولكن حضور حوالي 20 شخصية مستقلة وفاعلين من المجتمع المدني.

وسبق وأن علق مجلس النواب مشاركته في المسار السياسي بحوار جنيف، بينما قرر مجلس الدولة بالإجماع، عدم المشاركة حتى تتحقق ثلاثة عوامل، وهي "تقدم في المسار العسكري والالتزام بالاتفاق السياسي كمرجعية أساسية لأي اتفاق، إضافة إلى رد البعثة الأممية حول أسئلة المجلس بشأن أجندة الحوار والمشاركين فيه وآلية اتخاذ القرار داخل لجنة الحوار".

وكان قد صرح المبعوث الأممي، بأن الاجتماعات في جنيف تمثل فرصة ثمينة لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدا أن المحادثات بين الأطراف الليبية وعلى المسارات الثلاث، السياسية والأمنية والاقتصادية، لا يحضرها "إلا الليبيون، من دون أي طرف خارجي" كاشفا عن "إنشاء لجنة متابعة تجتمع شهريا وتقدم لها إحاطة بما اتفق عليه الليبيون".

ويشكل المسار السياسي أحد المسارات الثلاث التي تعمل عليها الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والأمني، استنادا إلى قرار مجلس الأمن (2510) للعام 2020، الداعي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

وسبق وأن تعرض المبعوث الأممي الذي عين في منصبه، عام 2017، خلفا للألماني مارتن كوبلر، لانتقادات من قبل أطراف ليبية بسبب مواقفه من عملية الحوار الليبي والمسارات الثلاثة التي أعلن بدء العمل فيها بعد قمة برلين التي عقدت في 19 يناير الماضي، وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة عقب انطلاق الجولة الأولى من اجتماعات المسار السياسي وانتهاء الجولة الثانية من اجتماعات المسار العسكري في جنيف.

العالم