مدير ديوان الممتلكات الثقافية لموقع الإذاعة: تاريخ الجزائر أعمق بكثير من تاريخ فرنسا

أكد مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، عبد القادر دحدوح، أنّ تاريخ الجزائر يعود إلى 2.4 ملايين سنة على نحو يفنّد مزاعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وادعاءاته حول تاريخ الجزائر.

في حوار خصّ به موقع الإذاعة الجزائرية، أبرز مدير ديوان الممتلكات الثقافية عراقة تاريخ الجزائر الذي لا يمتدّ إلى 700 ألف سنة مثلما كان رائجًا، بل يعود إلى نحو مليوني ونصف سنة، في تأكيد لأبحاث تاريخية موثّقة أحالت على استقطاب الجزائر لأمهات الحضارات القديمة.

وقال دحدوح إنّ هيئته لا تهتمّ فقط بحماية التراث الوطني، بل تتكفل أيضًا بصيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بها وتقديمها وفق رؤية وقراءة جزائرية، وليس كما ظلّ يسوّق له الاستعمار الفرنسي الذي كان يحاول اظهار كل ما هو روماني بيزنطي كولونيالي.   

وأشار مدير ديوان الممتلكات الثقافية إلى أنّ تصريحات الرئيس الفرنسي هي "تغليط وتصريح ينمّ عن مدى تجذّر الفكر الاستعماري الذي لازال لم يفارق الفرنسيين، بحسب دحدوح الذي شدّد: "عندما ننظر الى التاريخ، لا نستغرب، لأنّ الاستعمار الفرنسي كرّس الدونية منذ احتلاله الجزائر".

وأضاف مدير الديوان: "تاريخ الجزائر أعمق بكثير من تاريخ فرنسا ذاتها، وحتى كتابات الفرنسيين أنفسهم تؤكد ذلك"، مشيرًا إلى أنهم حاولوا قدر الامكان إبراز إرث المرحلة الرومانية وما يتصّل بها من كتابات لاتينية لتضخيم تاريخ فرنسا القديم، محاولين طمس أي بعد ثقافي حضاري فني في التراث الجزائري خلال تلك المرحلة، حتى أنّهم يطلقون على الضريح الملكي بتيبازة، مسمى "قبر الرومية"، وذلك تضليل لا يمتّ بأي صلة إلى الرومان.

حفظ وشيك لقصر المنيعة

بشأن سيرورة ديوان الممتلكات الثقافية، قال دحدوح إنّه ينتشر في 40 ولاية، مشيرًا إلى فتح فرع في ولاية معسكر العام الماضي يستوعب متحف الأمير عبد القادر وموقع تيغنيف، في وقت يتطلع الديوان إلى فتح فروع أخرى في الولايات المستحدثة، إضافة إلى افتتاح ديوان خاص في ولاية المنيعة هذا العام، لتحصين التراث التاريخي هناك وفي صدارته قصر المنيعة.

حراك لتفعيل الاقتصاد الثقافي ورسكلة الإطارات  

كما أبرز محدثنا أنه منذ سنة تقريبًا، تمّ استحداث دفتر الشروط والحصول على رخصة من طرف الوزارة الوصية لتحديد المعالم والفضاء والمحلات التي يمكن ادراجها لفتح المجال أمام متعاملين اقتصاديين لبناء مشاريع أساسية ضمن محيط المواقع الاثرية وهذا طبعا يندرج ضمن مسعى بناء اقتصاد ثقافي ينسجم مع التصور الحكومي المتطلع لتأسيس نظام اقتصادي مستقرّ ومتحرر من أي تبعية لقطاع المحروقات وغيرها، لتفعيل كل الموارد التي تزخر بها البلاد في آفاق عام 2024.

وفي ردّه على سؤال  حول ضرورة تكوين خبرات محلية للحدّ من اللجوء إلى خبراء من خارج الوطن في ترميم المعالم الأثرية، قال دحدوح: "هناك دورات تكوينية تنظّمها وزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية والديوان انطلقت الاثنين وتستمر إلى غاية هذا الخميس، وهي تتمحور حول تأمين الممتلكات الثقافية ضدّ السرقة والتهريب، بمشاركة خبراء أمريكيين ودولاً أخرى".

وفي بادرة استفاد منها إطارات المؤسسات الثقافية المتحفية والتراثية، نظّمت وزارة الثقافة والفنون دورة تكوينية حول نظام المعلومات الجغرافي SIG يوم الثلاثاء 05 أكتوبر بدار السلطان لتكوينهم على هذه التقنية الحديثة التي تسهّل مهمة الجرد الأثري، ورسم وتحديد المواقع الأثرية على الخرائط وقواعد البيانات.

المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية