رئيس البرلمان الإفريقي : الجـزائر لم تعد بلد عبور للمهاجرين غير الشرعيين

أكد رئيس البرلمان الإفريقي للمجتمع المدني جون كلود كيسي، اليوم الاثنين، بالجزائر العاصمة، أن البرلمان يدعم جهود الجزائر في مواجهة تحدي الهجرة وكافة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، ومبدأها في تسوية النزاعات بطرق سلمية، مبرزا التزامه الرسمي مع الجزائر ودول الاتحاد الأوربي لمواجهة الهجرة غير الشرعية.

وأشاد كيسي، في كلمة خلال افتتاح الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (اكوسوك)، تحت شعار : "إشراك إفريقيا في مواجهة أزمة الهجرة" والتي ينظمها البرلمان الإفريقي بالشراكة مع الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب ومجموعة مبادرة المذكرة 2063 بالمركز الدولي للمؤتمرات، بجهود الجزائر لتوفير فرص مواجهة كل المشاكل التي تعيشها القارة الإفريقية، وعلى رأسها مشكل الهجرة واقتراح الحلول المناسبة لها، والتزامها اتجاه الشعوب الإفريقية.

كما حيا كيسي في نفس السياق مشاركة الجزائر في كل القرارات الخاصة بالهجرة على مستوى الأمم المتحدة و عبر المحافل الدولية، إلى جانب مبدئها في حل الأزمات بالطرق السلمية، مشيرا إلى الإرادة القوية للحكومة الجزائرية في حماية و احترام حقوق الإنسان واستقبال المهاجرين.

وقال في هذا الشأن أن "الجزائر لم تعد منطقة عبور للمهاجرين إذ بتطورها الاقتصادي والاجتماعي واستقرارها السياسي وثقافة السلم لديها أصبحت وجهة لهم (للمهاجرين)"، دون أن ينسى في هذا السياق "الحجم الكبير للتحديات التي يواجهها الأفارقة والتي تتطلب التعبئة لمواجهتها"، إذ أعرب عن أمله في إيجاد حلول من خلال اللقاءات الدورية التي تجمع الفاعلين والمهتمين بهذه القضايا، والتي تساهم في تنمية إفريقيا.

المسؤول البرلماني الإفريقي، إن المجتمعات الإفريقية فهمت منذ سنوات أدركت انه "لابد من العمل بجد إلى جانب الجزائر ودول الاتحاد الإفريقي لإيجاد الحلول من خلال نشاط فعال لتحقيق التنمية ومساعدة الدول التي تعاني من مشاكل مالية"، مصرحا بالقول : "لابد وان نعمل بفعالية وننسق مع المانحين ..ندعو شركاءنا إلى تجنيد 50 مليون أورو  لتنمية القارة (2019 -2050) ولابد من وضع الميكانزمات الفعالة لوضع حلول لأزمات الشباب ومحاربة الارهاب".

وأضاف أنه الأجدر بالأفارقة في المرحلة الحالية، "ترسيخ التعاون جنوب –جنوب معا من أجل ازدهار إفريقيا"ّ، و هو ما يستدعي "النضج  حتى يجد  الشباب الحلول، بكل ثقة"، مشيدا بندوة الجزائر التي ينتظر أن تخرج ب"قرارات مهمة في مجال أمن واستقرار والسلام في إفريقيا".

بن تونس: على أفريقيا أن تجد حلول خاصة بها للمشاكل التي تواجهها

 من جهته دعا الرئيس الشرفي للجمعية الدولية الصوفية العلوية، خالد بن تونس، الأفارقة إلى إيجاد حلول خاصة بهم لمشاكلهم و منها مشكل الهجرة وذلك من خلال الاستثمار في "العنصر البشري" وتشجيع الشراكة بين الحكام والمجتمعات المدنية.

وقال بن تونس خلال افتتاح أشغال الطبعة الثانية للندوة الدولية للمنظمات الإفريقية غير الحكومية الأعضاء في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة (أكوسوك) أنه "يتعين على الأفارقة أن يجدوا حلولا خاصة بهم لمشاكلهم من خلال الثقة في النفس والاحترام المتبادل مع التوقف عن طلب المساعدة من الآخرين".

و أبرز شيخ الطريقة العلوية الإمكانيات البشرية والموارد الطبيعية التي تتمتع بها أفريقيا والتي وصفها "بمخزن لليد العاملة". كما تأسف لكون القارة الإفريقية "غنية جدا وفقيرة جدا في آن واحد" لأنها "كانت دائما مُستَغَلة" دون أن تتمكن من إيجاد حلول لمشاكلها.

وفي هذا الصدد وصف بن تونس ب"النزيف" هجرة الكفاءات الإفريقية نحو البلدان المتطورة حيث يعملون كإطارات عليا، متأسفا على عجز القارة السمراء عن الاحتفاظ بأبنائها، داعيا، في الوقت ذاته، إلى إيجاد "حلول داخلية" لمنع هجرة الأدمغة من هذه القارة.

من جهته، أكد رئيس لجنة تنظيم هذا اللقاء، ساحل علي، أن هذا الأخير يعد بمثابة "منبر لتحديد استراتيجية مشتركة و الأدوار و المسؤوليات المشتركة" للمنظمات الإفريقية غير الحكومية تجاه أزمة الهجرة التي ترمز إلى "مأساة الشباب الإفريقي".

و تابع بالقول أن مواجهة ظاهرة الهجرة لن تتحقق إلا في إطار "مقاربة موحدة" للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و القضاء على الفقر و كذا في إطار "الشراكة بين القطاعيين العام و الخاص"، و الهدف هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.

وتستضيف الجزائر الندوة الدولية الثانية للمنظمات الإفريقية العضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تحت شعار "إشراك إفريقيا في مواجهة أزمة الهجرة" ما بين 19 و21 نوفمبر الجاري.

الجزائر