ناشرون جزائريون لملتميديا الاذاعة : حجــم المبيعــات لــم يعــكس التــوافد القيـاسي على سيـلا 22

تحقيق حجم معتبر من مبيعات الكتب قد يكون طموح أي دار نشر جزائرية  لتستمر في الابداع وتقديم عناوين جديدة تستقطب جمهور القراء خاصة في مواعيد هامة مثل الصالون الدولي للكتاب ،في حين قد يشكل الاستثمار الثقافي وتمثيل الجزائر في كل المعارض بمؤلفات مميزة الحلقة الأهم بالنسبة لبعض الناشرين هذا ما يدفعنا لطرح عديد التساؤلات...هل استطاعت دور النشر الوطنية في سيلا 2017 بيع عدد كبير من العناوين؟ وماهي أكثرها مبيعا ؟ وهل يمكن اعتبار ذلك معيارا لقياس نجاح أوفشل دور النشر؟.

ولإماطة اللثام عن كل هذه التساؤلات تنقل موقع الاذاعة الجزائرية إلى الصالون الدولي للكتاب يوم اختتام فعاليات طبعته الـ22 وكانت دور النشر الجزائرية قبلتنا حيث سجلنا خلال استجوابنا لبعضهم اجماعا حول انخفاض حجم مبيعاتهم مقارنة بالسنوات السابقة رغم العدد الهائل من الوافدين وذلك بسبب غلاء اسعار المواد الاولية  والذي أدى إلى ارتفاع أسعار الكتب،بينما هناك من تمكن من تحقيق حجم مبيعات لابأس به ،غير أن نقطة الالتقاء بين كل من استوقفناهم تتمثل في تقديم افضل صورة للكتاب الجزائري في كل المحافل الوطنية والعربية والدولية فالكتاب على حد تعبير –احدهم- سفير يعبر الحدود بدون جواز سفر ولذلك يبقى الاستثمار الثقافي طموحنا الاول.

دار الهدى: غلاء المواد الأولية في صناعة الكتاب التي هي مستوردة 100% سبب تراجع مبيعاتنا

 وفي رحلة بحثنا عن عينة ريبورتاجنا و بعد مد وجزر بسبب امتناع بعض أصحاب دور النشر عن تصويرهم بالكاميرا  من جهة والعدد الكبير لدور النشر الجزائرية المشاركة في الصالون  من جهة اخرى توجهنا إلى دار الهدى التي فتحت لنا ذراعيها بكل صدر رحب حيث تبادلنا اطراف الحديث مع مديرها العام مصطفى قلاب ذبيح والذي يعد في نفس الوقت رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب .

"دار الهدى التي شاركت  في هذه الطبعة  بأكثر من 683 عنوان في مجالات مختلفة وخاصة الكتب الجامعية والقانونية سجلت  انخفاضا في مبيعاتها هذه السنة بـ45 بالمائة  مقارنة بالسنوات الماضية رغم الاقبال الكبير للزوار-يقول مصطفى قلاب- مضيفا أن السبب في ذلك يعود إلى غلاء المواد الاولية وارتفاع سعر الورق ترتب عليه ارتفاع سعرالكتاب.

واسترسل بالقول " إن المواد المساهمة في صناعة الكتاب مستوردة مائة بالمائة بل والادهى من ذلك انه في حال توقف البواخر عن استيراد هذه المواد لايسمح لنا بانتاج اي كتاب ، إلى جانب ان الجزائرمازالت تفرض الضريبة على القيمة المضافة للكتاب على خلاف غيرها من الدول".

الكتب الاكاديمية الاكثر مبيعا ويمكن تصديرها للخارج وما يهمنا اثراء مكتبتنا وتمثيل الجزائر في كل التظاهرات  

وعن العناوين الاكثر مبيعا في هذه الطبعة ذكر المتحدث ذاته الكتب شبه المدرسية والقواميس والكتب الثقافية والجامعية وكذا الدينية التي لها جمهورها مؤكدا أن الهدف من مشاركتهم في الصالون عرض كتب ذات قيمة علمية وفكرية ولايهمهم البيع بقدر مايهمهم اثراء المكتبة الجزائرية بعناوين هامة موجهة لاساتذة وطلاب وباحثين ومعرض الكتاب يساهم في ترويج اصدارات الناشرين وبالتالي الاستثمار في هذا المجال هو ثقافي قبل كل شيء.

كما اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب أن الكتاب الجزائري له مكانة ضمن السوق الدولية ودور النشر الوطنية المهنية تسعى من خلال مؤلفاتها ان تمثل الجزائر احسن تمثيل وهذا أقصى ما نصبو اليه مشددا على ضرورة عدم اغفال دورالكتاب الجامعي الذي يعتبر –حسبه- قوة اقتصادية ويمكن تصديره إلى اي دولة في العالم إلى جانب سعينا لوضع مشروع لدفع الترجمة إلى اللغات الاجنبية .

الكتاب العربي للنشر والتوزيع: ضعف القدرة الشرائية اثر على نسبة ارباحنا مقارنة بالسنة الماضية

من جهته ابرز ممثل الكتاب العربي للنشر والتوزيع فراس جهماني أن داره لم تحقق نسبة مبيعات كبيرة مقارنة بالسنة الماضية ولكنها تبقى لبأس بها موضحا أن سبب تراجعها يعود إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن الجزائري لكن هذا لم يمنع من وجود اقبال جماهيري كبير خاصة خلال الاربعة الايام الاخيرة من عمر الصالون.

واكد فراس جهماني أن الهدف من تواجدهم في صالون الكتاب ترويج مؤلفاتهم والتعريف بالناشرين الجدد اكثر من بيع منتوجاتهم .

كتب تاريخ الجزائر والجامعية ورواياتنا الجديدة استحوذت على حصة الاسد

 ومن بين العناوين التي اقبل الزوار على اقتنائها بكثرة أشار جهماني إلى تاريخ الجزائر لمبارك ميلي بالاضافة إلى المجموعة الكاملة لعبد الله ركيبي وكذلك بعض الروايات التي صدرت خصيصا لهذا المعرض في 2017 التي تم بيعها بالتوقيع إلى جانب استحواذ الكتب الجامعية على حصة الاسد حيث حظيت باهتمام كبير من قبل الطلاب والاساتذة.

دار نشر متخصصة في البناء:حجم مبيعاتنا زاد بـ20 بالمائة لكنه غير كاف

هذا وكان لدور النشر المتخصصة نصيب في هذه التظاهرة الدولية منها دار نشر مختصة في مجال البناء والتعمير حيث أوضحت لنا ممثلتها سعدو سمية أن هذه الدار -التي تستهدف جمهورا خاصا من القراء غالبيته مهندسين معماريين ومؤسسات ناشطة في هذا المجال- حققت هذه السنة زيادة في نسبة مبيعاتها بـ20 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية حيث تم استقطاب القراء بعناوين جديدة في مجال البناء.

 

واعتبرت محدثتنا أن هذه الزيادة في المبيعات  ليست ايجابية مقارنة بسنة 2015 والسنوات الاخرى التي سبقتها لأن الدار باعت أكثر بكثير من هذه السنة وفسرت تراجع حجم المبيعات بارتفاع اسعار المواد الأولية وتكاليف الطبع وزيادة الرسم على القيمة المضافة ناهيك انه من يقتني عناويننا مختصون في المجال وليس الجمهور الواسع.

"الجزائر تقرأ": في أول مشاركة ...نفاذ بعض العناوين

"نصيبكم بعدوى القراءة" هذه العبارة أثارت فضولنا ودفعتنا للاقتراب رغبة منا في أن تتنتقل الينا عدوى خير جليس الأنام لنكتشف على اثرها مولود جديد في عالم النشر "الجزائر تقرأ" تأسست في 2017 بمجموعة من المؤلفين اغلبهم شباب إلى جانب القامات الأدبية ،سجلت حضورها بقوة ولأول مرة في سيلا 2017 بـ27 عنوان جميعها كتب أدبية مزجت بين الرواية والمسرح والشعر،جمعنا حديث شيق مع رئيسا الشاب قادة الزاوي الذي افصح لنا عن كل ما يجول بخاطره من زخم ثقافي وفرحة كبيرة بالنجاح الذي حققوه من أول مشاركة لهم.

كانت اول كلماته "حجم مبيعاتنا فاق كل توقعاتنا وذلك بفضل إبحارنا في الفضاء الازرق مع "مجتمعنا عبر الفايسبوك" الذي وصل إلى 800 ألف عضو يمثلون جمهورنا من القراء غالبيتهم شباب حيث كنا نتواصل معهم بشكل دائم حول العناوين التي تثير اهتمامهم وشغفهم للقراءة هذا ما جعلنا نجلب الكتب التي تستقطب اهتمامهم وشرفونا بحضورهم في صالون الكتاب لاقتناء مؤلفاتنا".

وأكد قادة الزاوي على أن كل الاصدارات لاقت رواجا كبيرا لدى الوافدين الذين اقتنوا عددا كبيرا منها لدرجة أن بعض الروايات نفذت طبعاتها مثل "رواية العثمانية للطيب سياد وغيرها من الروايات التي بيعت بشكل منقطع النظير .

الجانب التجاري مهم لاستمرار دور النشر الجزائرية في الابداع ولكن يجب أن تنقله للعالم بأسره  

واعتبر رئيس "الجزائر تقرأ" أن دور النشر تهتم بالجانب التجاري وتحقيق نسبة ارباح معتبرة ولايمكننا تجاهل دوره في الاستمرار في العمل والابداع بعرض عناوين جديدة ومحتوى جيد .

ويعتقد المتحدث ذاته أن الأدب الجزائري استطاع أن يجد له مكانة في الساحة الدولية ودار النشر الجزائرية يجب أن تأخذ الرهان على عاتقها لنقل الإبداع الجزائري للعالم العربي وإلى الضفة الأخرى من المتوسط.

 

المصدر:ريبورتاج ملتميديا الإذاعة الجزائرية-حنان شارف