أفران الآجر التقليدي بميلة إرث حضاري وتخصص نادر في الصناعة التقليدية

 تعتبر أفران  الآجر والقرميد بميدنة ميلة او ما يعرف  بمياشر ميلاف  شاهدا على ابداعات الصناعات التقلدية المميزة التي انفردت بها المنطقة منذ قرون  وهي الحرفة  التي يسعى ابناء المنطقة لاعادة احياءها من  جديد بالنظر الى الحاجة اليها في عمليات الترميم المفتوحة في  المدن الاثرية القديمة وكذا  خاصيتها المقاومة للحرارة .

 وبالرغم من محاولات الحرفي تميم دحماني أحد ابناء مدينة ميلة  القديمة لاحياء حرفة صناعة القرميد  والآجر التقليدي من خلال اعادة فتح احدى ورشات والده ،غير أن الظروف سارت عكس ماكان يطمح إليه  لينتقل بعدها الى عين الدفلى  حاملا حبه للحرفة عازما على بعثها من جديد .

 و أوضح تميم دحماني أنه "  نحن دائما ننظر للميشار بنظرة تقليدية  فالمنتوج الذي يخرج من الميشار يتميز بجودة عالية ويستخدم  ليس فقط في قطاع  البناء بل حتى في ترميم المواقع الاثرية كما أنه ومن مميزات الآجر التقليدي مقاومته للحرارة  غيرأنه يبقى مفقودا  في السوق وحتى  استيراده موقف  "

وفي 2006  حاول  تميم اطلاق  الفرن  أو الميشار الخاص به  في ميلة وبدا في العمل ولكنه لم يجد الدعم اللازم، الوضع الذي دفعه لنقل مشروعه لولاية عين الدفلى  التي لاقى فيها نجاحا مكنه من تحقيق حلمه وتوظيف الكثير من شباب الولاية  .

 ويفصل سليم مشري احد ابناء المدينة القديمة في مراحل الصناعة الموجودة بالمياشر او كما تسمى في الاصل " المناشر" نسبة الى احدى مراحل صنع القرميد والاجر التقليدي في ميلة حيث يتم نشره بعد القولبة من اجل تجفيفه   قائلا "هناك الكثير من الناس من لا يعرفون كيف يتم صناعة القرميد التقليدي لميلة ،هناك المادة الاساسية  التي تنقل على الدواب من منطقة بونقوش ثم يحضرونها لتطهى في افران تقليدية  هي عبارة عن حفر كبيرة .. لتعجن بعد ذلك بالتبن ويتم بسطها على القوالب المصنوعة هي الاخرى  بطريقة تقليدية متقنة جدا  ليتم بعد ذلك  النشر بغرض تجفيفه وفي الاخير توضع في افران تقليدية حجرية بطريقة اقل ما يقال عنها انها عبقرية " يقول سليم مشري  

 ويستذكر سعيد حملاوي احد ابناء المنطقة  أهم المياشير التي كانت تنشط في ميلة القديمة  قديما" كان هناك 11 ميشار للقرميد  خلدت اسماء اصحابها في هذه الحرفة المميزة غير انها توقفت لعدة اسباب"  .

 وحظت المياشرالتي تنفرد بها ميلاف القديمة على المستوى الوطني  بدراسة  جامعية قامت بها الباحثة الجامعية أمال مقراني بكاري اخصائية في علم الآثار التي دعت  للعودة الى احياء هذا الارث المادي لأنه "ضرورة وحتمية خصوصا إذا نظرنا الى عمليات الترميم  التي تشهدها المدن القديمة على غرار مدينة ميلة القديمة ...هاته الافران  لا نجدها الا في  ميلة  والقيروان ، في الجزائر افران ميلة هي الشواهد الوحيدة على  وجود نشاط صناعة  القرميد والاجر" .

 المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية /اذاعة الجزائر من ميلة