لقي ضابط صف تونسي مصرعه هذا الجمعة وأصيب خمسة جنود آخرون بجروح خطيرة على اثر انفجار لغم تحت عربة عسكرية مزنجرة بمرتفعات الشعانبي بولاية القصرين في الوقت الذي اتخذت فيه السلطات التونسية تدابير"استباقية" تحسبا لتدهور الوضع الأمني في ليبيا واحتمال "تأثيره" على الوضع في تونس.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق رحموني بان لغما قد انفجر اليوم عند مرور عربات عسكرية مزنجرة كانت بصدد تمشيط هذه المنطقة "العسكرية المغلقة" مما أدى إلى مقتل ضابط صف وإصابة خمسة جنود بجروح خطيرة.
وشهدت مرتفعات "الشعانبي" خلال الأشهر الأخيرة انفجار عدد من الألغام زرعتها عصابات إرهابية أودت بحياة العديد من الجنود فيما شنت وحدات الجيش مدعمة بقوات الأمن حملات تمشيطية واسعة النطاق لملاحقة العناصر التابعة لتنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي.
ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير 2011 ما انفكت تونس تواجه جماعات "أنصار الشريعة" الجهادية التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي التي حملتها الجهات الرسمية مسؤولية الهجمات الإرهابية التي طالت عدة مناطق من البلاد.
وفي إطار إستراتيجية ترمي إلى وضع حد للازمة الأمنية التي تعرفها البلاد تعهد رئيس الدولة التونسي محمد المنصف المرزوقى مؤخرا بـ "العفو" عن الجهاديين المختبئين بمرتفعات "الشعانبى" شريطة "عدم تورطهم في عمليات القتل وتسليم أنفسهم للسلطات مشددا على أن "باب العفو والصفح مفتوحة أمام المغرر بهم إن كانت أيديهم غير ملوثة بالدماء" و داعيا إياهم "لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم للسلطات والعودة إلى حاضنة الشعب".
وبالمقابل فان الوضع الأمني في ليبيا ما انفك يثير قلق السلطات التونسية التي قررت قبل بضعة أيام "اتخاذ كل التدابير الضرورية لمواجهة أي تهديدات" على حدودها مع ليبيا في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد.
وفي هذا المضمار شددت وزارة الدفاع التونسية على أن عدة وحدات عسكرية تم نشرها في "شكل خط دفاعي ثان" على مستوى الشريط الحدودي الرابط بين البلدين علاوة على "ترتيبات دفاعية" مجهزة بالمعدات "الضرورية للتدخل في حال حدوث أي طارئ" .
وذكرت الوزارة أن الوضع المتدهور في ليبيا "سيفسح" المجال "لتسلل" عناصر إرهابية داخل الأراضي التونسية "وإدخال الكثير من الأسلحة المختلفة والقيام باعتداءات إرهابية".