اللواء و الكاتب الخاص للعقيد عميروش للإذاعة:لا أؤمن بالنعرات و الجهوية التي خلقها المستعمر الفرنسي

في الحلقة الثانية للعدد الخاص بشهادة  اللواء المتقاعد حسين بن معلم  لبرنامج حوار في الذاكرة للقناة الأولى قال و بفخر" انا ليس لي منطقة أو قرية أو دوار بل منطقتي الجزائر و الحدود بيني و يبن الناس ليست مرتبطة بمكان الميلاد" و أصر على أنه لا يؤمن بالجهوية و النعرات التي خلقها الإستعمار و التي للأسف تبناها الكثيرون و قال حاولت جاهدا التصدي لها و محاربتها و مازلت.و هذه النعرات يضيف بن معلم تسببت في العديد من المشاكل إبان الثورة التحريرية المجيدة.

اللواء المتقاعد و الكاتب الخاص للعقيد عميروش و من منبر القناة الأولى حاول سرد بعض الوقائع التاريخية التي كان شاهدا عليها و لعل أبرزها مسألة إستشهاد قائد الولاية الأولى مصطفى بن بولعيد و من يخلفه على رأس ولاية الأوراس و قال مصطفى بن بولعيد  قبل وفاته كان قد  أوصى رفاق الكفاح في حالة تعرضه لأي سوء  عليهم إلإتصال بكريم بلقاسم و وصف بن معلم  هذا بالسلطة الأدبية التي منحها بن بولعيد لعميروش و لهذا إتصل به شقيق بن بولعيد عمر.

و بحسب اللواء المتقاعد عمر كان يريد خلافة أخاه على رأس الولاية الأولى و هنا ذكر بأن مصطفى بن بولعيد بعد مغادرته للولاية لجلب السلاح عين نائبا له و هو شيحاني.

و حول مسألة إستشهاد بن بولعيد أكد بن معلم بأن أصابع الإتهام في البداية كانت موجهة صوب علجول و العديد من المسؤلين في الولاية الأولى كانوا شبه متأكدين بأنه هو من جلب المذياع المفخخ لكن هذا الأخير رفض هذه الإتهامات.

و في هذه الأثناء يروي بن معلم بأن عميروش  كان في مهمة للصلح بين كل مسؤولين الأوراس لأن الأمور كانت مبعثرة وكل  واحد منهم كان مشغول بدواره و قبيلته و لم يكن هناك إتصال فيما بينهم. كما شعر عميروش بأن أغلب إطارات الأوراس كانت ضد لعجول حيث كانت تتهمه بالوقوف وراء إستشهاد شيحاني و لهذا طلب منه عميروش التخلي عن رئاسة منطقته و دعاه لمرافقته لزيارة باقي المناطق في الولاية ووافق علجول و أنطلقوا بـإتجاه النمامشة ، و عند   مرورنا  يضيف بن معلم بجبل علي الناس بخنشلة و إقترابنا من حدود الناحية إستقبلهم المسؤولين و سألوهم إن كان معكم علجول فسوف لن تدخلوا و هنا أدركن ابأن هناك كراهية كبيرة لعلجول و هنا فكر عميروش بحمايته و إرساله لمدة معينة لمجلس التنسيق و التنفيذ بالعاصمة  وقبل علجول المهمة لكنه في نهاية المطاف لم يذهب.

و في سؤال عن أسباب عدم فتح تحقيق في قضية إستشهاد بن بولعيد أجاب اللواء المتقاعد بن معلم بأنه لم تكلن لديهم الإمكانيات لفتح تحقيق في الحادثة وكل ما كان متوفر من معطيات آنذاك هو عثورهم على مذياع و تسليمه لمصطفى و فور تشغيله من قبله تفجر... لكن بعد الإستقلال يؤكد حسين "علمنا بأن الفرنسيين وراء الحادثة ".

و في ذات السياق كذب بن معلم كل ما جاء في مذكرات الرائد محمد الصغير هلالي و هو الكاتب الخاص لعلجول وقال " المعلومات التي وردت في الكتاب خاطئة" و تساءل ماهي فائدة عميروش في التآمر على  علجول و تصفيته بل بالعكس حاول حمايته و إبعاده عن الخلافات التي نشبت بينه و بين المسؤولين في ولاية الأوراس.

و من وجهة نظر ذات المتحدث هلايلي  تبنى أطروحة المشوشين و حاول تبرير مسألة إستسلام علجول للسلطات الفرنسية   و إصراره على أن علجول لم يسلم نفسه بل ولده هو من بلغ عنه.

عملية الطائر الأزرق

وقف مطولا اللواء بن معلم عند عملية الطائر الأزرق التي حاول المستعمر الفرنسي عن طريقها إختراق صفوف جيش التحرير الوطني و التي كانت من إقتراح الجنرال جاك سوستال و هو أكاديمي فرنسي والحاكم العام للجزائر العاصمة من 26 جانفي من 1955 إلى 30 جانفي 1956 حيث إستعان بخبير في الأنتربولوجيا  علم الأعراق و الشعوب من أجل الإحكام في خطة الإختراق عن طريق العملاء.

و الخطة كانت تقضي بتكوين مجموعة من الجزائريين العملاء و تزويدهم بالأسلحة و مهمتهم الأساسية إغتيال أفراد من الجيش التحرير الوطني.

و وصف بن معلم هذه الخطة بالجهنمية لكن لحسن الحظ قيادات الثورة عن طريق كريم بلقاسم علمت بالخطة حيث قرر هذا الأخير بعد أن   إستشار بعض المقربين منه  تكوين هذه المجموعة لكن الجبهة هي من تختارهم في الخفاء.

المجموعة هذه كانت مهمتها الخفية تصفية العملاء الجزائريين الذين كانوا يعملون لصالح فرنسا و تسليمهم لها على أنهم ثوار وفي البداية لم تشك فرنسا بل زودتهم بالأسلحة و الذخيرة والمال  و لكن في الأخير و في إحدى المرات جلبت هذه القوات جثة شخص كان يعمل مع فرنسا و تعرف عليه أحد القادة. 

 

المصدر: الإذاعة الجزائرية

 

 

الجزائر