قروض الشباب بين الحاجة الاقتصادية وضرورة الالتزام بالحدود الشرعية محورندوة إذاعة القرآن

سلطت الندوة الشهرية لإذاعة القرآن الكريم  في عددها الأول خلال بث مشترك مع إذاعة الجزائر من سطيف هذا الخميس الضوء على قروض الشباب بين الحاجة الاقتصادية وضرورة الالتزام بالحدود  الشرعية حيث دعا المشاركون إلى ضرورة إنشاء لجنة تضم أهل الاختصاص لتنظيم عملية تقديم القروض للشباب على مستوى مؤسسات التشغيل لرفع الحرج عن الراغبين في انجاز مشاريعهم وفقا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية.

وتندرج هذه الندوة في إطار خلق مقاربة جهوية ترمي من خلالها  إذاعة القرآن بالتنسيق مع الإذاعات الجهوية للتقرب والاحتكاك  مع المواطن  وخاصة فئة الشباب.

 وفي هذا السياق أوضحت  رئيسة الوكالة الولائية  للتشغيل بولاية سطيف عالم فضيلة  انخفاض نسبة البطالة وتوفر عروض العمل في هذه الولاية وذلك راجع حسبها إلى النسيج الاقتصادي الذي تتميز به ولاية سطيف مؤكدة أن 95 من المشاريع التي يقدمه الشباب في إطار آليات التشغيل تم قبولها.

وتطرقت عالم فضيلة إلى برنامج المساعدة على الإدماج المهني في سنة  2008  وهو برنامج اقرته الدولة لتكوين خريجي الجامعات على اكتساب الخبرة معتبرة أن هذه المبادرة حققت نتائج مبهرة في الميدان  .

كما أكد  عبد الرحمان كعلول  ممثل عن وكالة دعم وتشغيل الشباب في تدخله  السنوات سعي هذه المؤسسة على مرافقة الشباب البطالة البالغ من العمر 19  سنة إلى 40 سنة في انجاز المشاريع في مختلف المجالات خاصة في المجال الفلاحي مبرزا أن قيمة القروض التي تقدمها الوطالة تتراوح بين 10 ملايين سنتيم إلى مليار سنتيم .

وعن طريقة تقديم القروض للشباب أشار عبد الرحمان كعلول إلى هناك طريقتين ثنائية بين الشاب والوكالة أما الطريقة الثانية وهي ثلاثية وتحدث حرج بالنسبة للشاب لأن البنك سيكون طرف في عملية تمويل صاحب المشروع بنسبة 70 بالمائة ولكن بعد الإجراءات الجديدة التي اتخذها الوزير الأول في 2003 بإلغاء الفوائد مضيفا أن الشاب لا يدفع الفائدة والفائدة تقع على عاتق الخزينة العمومية عن طريق لونساج.

أما مدير الوكالة الولائية  لدعم تشغيل الشباب بولاية سطيف عبد النور غلاب أن المشاريع التي تم متمويلها تتعدى أكثر من 1000 مشروع لشباب مكونين وخريجي الجامعات داعيا الشباب إلى ضرورة الالتحاق بالوكالة وعدم تفويت فرصة الاستثمار.

 من جانبه ركز بن سالم منير ممثل عن مديرية التشغيل مكلف بالإحصائيات والتقييم  في تدخله على دور الصندوق الوطني للتأمين على البطالة في دعم مشاريع الشباب مبرزا أن الإشكال الذي يحدث الحرج لدى أغلبية الشباب للإقدام على مثل هذه القروض  يكمن في طريقة التمويل الثلاثية التي تدخل فيها البنوك كطرف غير انه بعد الإجراءات الجديدة يمنح للشاب مدة 13 سنة لتسديد القرض .

هذا وأوضح  ممثل عن الوكالة الوطنية  لتسيير القرض المصغر أمين حداد أن مهمتهم الرئيسة تكمن في مرافقة وتوجيه الشباب عديمي الدخل والذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة   في إنشاء المؤسسات والمشاريع.

وأبرز أمين حداد أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الدولة في 2013  ألغت نسبة الفوائد وبالتالي بإمكان الشباب الحصول على قروض بدون فوائد في انجاز المشاريع .

من جانبه ركز عزيز ضياف إمام وإطار بمديرية الدينية والأوقاف في مداخلته على  حكم مشروعية القرض في الإسلام  حيث أكد على أن القرض الحسن حث عليه الإسلام يدخل في باب الرفق بالناس وحكمه العام الجواز ولكن في حال وجود زيادة يصبح قرض ربوي.

 كما دعا عزيز بوضياف إلى ضرورة إنشاء لجنة تضم أهل الاختصاص لتنظيم عملية تقديم القروض للشباب على مستوى مؤسسات التشغيل من خلال وضع فتوى تنوع التردد وتبعد الحرج لمعظم الراغبين في انجاز المشاريع.

في حين اعتبر رئيس  للمجلس العلمي بويلفان بلقاسم  بولاية سطيف أن اهتمام الدولة بتشغيل الشباب عبر خلق مؤسسات التشغيل لونساج ولونجام وغيرها تعد  خطوة لانتشال الشباب من الضياع والإسلام  يشجع القروض الحسنة .

وأوضح بلقاسم أنه يجب أن تكون هناك علاقة مباشرة بين الوكالة والشاب لضمان عدم وجود ربا بحيث لا يجب أن يكون هناك ضامن أو طرف ثالث في هذه العملية .

أما الأستاذ الجامعي بوقصة فقد شدد في تدخله على ضرورة التفكير في إنشاء مؤسسة داخل الجامعات تتكفل بمرافقة الشباب في انجاز المشاريع ومنحهم الأدوات اللازمة لتجسيد أفكارهم وابتكاراتهم مع التركيز على تكوين الطالب وفق لمتطلبات سوق العمل.

المصدر:الإذاعة الجزائرية