موقع النظام السوري من الحرب الدولية ضد تنظيم "داعش" محور نقاش " منتهى السياسة" للدولية

تناول برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء تطورات الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق والشام والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال التركيز على إبراز موقع النظام السوري حيث تباينت أراء المشاركين في هذا العدد بين إمكانية أن يكون نظام الأسد الرابح أو الخاسر في هذه الحرب غير أنهم أجمعوا على أن هذا التحالف الدولي لا يهدف فقط إلى إضعاف داعش وإنما يستهدف أطراف أخرى في سوريا.

 وفي هذا الجانب يرى الدكتور رامي الخليفة العلي من باريس أن  الحرب التي تشن ضد  تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"  تصب في النهاية لمصلحة النظام السوري لأنه في حال إضعاف هذا التنظيم يصبح بإمكان نظام الأسد السيطرة على سوريا التي تشهد حسبه حالة فوضى كبيرة .

وقال رامي الخليفة  إن التحالف الدولي يبدو غير مستعجل للقضاء على داعش وبالتالي  ستكون هناك حرب استنزاف طويلة على حد تعبيره وليس هناك قوة في سوريا تستطيع ملء الفراغ مضيفا انه هناك مخطط لإضعاف المعارضة السورية وهذا ما فتح الطريق لبروز منظمات متطرفة مثل تنظيم داعش مما أعطى مبررا للغرب للتدخل عسكريا من خلال شن الضربات الجوية.

وابرز رامي الخليفة أن التحالف الدولي ضد داعش لم يجمع على القضاء على النظام السوري لأن هذا الأخير حسبه يحظى بدعم قوى إقليمية على اعتبار انه يتوافق مع سياسة الغرب في المنطقة مضيفا أن هذه الحرب لا تستهدف داعش فقط وإنما هناك أطراف أخرى مستهدفة .

من جهته يعتقد عضو  المجلس الوطني لإعلان دمشق المعارض عدنان بوش أن نظام الأسد على المدى المتوسط ليس هو الرابح وإنما الخاسر الثاني بعد تنظيم داعش مضيفا أن النظام السوري في المراحل القادمة سيتحجم وستفرض عليه حلول لن يرغبها هو ولا المعارضة.

ويرى عدنان بوش أن النظام السوري يحاول وضع خطة لإعطاء داعش سمعة أكبر ليرهب الغرب من جهة ويدفعه إلى التدخل حتى يظهر نفسه أنه يعمل على محاربة الإرهاب على حد تعبيره .

 كما أبرز المتحدث ذاته أن هناك إستراتيجية جديدة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية حيث ترمي هذه الأخيرة من الضربات الجوية التي تشنها ضد داعش ليس إضعاف هذا التنظيم فقط وإنما هناك محاولة لتفريخ نظام آخر مضيفا أن هذا الضربات الجوية لن تجدي نفعا في القضاء على هذا التنظيم.

أما الدكتور زهير بوعمامة محلل القناة وأستاذ العلوم السياسية فقد اعتبر أن المشهد أصبح أكثر تعقيدا لأن قرار الحرب على داعش لا يهدف فقط القضاء على هذه التنظيمات التي تم تضخيم قوتها لتبرير التدخل العسكري الذي يدفعه ثمنه أبناء المنطقة مضيفا بالقول "أنه هناك تماطل واضح في القضاء على هذا التنظيم لأن القضاء عليه يتطلب عمليات عسكرية برية وليس مجرد توجيه ضربات جوية.  

كما اعتبر أن النظام السوري عمل منذ بداية الأزمة على استغلال وجود التنظيمات المتطرفة للانخراط في الحرب ضد داعش ولكن هذه الحرب لن تكون في مصلحة النظام في المستقبل المتوسط والبعيد .

المصدر:الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط