المشاركون في برنامج "منتهى السياسة" :التوافق الإيراني الأمريكي الخليجي أعطى الضوء الأخضر للحوثيين للسيطرة على صنعاء

سلط برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء على  آخر التطورات في اليمن بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثيين على زمام السلطة حيث وعلى الرغم من تفاوت أراء المشاركين في هذا العدد من أساتذة وباحثين جامعيين حول إن كان ما فعله الحوثيون ثورة مضادة أم تصحيح لمسار الثورة الشبابية إلا ان هناك إجماعا على دعم إيران لهذه الحركة التي سلم لها الضوء الأخضر للاستيلاء على صنعاء.

وفي هذا الجانب يعتقد الباحث الجامعي باليمن  الدكتور علي حسن الخولاني أن استحواذ الحوثيين على السلطة واستيلائها على ترسانة كبيرة من الأسلحة ليس ثورة مضادة وإنما تصحيحا للمسار الذي كان قائما مضيفا أن الحركة الحوثية  استغلت إخفاق القوى السياسية اليمنية التي جسدتها المبادرة الخليجية في إطار حكومة الوفاق وبالتالي نتج عن فشل هذه الحكومة ظهور مطالب عديدة منها توفير الكهرباء والعمل وغيرها وقد استطاع الحوثيون استغلال هذه الظروف.

وقال  الدكتور علي حسن الخولاني إن هذه الحركة تمكنت إلى حد ما من إرساء الاستقرار والأمن وأن الشارع اليمني راض بهذه الأوضاع خاصة وأنه تم القضاء على مختلف الأزمات التي كانت تشهدها اليمن ومنها أزمة توفير الكهرباء والبنزين معتبرا أنه كانت هناك حملة لتشويه صورة الحوثيين من أطراف معينة ولكن يبدون أن هذه الحركة استطاعت تغيير هذه الصورة لدى المواطن اليمني على حد تعبيره .

كما أوضح المتحدث ذاته أن هناك توافقا استراتيجيا  بين دول الخليج وايران والولايات المتحدة الأمريكية لإضعاف دور حركة الإخوان المسلمين في اليمن من خلال دعم الحركة الحوثية غير انه لم يكن متوقعا سقوط صنعاء على يد الحوثيين.

من جهته يرى الباحث الجامعي اليمني  مقبول الكامل أن استيلاء الحوثيين على صنعاء يعد ثورة مضادة بكل المقاييس للثورة الشبابية  ولذلك ستكون المرحلة القادمة هي مرحلة استيلاء ونهب وتدمير ممنهج في فكرة الدولة فاستيلاء الحوثيين على صنعاء بهذه الطريقة جعلها تخلق سابقة أرست من خلالها ثقافة العنف والإقصاء  واستخدام القوة والسلاح مبرزا استيلاء هذه الحركة على ترسانة هائلة من السلاح حيث ازدادت قوة بعد أن أحكمت القبض على مفاصل الدولة .

واعتبر الأستاذ مقبول الكامل أن الحركة الحوثية لا تتبنى مشروعا وطنيا وإنما لديها مشروع خارجي إيراني وسيناريو معد سلفا مضيفا  أن هذه الحركة مذهبية دينية أصولية مسلحة تنتهج العنف والقوة وسيلة لتحقيق المكاسب السياسية.

 أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور زهير بوعمامة فقد ركز في تدخله على دور إيران  في دعم الحوثيين في الاستيلاء على السلطة في إطار إستراتيجيتها الإقليمية معتبرا أنه تم إعطاء الضوء الأخضر للحوثيين للسيطرة على صنعاء وما حدث يخدم مصلحة إيران.

وقال الدكتور زهير بوعمامة في السياق ذاته إن الحركة الحوثية تعد ميليشية مسلحة جاءت لكي تفرض مخرجا لأزمة حقيقية واقعة بقوة السلاح مرجحا أن يكون هناك سيناريو لإدخال اليمن في حرب طائفية طاحنة.

المصدر:الإذاعة الجزائرية

العالم, الشرق الأوسط