تناول برنامج منتهى السياسة بإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء موضوع الانتخابات التونسية المقررة الأحد القادم، رهاناتها و تحدياتها و هل سيتكرر سيناريو الانتخابات التشريعية الماضية هذه المرة و ما موقع حركة النهضة و باقي قوى الثورة التونسية و ما هي الحظوظ الحقيقية لكل الأطراف المشاركة في أول انتخابات رئاسية تعددية تعد نهاية للمرحلة الانتقالية .
للإحاطة بالملف التونسي وبالتجربة الديمقراطية المميزة في هذا البلد الشقيق شارك في الحوار كل من الكاتب الصحفي نصر الدين سعدي، الأستاذ سليمان شنين مدير صحيفة الرائد ، و محلل إذاعة الجزائر الدولية الدكتور زهير بوعمامة.
في هذا الإطار يعتقد الأستاذ سليمان شنين مدير صحيفة الرائد الجزائرية أن انسحاب حركة النهضة قلل من درجة من الاحتقان التي كانت عليه تونس في التشريعيات و لوحظ فيه رغبة في تجميع تونس. و هناك أجواء تنافسية أكثر منها صراع و احتقان و بإمكان التونسيين أن يتجاوزوا المرحلة و يتمكنوا من الديمقراطية والحفاظ على مكاسبها.
من جهته، يرى الكاتب الصحفي نصر الدين سعدي أن الانتخابات الرئاسية هي حلقة جديدة في استكمال بناء المؤسسات في تونس للعبور إلى مرحلة عادية ما بعد الانتقالية. و أضاف المتحدث ذاته أن تونس مرت بمرحلة انتقالية مدة ثلاث سنوات و كانت مرحلة سجال و غليان كبيرين و أفرزت دستورا جديدا. و الذين قادوا المرحلة الانتقالية نجحوا إلى حد كبير في الوصول إلى هذه النقطة، و الانتخابات التشريعية أفرزت قوة أخرى و بالانتخابات الرئاسية ستبنى المؤسسة الثالثة في مؤسسات الحكم و ستتغير تونس و تتغير الذهنيات السابقة.
و بدوره قال الدكتور زهير بوعمامة إن ما رأيناه من خلال الحملة الانتخابية أبرز مواضيع معينة و رهانات سياسية قوية في هذه الانتخابات و يتوقع أن القائد السبسي هو المرشح الأوفر حظا، فهناك ضمانات دستورية ،ودلالات الحصيلة من الانتخابات التشريعية تعطينا مداخل لقراءة المشهد القادم فـ 36 بالمائة من الأصوات هي فقط ما حصل عليه حزب نداء تونس تليه حركة النهضة بـ32 بالمائة ثم يليه المفاجئة رجل الأعمال الرياحي الشاب الليبرالي بـ6 بالمائة.
و في هذا الصدد يعتقد الدكتور بوعمامة أن تشكيل الحكومة الآن يجب أن يذهب عبر عملية التحالفات و ليس باستطاعة جهة واحدة أن تشكل الحكومة و أن تهيمن على البرلمان و أن تحصل على مقعد الرئاسة لوحدها.
و أضاف محلل الدولية أنه إذا نظر إلى طبيعة نظام الحكم كما هو في الدستور التونسي الآن فهو نظام برلماني ثنائي و المؤسسة صاحبة الثقل الأكبر ستكون الحكومة لذلك، فالأنظار موجهة نحو ما يعقد من صفقات في هذه الفترة، و ستكون الرئاسيات موضوعا من هذه الصفقة بتشكيل الحكومة.
و تطرق الحضور إلى دور حزب النهضة القوة الثانية في تونس و ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية و قد تصاغ الحكومة بتحالفات غير ما يروج له.
المصدر: الإذاعة الجزائرية