تونس تدخل صمتا انتخابيا تحسبا لأول رئاسيات " مباشرة" بعد سقوط نظام بن علي

دخل مرشحو الرئاسيات التونسية اليوم السبت في مرحلة الصمت الانتخابي عشية يوم الاقتراع المرتقب غدا الأحد وذلك بعد ثلاثة أسابيع من الحملة الانتخابية التي تميزت بأجواء تنافسية وصلت في بعض الأحيان إلى نوع من الاحتقان نظرا لأهمية هذا الاستحقاق بالنسبة لمستقبل البلاد ما بعد المرحلة الانتقالية.


  واختلفت أجواء الحملة الانتخابية لحساب الرئاسيات على حملة التشريعيات الفارطة (26 أكتوبر 2014) حيث أحصت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية في تونس  أكثر من 100 مخالفة شملت جل مناطق البلاد خلال فترة الحملات الانتخابية التي انتهت أمس الجمعة بعد ثلاثة أسابيع من النشاط الدعائي.

وتتعلق هذه التجاوزات التي تكررت لدى أغلبية المترشحين حسب الهئية  بالناحية الشكلية للحملة على غرار استعمال بعض المرشحين في حملاتهم الدعائية لأماكن مخصصة  لمرشحين آخرين و وضع المعلقات والملصقات الدعائية في غير الأماكن المرخص بها أو تمزيق الملصقات الخاصة بمرشحين آخرين.

و تم أيضا تسجيل بعض المخالفات المتعلقة بالمضمون حيث احتوت عدد من المعلقات على علم الجمهورية التونسية وشعارها وتم أيضا استعمال صور المترشحين إلى الانتخابات الرئاسية في الانتخابات التشريعية بالإضافة إلى وجود مخالفات أخرى تتعلق  باحتواء بعض البيانات الانتخابية على "الدعوة إلى الكراهية والتعصب".

كما أن بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية أقاموا حملات وأنشطة واجتماعات دون إعلام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بذلك مثلما تقتضه أحكام قانون الانتخابات في هذا الشأن.

وعلى الرغم من أن الهيئة أكدت أن "هذه التجاوزات لا تؤثر على جوهر سير العملية الانتخابية " إلا أنها أحالت أكثر من 20 ملفا إلى القضاء بعد استيفاء مرحلة الإنذارات التي وجهتها الهيئة للمخالفين.

قد شهدت الحملة انسحاب خمسة مرشحين، أبرزهم محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي، والأمين العام الأسبق للتجمع الدستوري المنحل عبد الرحيم الزواري.

ورغم أن بعض المترشحين انسحبوا فعليا من السباق فإن الهيئة أبقت على أسمائهم في ورقة الاقتراع، وحاول المترشحون الباقون في السباق في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية إقناع الفئة المترددة بالتصويت لصالحهم.

ويصوت التونسيون داخل البلاد غدا الأحد في أول انتخابات رئاسية مباشرة بعد الثورة، في حين بدأ التونسيون المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم في أول أيام الاقتراع الثلاثة الخاصة بهم. ويحق لأكثر من خمسة ملايين وربع المليون ناخب تونسي التصويت في الاقتراع الرئاسي.

وبدأ التونسيون بالخارج أمس الجمعة التصويت في 43 دولة في أول أيام الاقتراع الثلاثة التي حددتها هيئة الانتخابات، ويحق لأكثر من 389 ألفا من التونسيين المقيمين بالخارج التصويت في هذه الانتخابات.

المصدر : الإذاعة الجزائرية

العالم, افريقيا