الباجي قايد السبسي يفوز في الانتخابات الرئاسية التونسية بنسبة 55.68 بالمائة

انتخب مترشح نداء تونس باجي قايد السبسي رئيسا للجمهورية التونسية حاصدا 68ر55 بالمائة من الأصوات خلال الدور الثاني للرئاسيات مقابل 32ر44 بالمائة لصالح منصف المرزوقي  حسبما أعلنته هذا الاثنين الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات.
وأكد رئيس الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات شفيق صرصار خلال ندوة صحفية بقصر المؤتمرات بتونس أن "الفائز بالانتخابات خلال الدور الثاني للإنتخابات الرئاسية بتونس هو المترشح باجي قايد السبسي بنسبة 68ر55 بالمئة من الأصوات (1.731.529).
وأضاف صرصار أن "المترشح منصف المرزوقي تحصل على 32ر44 بالمائة من الأصوات (1.378.513)".
وصرح رئيس الهيئة أن "الاقتراع جرى في شفافية" مؤكدا أن "التجاوزات المسجلة لم تؤثر على العملية الانتخابية".
وأضاف صرصار أن "نسبة المشاركة الإجمالية بلغت 11ر60 بالمائة".
ويأتي هذا الإقتراع بعد تنظيم الدور الأول الذي تميز بديمقراطية نوه بها المجتمع الدولي ،وسيتولى زعيم نداء تونس رئاسة تونس خلال خمس سنوات وهي عهدة قابلة للتجديد مرة واحدة.
وتعد هذه المرة الأولى التي ينتخب فيها التونسيون رئيسا للجمهورية ومنذ استقلالها في 1956 إلى غاية "ثورة الياسمين" في 2011 لم تشهد تونس أبدا انتخابات رئاسية حرة.

هذا وقد وصف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نسبة المشاركة العامة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية بالجيدة والمطمئنة .

أولويات الرئيس الجديد تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي

 من جهته يرى المحلل والإعلامي التونسي علاء زعتور أن الرئيس القادم  سيكون أمام عديد الأولويات أهمها تحقيق استقرار أمني و اقتصادي.

و صرح علاء زعتور لموفد الإذاعة الجزائرية إلى تونس ان الرئيس القادم سيواجه رهانات كثيرة على رأسها ملف الأمن، الدفاع و تطوير العلاقات الخارجية و استثمارها في دفع عجلة التنمية في تونس، مضيفا أن الرّابح في الانتخابات الرئاسية التونسية سيكون أمام مهمة صعبة للغاية بالنظر على اضطراب الداخلي الاقتصادي و احتدام الأوضاع الإقليمية.

وأفاد موفد الإذاعة الجزائرية إلى تونس بشير هدييل أنه في انتظار الإعلان الرسمي عن الفائز في الدور الثاني من هذه الاستحقاقات الرئاسية مساء اليوم من قبل الهئية العليا المستقلة للانتخابات سارعت قيادة أركان الحملة الانتخابية للقايد السبسي للتأكيد بأن مرشح نداء تونس هو الضيف الجديد على قصر قرطاج ، حيث أقام أنصار السبسي الافراح وتجمهروا طوال الليل أمام مقر الحزب ومندوبياته في الكثير من الولايات وجابت الشوارع قوافل السيارت المهللة بالانتصار ، مبرزا استعداد قصر قرطاج لاستقبال الضيف الجديد لمدة 5 سنوات .

السبسي أوالسياسي المحنك لقيادة الجمهورية الثانية

يعد باجي قايد السبسي الذي انتخب أمس الأحد ثالث رئيس للجمهورية التونسية من رجال السياسة المحنكين في هذا البلد وأحد رموز نظام الراحل بورقيبة حيث سبق له وأن تقلد في عهد هذا الأخير حقائب الداخلية والدفاع والشؤون الخارجية.

هذا المحامي البالغ من العمر 88 سنة ترعرع في الحزب الدستوري الجديد للحبيب بورقيبة ، حيث كان مستشارا به غداة الاستقلال قبل أن يتقلد عدة حقائب وزارية هامة في عدة حكومات نظير ما كان يحظى به من ثقة لدى الرئيس الراحل.

ويحسب قايد السبسي على التيار الليبرالي والعصري لما كان للرئيس بورقيبة عليه من أثر مباشر، حيث ظل حسب محللين سياسيين تونسيين متشبعا بمساعي رئيسه بل كان تارة يدعو إلى ليبرالية أكثر تحررا من التي كان يدعو إليها لحبيب بورقيبة.

وكان مشوراه مزيجا من السياسة والدبلوماسية ، حيث كان سفيرا بالولايات المتحدة سنة 1969 ثم بفرنسا سنة 1970 فألمانيا سنة 1986.

وبعد خلاف داخل الحزب الدستوري الجديد كلفه مغادرة هذه التشكيلة السياسية ليعود إلى النشاط الحزبي سنة 1987 من باب التجمع الدستوري الديمقراطي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وبعد تقلده العديد من المناصب إلى غاية 1991 أبدى تحفظات من نظام بن علي وقرر الابتعاد عن الساحة السياسية لحوالي عقدين دون التخلي عن مبادئ الحزب الدستوري الجديد التي كان يدعو إليها الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة.

وفي سياق الإضطرابات التي عرفتها المنطقة وما سمي ب"الربيع العربي"عاد باجي قايد السبسي إلى الواجهة لقيادة الحكومة الإنتقالية لينجح بعدها في رهان تنظيم انتخاب المجلس التأسيسي.

وتوجه قايد السبسي إلى شركاء تونس لطلب المساعدة من أجل استقرار اقتصاد متدهور وإنعاش الحياة السياسية التي يسيطر عليها إسلاميو النهضة وكذا التحسيس حول التهديدات الإرهابية المتنامية واغتيال جنود ومثقفين وسياسيين.

وفي أواخر 2011 تفرغ لإنشاء تشكيلة حزبه نداء تونس وهو حزب عتيد يضم مزيجا من رجال الأعمال وأعضاء من التجمع الدستوري الديمقراطي سابقا و مناهضين للإسلاماويين ، حسب العديد من الملاحظين.

رجل محنك وجامع

ووضع هذا الرجل السياسي المحنك كل خبرته لجمع القوى حول حزبه الذي فاز معه بالانتخابات التشريعية الأولى ، حيث زحزح حزب النهضة الذي فقد الكثير من نفوذه خلال ممارسته للسلطة بين 2011 و 2014.

كما ظهر كالبديل الوحيد للحركة الإسلامية ، حيث بنى حججه حول الجانب الأمني وكذا الدفاع عن إسلام مثلما عاشه سابقوه مما سمح له بحصد عدد كبير من الأصوات وتحقيق نجاحات سياسية جديدة من خلال إنشاء جبهة واسعة مناهضة للنهضة مما دفع بهذه الأخيرة إلى "الحياد"في معركة الرئاسيات أمام منصف المرزوقي.

وبعد انتخابه بنتيجة تتجاوز من بعيد خصمه و حصوله على أغلبية المقاعد بالبرلمان بمساعدة تشكيلات أخرى خارج النهضة سيتربع قايد باجي السبسي على عرش الجمهورية الثانية التي سيسهر من خلالها على انتعاش اقتصاد فاشل و تعزيز فضاءات الحرية التي تم الظفر بها خلال "ثورة الياسمين" و مكافحة الإرهاب.

أعلى نسبة مشاركة سجلت بصفاقس

هذا وكان موفد الإذاعة الجزائرية  قد أكد صباح اليوم ، انطلاق عملية فرز الأصوات فور إغلاق أبواب الاقتراع باستثناء المراكز التي مازال يتواجد بداخلها ناخبون للتصويت ،  مشيرا إلى أن نسبة المشاركة في الدور الثاني من رئاسيات تونس قد بلغت 59 بالمائة وبالنسبة للجالية المقيمة بالخارج بلغت 26 بالمائة وهذا نقلا عن رياض بوحوشي عضو  الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في انتظار وصول البيانات الخاصة لنحو 200 مركز اقتراع من أصل 4350 مركز.

وأضاف هديبل نقلا عن المصدر ذاته أن أعلى نسبة مشاركة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية بتونس سجلت بصفاقس بحوالي 60 بالمائة ، بينما سجلت أضعف نسبة إقبال على صناديق الإقتراع بسيدي بوزيد بحوالي 30 بالمائة، وهو ما فسره المصدر برسالة قوية من مهد الثورة التي أطاحت بنظام بن علي إلى القائمين على تسيير تونس التي تشهدا ركودا اقتصاديا وتفشي البطالة في أوساط الشباب.

يشار إلى أن 124 مكتب اقتراع موجود في ولايات الكاف وجندوبة والقصرين بالمناطق الحدودية بالوسط الغربي والشمال الغربي كانت قد أغلقت أبوابها حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم نظرا للظروف الأمنية الدقيقة التي تمر بها وفقا لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية

التونسيون يعربون عن أملهم في مساهمة الرئيس المقبل في تنمية البلاد

من جهتهم عبر مواطنون تونسيون عن فرحتهم بأداء واجبهم الانتخابي، معربين عن أملهم بأن يساهم الرئيس المقبل في تنمية البلاد والعمل على ازدهارها ولم شمل الأسرة التونسية.

وحسب أحد الملاحظين العرب للانتخابات التونسية مقداد الشريف فإن العملية الانتخابية تتم في ظروف حسنة .

وهو نفس الانطباع الذي تذهب اليه فيوليتا باكر رئيسة شبكة مراقبة الانتخابات بالعالم العربي التي دعت التونسيين إلى الاقبال على مراكز التصويت لاختيار رئيسهم .

وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلة التونسية محمد علي العروي أكد، اليوم في تصريح للقناة الأولى، اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بالتنسيق مع الجيش لضمان السير الحسن للعملية.

المصدر:الإذاعة الجزائرية

 

العالم, افريقيا