مختصون لبرنامج " نقاش" للدولية: الغاز الصخري سيتحول في المستقبل القريب إلى سلاح إستراتيجي

تطرق برنامج "  النقاش"، اليوم الأربعاء ، على أمواج إذاعة الجزائر الدولية، إلى موضوع السوق الدولية للغاز و الطاقات الأخرى و الحلول، و ذلك باستضافة كل من محمد العيشوبي أكادمي و أستاذ و وزير سابق، و محمد قدام المدير العام السابق للشركة عين صالح غاز .

و قال محمد قدام إن الغاز الصخري لا يختلف عن الغاز الطبيعي الآخر، بل هو نفسه، حيث أوضح أن الفرق في الأصل يكمن حينما تشكل الغاز منذ ملايين حيث تمكن الغاز المتشكل في الحجارة المسامية التجمع في آبار في باطن الأرض و هذه الآبار هي ذاتها التي يتم استخراج الغاز الطبيعي منها اليوم، أما الغاز الذي بقي محجوزا في الحجارة غير المسامية على غرار الرخام و أوراق الشيست فبقيت محجوزة في الصخر و هو ما يسمى بالغاز الصخري. و أوضح أن الغاز الصخري في الآونة الأخيرة  أثار ضجة كبير حيث اعتبره البعض أنه مادة أخرى خطيرة مختلفة عن الغاز الطبيعي و ذلك لجهلهم بالموضوع، و في الواقع ليس هو إلاّ غاز طبيعي محتجز في الحجارة نفسه نفس الغاز الطبيعي الذي يعرفه الجميع و يستعمله الكل.

و فيما يخص بتقنيات الحفر و التنقيب، أكد أن الحفر الأفقي تقنية تستعملها شركة سونطراك منذ التسعينيات ، و هي تتحكم بشكل جيد في هذه التقنية، و ليست جديدة عليها، حيث كانت قد قامت بحفر 50 بئرا بالطريقة الأفقية في كل سنة . و بالنسبة لتشقيق الحجر فهي تقنية مستعملة منذ السبعينيات.

من  جهته، أكد العيشوبي أن الغاز الصخري جاء ليقلب رأس على عقب مسألة الطاقة بشكل عام، حيث استدل بالولايات المتحدة الأمريكية التي تعتزم تحقيق استقلاليتها في الطاقة دون الاعتماد على دول الخليج العربي و بحر البلطيق و على روسيا بالنسبة لحلفائها الأوربيين، و ذلك بفضل استغلالها للغاز الصخري. حيث أشار إلى أن الغاز الصخري الذي أصبح بفضل التكنولوجيا الحديثة مصدرا هاما للطاقة سيكون في المستقبل القريب سلاحا جيو إستراتيجي.

و أشار في هذا الصدد إلى أن فيما يخص مصالح الدول  العظمى، فإنه هذه الأخيرة لم تتردد في الماضي من التدخل و التلاعب بالمجتمعات و تقوم بتقسيم البلدان من أجل مصالحها, و في هذا الصدد، أكد أن الغاز الصخري سيكون بمثابة البترول اليوم و سيكون عاملا سياسيا و إستراتيجيا.

و فيما يخص انشغالات سكان عين صالح حول الغاز الصخري، أكد أنها شرعية لكن يجب اقتناء المعلومة من مصادر موثقة مشيرا في الوقت ذاته أن لكل مشروع أخطار غير أنه هناك أخطار مقبولة و أخطار مرفوضة. و في هذا الصدد، نبه العيشوبي من المصادر الفرنسية و ضرورة أخذها ضمن سياقها، حيث أوضح أن فرنسا عزفت عن استغلال الغاز الصخري لاعتمادها على الطاقة النووية و لأن استغلال الغاز الصخري يتطلب مساحات كبيرة قد تتعارض مع المساحات المزروعة و مع ملاك الأراضي الفلاحية، خصوصا و أن الفلاحة تعد مصدرا اقتصاديا هاما بالنسبة لفرنسا.

 

 

اقتصاد, صناعة