كتاب رمل اليقين لأحمد دلباني: مساءلة نقدية للديمقراطية في العالم العربي والاسلامي

 صدر حديثا للباحث الجزائري أحمد دلباني كتاب جديد بعنوان (رمل اليقين المجتمع العربي واسئلة الثورة و الديمقراطية) عن دار التكوين بدمشق 2015.

ويضم كتاب الاستاذ دلباني مجموعةً من المقالات والحوارات يتمحور أغلبها حولَ ضرورةِ إعادة التفكيرِ في قضايا الديمقراطية والثورة والتقدم والتغيير من منظور يتجاوز الطرحَ السياسي التقليدي حسب المؤلف. كما يتناول في بعض فصوله قضايا ومسائلَ فكريةً وفنيةً ترتبط أوثقَ الارتباط بالتنوير هاجسِ الحداثة الأول في ظل هيمنة ما يسميه الأصولية الدينية وسيادة ثقافة الأحادية والتمركزَ حول الذاتِ الموروثةِ في شكلِها الأكثرِ تشرنقا أمام عالمٍ عرف تصدعا أصابَ سرديات الخلاص الكبرى في العُمق.

 ويقول دلباني عن الكتاب إنه"يأتي بعد إصداري السابق "قداسُ السقوط" ليُعيد النظر في إرث الحراك العربي منذ 2011. فقد أثبتت التجاربُ المآل المأساوي للانتفاضات العربية الأخيرة وشحوبَ ما تم تعميدُه باسم "الربيع العربي". مؤكدا أنه مناسبةٌ لإعادةِ فتحِ النقاشِ المُوسَّع حول الدمقرطة وشروطِها الاجتماعيةِ والثقافيةِ بمعزل عن الطرحِ المُتسِرِّع الذي لم يكن يركز إلا على الجزء الظاهر من الجبل الجليدي من خلال الاعتقاد بأن بنياتِ الاستبداد العربي يُمكنُ اختزالُها في أيقونةِ الحاكم. كما يتطرق الكتاب الى الديمقراطية باعتبارها مشكلة سوسيو- ثقافية عامة في العالم العربي / الإسلامي تتجاوز آلياتِ زرعِ المؤسسات المُنتخبة في جسم يرفضها أصلا. مدللا على ذلك بعودة الإسلاميين المظفرة من خلال الاقتراع العام في معظم بلدان "الربيع العربي

وفي حديثه عن الحراك العربي يقول" إنه لا يمكن أن تكون الانتفاضة ثورة ما لم يسبقها تحول ثقافي على مستوى القيم والفكر ونظام الحياة".

من الكتاب:

 " ترتبط فكرة الثورة بفكرة التقدم لا بنوستالجيا الأصل وكمال الماضي ومرجعيته. ترتبط بالتاريخ وقد أصبحَ مجالا لتحقق التحرّر الشامل. ترتبط بمركزية الإنسان وقد استعاد فضائل بروميثيوس مُعلنا تمرّدَهُ البهيّ على الآلهة... ولكن ما تكونُ "ثورة" تفتقرُ إلى رغبة الأنسنة وتجاوز الاستلاب في الواقع القمعيّ؟ ما تكونُ "ثورة" تدعو إلى التطهُر من أحلام الإنسان العميقة، واستعادة أزمنة بائدة كان فيها الإنسانُ مُنشدَ الظل في كورس المَعبد المُقدَّس؟ ما تكونُ "ثورة" يقودها هاجسُ إعلان البراءة من العالم لا هاجس تجاوزه وتغييره؟ ما تكونُ "ثورة" تحلمُ بفراديس الوصاية والأبوية وهيمنة الذكورة واستعادة مجد السّماء الآفلة؟ هذه الأسئلة وغيرها تجعلني أعتقدُ أنَّ حصادنا من "الربيع العربيّ" يجبُ أن يكونَ موضع نقاش ونحنُ نشهدُ عودة الإسلاميّين بقوة إلى المشهد السياسيّ ".

 

 

 

ثقافة وفنون