رئيس الجمهورية يوجه رسالة الى الأسرة الإعلامية عشية الاحتفال باليوم الوطني للصحافة

وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، رسالة الى الأسرة الإعلامية عشية الاحتفال باليوم الوطني للصحافة، هذا نصها الكامل:

 "تحيي بلادنا اليوم الوطني للصحافة الذي تم ترسيمه قبل سنتين، تزامنا معصدور العدد الأول من جريدة "المقاومة الجزائرية" في 22 أكتوبر 1955، إبان ثورةالتحرير الوطني المباركة.

تنطوي مرجعية هذا الحدث على رمزية عظيمة المعنى بالنظر إلى الدور الذياضطلع به جيل الثورة، من صحافيين وإعلاميين عموما، في الدفاع عن مشروعية كفاح الشعبالجزائري من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة خلال حقبة من الزمن تجاوزت القرن واثنتينوثلاثين سنة.

ومن فوائد إحياء هذا اليوم الوطني أنه فرصة لتقييم التطور الحاصل في مجالاتالصحافة ضمن ديناميكية التنمية التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.

كما أنها محطة للإستلهام بمثل رواد الإعلام الوطني في خدمة الجزائر ومصالحهاقبل أي شيء كان.

لقد ظهر تطور الصحافة جليا للعيان خلال العقد الأخير، وذلك في مختلف أوجهنشاطات التعبير عبر وسائط الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة والإلكترونية،وما اقتضاه ذلك من رصد للإمكانيات المادية والمالية والتكوينية، سخرتها الدولةتجسيدا لحق المواطن في الإعلام، المكرس دستوريا.

إنني عملت على تمكين الصحافة الوطنية من الأدوات القانونية الكفيلة بضمانالممارسة الحرة لنشاطها طبقا للقواعد والضوابط المهنية المعمول بها في المجتمعاتالديمقراطية، وذلك في ظل احترام أخلاقيات المهنة وأدابها السارية عبر العالم كله.

وإني إذ آمر الحكومة باستكمال المنظومة القانونية للصحافة، خاصة تلك المرتبطةبالضبط في مجالات الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية، أهيب بالمهنيين، والناشرينمنهم على الخصوص، من أجل تحمل مسؤولياتهم من حيث التكوين والاستثمار في مؤسساتهمضمانا لديمومة التشغيل فيها.


ينبغي أن يترجم ذلك أيضا في تحديث أدوات الإتصال واحترافية أداء هذه المؤسسات،من جهة، والتقيد، من جهة أخرى، بأحكام منظومة التشريع والتنظيم ذات الصلة بحمايةالعاملين في قطاع الإعلام وضمان حقوقهم ومكتسباتهم الإجتماعية.


ولا مناص للصحافيين، بعد استكمال عملية تحديد صفة الصحافيين المحترفينوضبط البطاقية الوطنية، من الإنضمام إلى مسار الإصلاح الذي باشرناه خلال السنواتالأخيرة عن طريق الهيئات الممثلة لهم قانونا، أي سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلسأخلاقيات المهنة وآدابها.

 إن التحديات الجديدة التي تواجه بلادنا، والتي ليست بمعزل عن التحدياتالتي تواجه العالم كله، تفرض على الصحافة الوطنية الإرتقاء بأدائها إلى التساوقمع الانشغالات الحقيقية للمواطن ومسايرة تحولات المجتمع في جميع مناحي الحياة.


إن الاستقرار هو الشرط الأساسي في أي بلد كان لازدهار الحريات والتقدموالرفاهية لفائدة الجميع، وهو درس استخلصته الجزائر من ماضيها القريب، درس يذكرناكذلك بالأوضاع الأليمة التي تمر بها، ويا للأسف، بعض البلدان الشقيقة، وبأن الحفاظعلى استقرار الوطن هو رهان منوط كسبه، في إطار القانون، بجميع الفاعلين بما فيذلك أسرة الإعلام الشريفة التي تظل، مثل الأمس، ذات الدور الأساسي.


لقد سعيت من خلال ترسيم جائزة رئيس الجمهورية للصحافي المحترف، والتي تقيم،هذه السنة، دورتها الأولى، إلى الإسهام في تمكين المهنيين في الصحافة من إبرازقدراتهم الإبداعية والتأسيس لثقافة المنافسة الشريفة بينهم.

وإذ أهنئ العاملين والعاملات في الصحافة كافة، في هذا اليوم الرمز، أعبرلهم عن تقديري للدور الذي يضطلعون به في خدمة قضايا أمتهم. كما أتوجه بالتحية إلىالرعيل الأول منهم معربا له عن اعتزازي بعطائه وتضحياته في سبيل الوطن".

الجزائر