القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي: مرافعة من اجل إعادة صياغة حقيقية للشراكة

افتتحت القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي هذا الجمعة بجوهانسبورغ بمشاركة الوزير الأول عبد المالك سلال ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وتميز حفل الافتتاح  بالخطابين اللذين ألقاهما الرئيس الصيني كسي جينبينغ ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما.
كما تدخل خلال هذا الحفل رئيس جمهورية زيمبابوي السيد روبير موغابي و السيدة نكوزازانا دلاميني-زوما بصفتهما على التوالي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي و رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وسيتدخل من جهته عبد المالك سلال خلال هذه القمة لتاكيد التزام الجزائر بتقديم دعمها لدفع الشراكة الإستراتيجية بين إفريقيا والصين بما ان المكانة التي تستحقها الجزائر يجب أن تكون في مستوى البعد الاستراتيجي للعلاقات الجزائرية الصينية المتميزة.
ومن جانبه تطرق الرئيس موغابي إلى نوعية العلاقات بين الصين و إفريقيا من خلال إبراز تقديره وكذا تقدير نظرائه الأفارقة لوقوف الصين ، إلى جانب إفريقيا ودعمها لجهود بلدان القارة الرامية إلى بلوغ المكانة التي تليق بها في محفل الأمم بالإضافة إلى الدعم الثابت  لجهود هذه البلدان لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، هذا ومن المرتقب تنظيم معرض لتجهيزات صناعية متنوعة تقترح الصين وضعها في خدمة ترقية نسيج صناعي حقيقي في إفريقيا للتحويل المحلي لموادها الأولية ومواردها الطبيعية.
ودعا القادة الأفارقة بالإجماع إلى إعادة صياغة حقيقية للشراكة الصينية - الإفريقية التي تنحصر لحد الآن على المستوى الثنائي ومنحها البعد الاستراتيجي للإدماج الإقليمي والقاري مع الأخذ بعين الإعتبار المقتضيات الهامة المرتبطة بالتكفل بتحديات السلم و الأمن في إفريقيا لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.
كما أبرز رؤساء الدول و الحكومات في تدخلاتهم ضرورة "دعم اكبر من طرف الصين"لجهود القارة الرامية إلى تطوير وترقية اقتصاد صناعي حقيقي على المستوى المحلي من خلال تعزيز طاقاتها البشرية و ضمان تحويل فعلي للتكنولوجيا الذي يعد الرهان الأساسي لتحقيق نمو  مستدام ، كما أكد المتدخلون خلال هذا اللقاء على أهمية استحداث الثروة والشغل في إفريقيا.
وتميز اليوم الأول للأشغال باستعراض رؤساء دول و حكومات الدول المشاركة لأهم إنجازات منتدى التعاون الصيني الإفريقي.
كما حظي الشريك الصيني باشادة خاصة على التزامه على مستوى القارة الافريقية برمتها فيما يخص انجاز المنشآت القاعدية والمشاريع المهيكلة.
وفي كلمته الافتتاحية تعهد الرئيس الصيني شى جين بينغ،  بتقديم منحة بقيمة 60 مليون دولار أمريكي إلى الاتحاد الإفريقي بهدف تحسين  قدرات قوات حفظ السلام الإفريقية.

وقال الرئيس الصيني في كلمته أن"هذه المنحة  موجهة لدعم بناء قوة استعداد افريقية والقدرة الإفريقية للرد الفوري على الأزمات".

وأضاف ان"الصين ستواصل المشاركة في مهام قوات حفظ السلام الدولية في  إفريقيا ودعم بناء قدرة الدول الإفريقية في مجالات مثل الدفاع ومكافحة الإرهاب ومنع الشغب ومراقبة الجمارك والهجرة". 

وتعد خطة التعاون في السلام والأمن واحدة من 10خطط أعلنها الرئيس الصيني في خطاب الافتتاح في قمة منتدى التعاون بين الصين وإفريقيا التي تستمر يومين والتي تضم الصين و50 دولة افريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين ومفوضية الاتحاد الافريقى.

وفى العقد الماضي نفذت قوات حفظ السلام الصينية مهام الأمم المتحدة في  الدول الإفريقية التي تعانى من الاضطرابات بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية  وليبيريا والسودان وجنوب السودان.

و يشارك فى القمة 32 رئيس دولة وخمسة من رؤساء الحكومات وعددا من نواب رؤساء الحكومات، بالإضافة إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقى، حيث تنال القمة اهتماما كبيرا نظرا لأنها تعد الثانية لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، بعد القمة الأولى التي عقدت في بكين عام 2006.. كما يصاحبها على هامش القمة إقامة معرض حول تصنيع المعدات في مجالات تشمل السكك الحديدية والطيران والطاقة الكهربائية والاتصالات.
وتعد الصين من أكبر مقدمي المساعدات للدول الإفريقية، وأيضا أكبر شريكًا تجاريًا للقارة السمراء بحجم تجارة بينية يتوقع أن يتجاوز 300 مليار دولار أمريكي العام الجارى ٢٠١٥، في قفزة كبيرة من 10 مليارات دولار عام 2000، عندما تم تأسيس منتدى التعاون "الصيني- الإفريقي".

سيكون إعلان جوهانسبرج بمثابة وثيقة سياسية تعكس مبادئ وأهداف الشراكة الصينية -الإفريقية وأولويات تعزيز التعاون بينهما ، بالإضافة إلى المواقف المشتركة تجاه القضايا الدولية ومتعددة الأطراف ... فيما ستتضمن القمة خطة للتعاون في مجالات أساسية يتطلع الجانبان لتعزيز التعاون فيها خلال السنوات الثلاث المقبلة ، وتشمل التعاون السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأمني ، فضلا عن العلاقات على مستوى الشعوب والتعاون الدولي.
يذكر في هذا الصدد أن منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا تم تطويره ليصبح قمة ، وستعقد هذا العام تحت شعار "الصين ،وإفريقيا تتقدمان معا، التعاون المربح للجانبين من أجل التنمية المشتركة" .

الجزائر, سياسة