قادة الشرطة العرب يتبنون بالإجماع مبادرة الجزائر حول إنشاء منظمة الشرطة الإفريقية

تبنى المشاركون في أشغال المؤتمر ال39 لقادة الشرطة والأمن العرب بالإجماع  اليوم الأربعاء بتونس  المبادرة التي تقدمت بها الجزائرحول إنشاء منظمة الشرطة الإفريقية (أفريبول) وذلك بإعتبار 10 دول عربية تقع بالقارة الإفريقية و يكون مقرها بالجزائر العاصمة.

وتهدف هذه الآلية الافريقية (أفريبول) إلى التنسيق و التعاون بين المؤسسات الشرطية بين الدول الإفريقية والدول العربية من خلال الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وكذا المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (انتربول ). 

وأكد المدير العام للأمن الوطني, اللواء عبد الغني هامل,  على ضرورة مواجهة الجرائم المتزايدة في المنطقة العربية  خاصة الإرهابية منها و التي أخذت " أبعادا خطيرة" في ظل تنامي مصادر التمويل المتأتية من دفع الفدية وعائدات المخدرات.

وأوضح هامل في كلمته الافتتاحية خلال ترأسه أشغال المؤتمر الـ 39 لقادة الشرطة والأمن العربي - باعتبار الجزائر هي التي تترأس الدورة  32 لمجلس وزراء الداخلية العرب- أن الأموال الصادرة من الفدية وعائدات المخدرات تستغل في "تزويد الجماعات الإرهابية والإجرام المنظم بالأسلحة وتجنيد عناصر جديدة ودمج المقاتلين العائدين من مناطق النزاعات المسلحة".

وأضاف المدير العام للأمن الوطني أن هذا اللقاء يشكل "خطوة جديدة" في مواجهة هذه الجرائم ب"كل حزم ومسؤولية وفي تعزيز مسيرتنا الأمنية المشتركة ودعم أسسها وهو ما يترجم ما يحدو دولنا", مبرزا "رغبة و إرادة صادقتين لبحث التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة العربية".

وفي هذا الإطار شدد الهامل على ان مكافحة الجريمة المنظمة, وبالخصوص الإرهاب المتواطئ مع جماعات الإجرام العابر للأوطان وعصابات التهريب بكافة أشكالها كتهريب الأسلحة, "تستلزم تكثيف الجهود على الصعيدين العربي والوطني", مشيرا إلى أن "تعزيز تبادل المعلومات بشأن هذه الجماعات أصبح حيويا لتضييق الخناق عليها والحد من تنقلاتها" لاسيما على مستوى الحدود,  فضلا عن العمل على تجفيف منابع تمويلها باعتماد تدابير وآليات مناسبة بما فيها تجريم دفع الفدية للإرهابيين. 

واعتبر المدير العام للأمن الوطني ان "ما زاد في تفاقم الوضع هو استغلال الشبكات الإجرامية بكل أنواعها لآخر ما توصل إليه العالم من تقنيات حديثة وأدوات تكنولوجية لاسيما الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي".

ودعا إلى "التكفل الجاد والفعال" بموضوع تمويل الجماعات الإرهابية والى تشخيص كافة المخاطر الأخرى التي تهدد الأمن العربي المشترك ووضع "تصور متكامل لتعاون عربي فعال مبني على أسس متينة" مندرج في إطار الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى مكافحة التطرف والإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في العالم.

كما دعا إلى دعم قدرات الأجهزة الأمنية وتطويرها وإشراك المواطن في المعادلة الأمنية وتعزيز ثقته في رجل الأمن إلى جانب السعي لتحقيق التنمية المستدامة وإرساء دولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية وترسيخ الحكم الراشد معتبرا ذلك من العوامل الأساسية "للوقاية من الإرهاب ومختلف الآفات الاجتماعية".

وتم خلال أشغال هذه الدورة التطرق إلى عدة مواضيع منها نتائج التطبيقات الدورة السابقة وعرض التجارب الشرطية العربية المتميزة وتجارب الدول في مجال ضمان حقوق الطفل في العمل الأمني  وكذا تجارب الدول في المراقبة الشرطية ودراسة نتائج المؤتمرات القطاعية للمجلس.

 وشهدت الجلسة المسائية  توزيع دروع وشهادات تكريم  لرجال الأمن العرب المتميزين حيث تحصلت الجزائرعلى جائزة أحسن فيلم توعوي حول حقوق الإنسان  والجائزة الأولى في مكافحة المخدرات للسنة الثالثة على التوالي وكذا على جائزة الشرطي العربي المتميز التي نالها مراقب الشرطة جيلالي بودالية من المديرية العامة للأمن الوطني . 

إلى ذلك تحتضن الجزائر العاصمة بدءا من الأحد المقبل ندوة لقادة الشرطة الأفارقة تهدف إلى تجسيد المصادقة على النصوص القانونية للأفريبول و إتمام تفعيلها.

و في هذا الإطار أكد اللواء عبد الغني هامل بأن أجهزة الشرطة الأفريقية اليوم على قناعة تامة بأن أفريبول تشكل قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي و الدولي.

كما ان الشرطة الجزائرية أثبتت جدارتها في تحقيق الأمن و الاستقرار و في هذا الشأن أكد رئيس المكتب المركزي الوطني للأنتربول عابد بن يمينة للقناة الأولى في برنامج "في الصميم" أن تجربة الشرطة الجزائرية يشهد لها دوليا كقيمة مضافة متميزة لبناء الأمن الدولي، و يتجسد جليا في تبادل المعلومات الجنائية ، و في تبادل الخبرات مع شرطة دول العالم.

و أضاف رئيس المكتب المركزي الوطني للأنتربول أن "الشرطة الجزائرية لها قناعة بأن مكافحة الإجرام المنظم أو الإجرام العابر للحدود الوطنية ما يحتم علينا مكافحته خارج الحدود ، بإقامة شركات و تقوية و تدعيم التعاون الشرطي الدولي".

 و أوضح المتحدث ذاته أن الشرطة الجزائرية كانت قد صنفت سنة 2013 في الرتبة الخامسة دوليا من حيث توظيف الكفاءات و الخبرات.

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج

 

الجزائر